خاص - ميقاتي تلقى تطمينات من فرنسا ومصر... و"الحزب" وعده بالتسهيل - محمد المدني

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, July 28, 2021

خاص - الكلمة أونلاين

محمد المدني

كان لافتًا خلال الإستشارات النيابية التي جرت في قصر بعبدا يوم أمس الإثنين، والتي خلصت إلى تكليف نجيب ميقاتي رئيسًا مكلفًا لتشكيل الحكومة، أن حزب الله والحزب القومي السوري سميا الرئيس ميقاتي، ما دفع البعض إلى إعتبار هذه الخطوة إشارة من الرئيس السوري بشار الأسد لمباركة تكليف ميقاتي على أمل أن ينجح الرئيس المكلف في تأليف الحكومة المنتظرة.

بعد حديث ميقاتي عن تطمينات خارجية تلقاها قبل تكليفه، يدور في الكواليس الحديث عن أن ميقاتي هو رجل "السين سين" الجديدة، وذلك لأن سوريا باركت تكليفه عبر حزب الله والقومي السوري، أما السعودية وبحسب الأجواء، رحبت بالتكليف آملة أن يتوج بالتأليف، إلا أن مصادر بارزة أكدت أن سوريا لن تدخل إلى لبنان خلال الفترة الراهنة، لافتة إلى أن ميقاتي ليس على علاقة بالنظام السوري لا من قريب ولا من بعيد.

من المعروف أن تسمية الحزب لميقاتي هي سابقة سياسية في تاريخ تشكيل الحكومات، لكن الجدير ذكره في هذا الإطار أنه منذ إتفاق الدوحة والحزب يلتزم مبدأ الميثاقية وتمثيل الأقوى نيابياً لطائفته طالما أن صيغة الحكم طائفية، وعليه فإن الحزب يأخذ بعين الإعتبار ما تلتزمه الأكثرية السنية( الكتل النيابية ودار الفتوى والمجلس الشرعي الإسلامي ولاحقاً نادي رؤساء الحكومات) لجهة تسمية رئيس الحكومة. وما خلا ذلك من تسميات كان بسبب انكفاء الأكثرية السنية، كما حصل مع حسان دياب ومع ميقاتي سابقاً.

منذ تكليف الحريري في الأشهر الأخيرة، ورغم أن كتلة الوفاء لم تسمه في الإستشارات، إلا أن حزب الله سعى جاهداً وتعاون وتوسط لتشكيل الحكومة، وذلك في محاولة للخروج من مرحلة تصريف الأعمال والإقلاع بحكومة تيسر أمور اللبنانيين، بالإضافة إلى أن ميقاتي هو مرشح السُنّة لتولي رئاسة الحكومة، وهو موضع تقاطع مع دول خارجية معنية بالشأن اللبناني، وبالتالي فإن السير بميقاتي من قبل الحزب هو خيار الضرورة في محاولة الحد من الإنهيار.

ويرى الحزب أن الحكومة ستكون حكومة إنتقالية بإنتظار إجراء الانتخابات النيابية، وهي في أسوأ الحالات أفضل من حكومة تصريف أعمال متوقفة أصلاً حتى عن تصريف الأعمال، والمقصود الرئيس حسان دياب الذي لم يعقد أي جلسة لتصريف الأعمال بضغط سني، رغم تفاقم الأزمات وطوابير المحطات وانقطاع الكهرباء وفقدان الأدوية…).

من الواضح بأن الرئيس نجيب ميقاتي تلقى تطمينات جدية من فرنسا وجمهورية مصر العربية، كما أن الأميركيين ليسوا بعيدين عن الملف اللبناني إنما أوكلوا المهمة للفرنسيين، وعلى المستوى الداخلي تلقى ميقاتي تطمينات من حزب الله بمحاولة التخفيف من العوائق والعراقيل بوجه أي حكومة يشكلها، في ظل تخوف معظم الأطراف من إنهيار الوضع في البلاد، ولذلك هناك ترحيب بمجيء ميقاتي بصرف النظر عن الإعتراضات من هنا أو هناك، وبصرف النظر عن ظروف مجيئه وعن كونه ينتمي إلى الفئة السياسية ذاتها التي ثار اللبنانيون ضدها.

إذا تطمينات خارجية وداخلية تلقاها ميقاتي دفعته لخوض مهمة تشكيل الحكومة، لكنها غير كافية، وعلينا أن نعرف كيف سيلتزم حزب الله والقوى الدولية لمساعدة لبنان ومنعه من الإنهيار.