خاص ــ العونيون اجر بالفلاحة اجر بالبور لزوم الانتخابات النيابية! بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Thursday, July 29, 2021

خاص ــ بولا أسطيح

الكلمة اونلاين

كما كل القوى والاحزاب، تنكب قيادة "التيار الوطني الحر" للاعداد للانتخابات النيابية. نحو ١٠ أشهر فقط باتت تفصلنا عن الاستحقاق النيابي، وهي قد تكون مهلة غير كافية للاحزاب للاستعداد الصحيح للمعركة الديمقراطية، بعدما تلقت أقصى الصفعات منذ انتفاضة تشرين الاول ٢٠١٩ ولا تزال تحاول لملمة ازماتها وبشكل خاص رص صفوف مناصريها المنهمكين كما كل اللبنانيين بتأمين لقمة العيش ومقومات الاستمرار والبقاء.
الخطط والمشاريع الانتخابية لمعظم القوى لم تتبلور بعد. فان كانت الاكثرية ستستثمر عوز نسبة كبيرة من اللبنانيين فتعمد لاغاثتهم بمبالغ مالية وكراتين اعاشة او حتى بطاقات تمويلية، فتواصل عملية شراء الذمم والاصوات التي اعتادتها منذ عشرات السنوات، فذلك لا شك سيترافق مع محاولات لشد العصب الطائفي والاهم مع تبني الجميع وكما جرت العادة خطاب المعارضة باعتباره "ربيح" شعبيا خاصة في زمن كالذي نمر فيه، زمن الانهيارات على الصعد كافة. فهل ما يحقق مكاسب اكثر من التصويب على قوى سلطة تبرى الجميع منها وتحميلها مسؤولية تحلل الكيان وتفجير العاصمة؟!
"التيار الوطني الحر" من جهته، سيستمر بسياسته المعتادة، لجهة ممارسة دور المعارضة وهو على رأس السلطة. وليس خروج رئيسه النائب جبران باسيل ليعلن صراحة عدم مشاركته في الحكومة وبالتالي بالمفاوضات على الحصص الوزارية، الا محاولة جديدة لاقناع جمهوره بأنه خارج السلطة وبالتالي لا يتحمل مسؤولية احتمال فشل الحكومة المنوي تشكيلها، وهو لن يتردد باطلاق النار عليها يوميا لعلمه بأن ذلك يخدمه انتخابيا متحججا بأنه اصلا لم يسم ويدعم رئيسها ولم يشارك فيها والارجح لم يعطها الثقة. ولذلك قرر باسيل هذه المرة الا يكرر التجربة السابقة حيث كان هو من يخوض علنا المفاوضات عن رئيس الجمهورية لتشكيل الحكومة… هو من الآن وصاعدا لن يعلن عن لقاء اي مسؤول او وسيط عبر الاعلام للبحث بالملف الحكومي وكأنه غير معني بالعملية ككل.
وبالمقابل، وفي حال صح حديث ميقاتي عن ضمانات خارجية للتشكيل وتمكنت الحكومة من تحقيق نتائج سريعة وعملية بمساعدة دولية، عندها ينزع الوزراء الذين سيسميهم الرئيس ميشال عون لا شك بالتعاون والتنسيق مع النائب باسيل، والذين يفترض انهم حصة رئيس الجمهورية الوزارية، أقنعتهم فينسبوا اي انجاز تحقق ل"التيار" لاستثماره انتخابيا!
تعد قيادة "التيار" خططا بالجملة وتستعد لشتى السيناريوهات خاصة وان الاستعداد للانتخابات النيابية يتزامن مع التحضير للاستحقاق الرئاسي.. فرغم تراجع اسهم باسيل الرئاسية فهو لا يزال يعول على متغيرات اقليمية ودولية وحتى داخلية تصب لمصلحته بعد عام ونيف.. هو لن يرفع العلم الابيض ولن يقر بأنه احد اقل المرشحين الرئاسيين حظوظا.يتكىء على تجربة عون الرئاسية ليقنع نفسه وجمهوره بأن لا شيء سيكون محسوما حتى ليلة مغادرة عون قصر بعبدا…
اذا، هو زمن الانتخابات بامتياز.. سياسة "اجر بالفلاحة اجر بالبور" التي سينتهجها "التيار" سيقابلها سياسات اكثر استفزازا بعد من قبل باقي الاحزاب… فحين تدق طبول المعركة الانتخابية يصبح كل شيء مباح، فكيف الحال في مرحلة تتطلب العجائب لاقناع الجماهير الحزبية بالتصويت مجددا لاحزاب اوصلت البلد الى التحلل الكلي!