خاص- هذا ما يخطط له الحريري .. وهذا ما ينتظره الحزب- بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Sunday, June 20, 2021

خاص- الكلمة أونلاين
بولا أسطيح

يعول البعض على حراك اميركي- فرنسي يحقق خرقا في جدار الازمة الحكومية. يبني هؤلاء على الموقف الاخير الصادر عن رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري وقوله ان "الأولويّة هي للتأليف قبل الاعتذار، الذي يبقى خياراً مطروحاً"، للقول بأن الامور لم تصل الى حائط مسدود وان اشتعال جبهة بعبدا-عين التينة ليس الا التصعيد الكبير الذي يسبق التسوية. الا ان المعطيات الاخرى المتوافرة اضافة للتجارب السابقة وبالتحديد طوال الاشهر ال٨ الماضية، كما جو رئيس الجمهورية لا يوحي بانفراجات قريبة.. كل ما في الامر ان رئيس المجلس النيابي نبيه بري لا يزال متمسكا بالحريري ويرفض الاقرار بفشل مبادرته لان ذلك يشكل صفعة معنوية له ولذلك يحاول اعطاءها جرعات اوكسجين وبث ولو "لفحات من الايجابية" علما انه الواقع كما جرت العادة غير ما تشيعه عين التينة التي ومنذ اليوم الاول لتكليف الحريري كانت تتحدث عن تشكيل خلال ساعات وايام.

وبحسب المعلومات، فقد حسم الحريري الى حد بعيد خياره بالاعتذار على ان يقدم عليه خلال ١٠ ايام اذا لم يحدث خرق كبير خارجي يفرض على الجميع السير بتسوية مستعجلة او تدهور داخلي يرجح ان يكون امنيا يحرج القوى المعنية بعملية التأليف فتنزل عن الشجرة التي لا تزال متمركزة اعلاها من دون ان تحرك ساكنا وكأنها غير معنية بكل ما يتخبط بهم اللبنانيون حولها. وتشير مصادر مطلعة على المستجدات الحكومية ان الحريري يدرس وبدقة مع بري حسنات وسيئات "الاعتذار" وقد بدآ يصيغان خطة الانسحاب من دون ان تظهرهما مكسورين وتظهر "الثنائي" عون- باسيل منتصرا. وترجح المصادر ان يربط الحريري اعتذاره لأن يسمي هو الرئيس المكلف الجديد من منطلق ان الاجتماع الاخير في دار الفتوى ألبسه من جديد عباءة ممثل السنة في لبنان وبالتالي هو سيتمسك بها ولن يلبسها لخلفه ايا كان لعلمه بأن خلاف ذلك يعني انتحاره سياسيا وبأن انسحابه في المرحلة الراهنة هدفه تفادي محرقة مع انطلاق عملية رفع الدعم ووصول النقمة الشعبية الى مستوياتها القصوى. ويعتبر الحريري ان ذلك وبعكس ما قد يخيل ل"الثنائي" عون- باسيل سيشكل "ضربة قاضية" لهما، يصح معها المثل القائل "من خفر حفرة لاخيه وقع فيها"، باشارة الى ان "استقتالهما" على ازاحة الحريري ومنعه من التشكيل لاعتقادهما ان ذلك يطلق يدهما في السلطة في العام الاخير من ولاية عون، سيؤدي لتحملهما بشكل اساسي تبعات ما هو قادم من انتفاضة شعبية وسيلحق بهما اضرارا هائلة في الانتخابات النيابية المقبلة في ايار ٢٠٢٢.

ويبحث الحريري مع الداخل والخارج ببروفايل المرشح الامثل لتبنيه ويسعى لتأمين حد ادنى من الغطاء الاقليمي والدولي له كي لا تتكرر معه تجربة حسان دياب الذي لم تحظ حكومته بأي دعم خارجي ما سرع الانهيار ووسع رقعته. وتلحظ كل الحسابات الجارية ان الحكومة المقبلة ستكون حكومة انتخابات، ولعل ذلك ما يجعل عملية تأليفها أصعب وأدق.
وينسحب عدم الاستعجال على حزب الله، الذي وبعكس ما يروج له علنا، يبدو غير منزعج من التراشق السياسي الحاصل بين القوى المعنية بعملية التأليف وان كان يفضل لو بقي محصورا بعون - الحريري ولم يتمدد ليطال عون- بري. وينتظر الحزب بهدوء نتائج الانتخابات الرئاسية الايرانية كما نتائج المفاوضات بين طهران وواشنطن كما بين الرياض ودمشق لممارسة الضغوط اللازمة لانجاز عملية التشكيل. وهنا تقول مصادر مطلعة ان اي حسم حكومي لن يحصل قبل منتصف شهر آب المقبل بحيث سيكون حينها تم رفع الدعم عن كل المواد واصبحت الازمة في ذروتها فتأتي الحكومة الجديدة بصبغتها الحزبية العلنية كمخلص انتظره اللبنانيون طويلا لتمنح قوى السلطة دعما ولو محدودا عشية الاستحقاق النيابي.

اذا هي لعبة عض اصابع مستمرة لا تبدو اي من القوى مستعدة للانسحاب منها، فنفسها للقتال طويل بعكس نفس اللبنانيين الذي شارف على الانقطاع!