خاص - فكرة "جهنمية"... إسقاط تكليف ميقاتي خلال التأليف؟ - محمد المدني

  • شارك هذا الخبر
Sunday, July 25, 2021

خاص - الكلمة أونلاين
محمد المدني

قبل يومين من إجراء الإستشارات النيابية في القصر الجمهوري في بعبدا، لا تزال أسهم الرئيس نجيب ميقاتي مرتفعة إلى درجة كبيرة، خصوصاً أن الثنائي الشيعي حزب الله وحركة أمل لا يمانعان تولي ميقاتي رئاسة الحكومة لتكون الباب نحو إجراء الإصلاحات الضرورية لوقف الإنهيار وتأمين إجراء الإنتخابات النيابية العامة في أيار 2022.

قبل عودة ميقاتي من إجازته الصيفية، سعى التيار الوطني الحر وهو الطرف الأبرز لتسهيل عملية التكليف إلى إستبدال اسم نجيب ميقاتي بـ نواف سلام في خطوة غير معلنة لإرضاء الجانب الأميركي لكنه لم ينجح، وبما أن ميقاتي أصبح قاب قوسين أو أدنى من التكليف لا تزال هناك عدة عراقيل قد تهبط أسهمه إلى درجة الإطاحة به.

من المؤكد بحسب مطلعون، أن ميقاتي لن يتخذ أي قرار دون موافقة مسبقة من الرئيسين سعد الحريري وفؤاد السنيورة، بمعنى أوضح أن ميقاتي لن يوافق على تشكيل حكومة لا يرضى عنها نادي رؤساء الحكومة السابقين، كما أنه لن يتمكن من النأي بنفسه عن الصراع المستمر بين الحريري من جهة ورئيس الجمهورية وجبران باسيل من جهة أخرى.

حتى لو تم التوافق على تسمية ميقاتي يوم الإثنين، فإن عملية التأليف لن تكون بالسهولة التي يتوقعها البعض، لأن ميقاتي في حال تكليفه لن يلبي رغبات رئيس التيار الوطني الحر، بمعنى أن باسيل لن يتمكن من الحصول على الثلث المعطل ولا على الحقائب السيادية التي يريدها خصوصًا وزارة الداخلية التي ستشرف على الإنتخابات النيابية، كما أنه لن يتمكن من بسط سلطته على قرارات مجلس الوزراء.

وتدور في الكواليس الضيقة فكرة "جهنمية" مضمونها أن يتم تكليف ميقاتي يوم الإثنين على أن يتم دفعه نحو الإعتذار خلال مرحلة التأليف، خصوصاً أن ميقاتي كان رئيسًا للحكومة خلال دخول نيترات الأمونيوم إلى لبنان عبر مرفأ بيروت، ولديه عدة ملفات لدى القضاء لم يحسم أمرها بعد وأبرزها ملف قروض الإسكان، لذلك أن الإحتجاج والتظاهر ضد تكليف ميقاتي لن يكون أمرًا صعبًا على الراغبين بإبعاده عن المشهد الحكومي.

ووفق المعلومات، فإن التيار الوطني الحر الذي منع الزعيم السني الأبرز (سعد الحريري) من العودة إلى السراي الحكومي، لن يسمح لـ ميقاتي أن المحسوب على نادي رؤساء الحكومة بتولي منصب رئاسة مجلس الوزراء، خوفًا من أن يكون ميقاتي مرآة لـ سعد الحريري وفؤاد السنيورة الذين لا يخفيان خصومتهما لـ "العهد".

بكل وضوح، لا يمكن إتهام التيار الوطني الحر بعدم رغبته في تشكيل حكومة اليوم قبل الغد، لكنه أيضًا لا يريد حكومة غير مطابقة لمواصفات جبران باسيل، بل المطلوب رئيسًا سنيًا لا يكن العداء لـ"العهد" ولا يعمل وفق أجندات لا تخدم مستقبل باسيل السياسي، ما يجعل أزمة تأليف الحكومة مهمة شبه مستحيلة حتى لو بلغت أسهم المرشحين عنان السماء.