خاص- معركة محتملة بين عون وبرّي... والإنفجار قريب!- محمد المدني

  • شارك هذا الخبر
Thursday, April 15, 2021

خاص- الكلمة أون لاين

محمد المدني

تروي أوساط سياسية في 8 آذار لـ"الكلمة أونلاين"، أن الأيام القادمة ستشهد إنفجارًا في العلاقة بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه برّي، وتداعيات هذا الإنفجار ستكون وخيمة على البلاد والعباد.

يعلم القاصي والداني أن العلاقة بين عون وبرّي تشوبها شوائب عدة، فجذور الخلاف تعود إلى عام 1988 يوم كان عون رئيسًا للحكومة العسكرية، وطوال الفترة التي عاشها عون في المنفى بباريس، كان برّي يستشعر خطر مواقف عون السياسية وأبرزها تصاريحه المناهضة لإتفاق الطائف، الذي يُعتبر برّي أحد أركانه.

لا شك أن برّي وعون متناقضين في كل شيء، فـ عون لا تروقه سياسات نبيه برّي وطروحاته ومبادراته، ورئيس المجلس بدوره لا يُلبي رغبات عون، فـ "الكيمياء السياسية" بينهما مفقودة رغم كل محاولات حزب الله (حليفهما) إلى فتح صفحة جديدة تحت عنوان التعاون الاضطراري بين الرئاستين الأولى والثانية.

وذكرت الأوساط، أن طبيعة الخلاف بين عون وبرّي "سلطوية"، أي أن رئيس الجمهورية يعتبر أن برّي لم ينتخبه على قاعدة أنه لن ينتخب رئيسين (جبران باسيل وميشال عون)، ورئيس الجمهورية من جهته يعتبر أنه يواجه جبهة ثلاثية (برّي _ حريري _ جنبلاط) عمودها الفقري هو الرئيس برّي، ولذلك هناك حالة صدامية دائمة بين الرجلين.

وقالت الأوساط: "نبيه برّي يعتبر أن حزب الله دخل إلى السلطة من خلال ميشال عون، وبعد أن كانت لعبة الدولة محصورة بـ حركة أمل ورئيسها، باتت اليوم بيد حزب الله الذي يدخل في أدق تفاصيلها، وهو ما أدى إلى تراجع دور برّي السياسي مقارنة بالفترات السابقة".

ولفتت إلى أن "برّي تمكن من إفشال ثلاثية (حزب الله - عون - الحريري)، وأحيا في المقابل ثلاثية (برّي ـ الحريري ـ جنبلاط)، علمًا أن إسقاط ثلاثية (حزب الله - عون - الحريري) كانت سببًا في إفشال عهد ميشال عون، خصوصًا بعد سقوط التسوية الرئاسية بين عون والحريري".

وأشارت إلى أن "عون يعلم أن برّي "طاحش" برئيس تيار المرده سليمان فرنجية نحو رئاسة الجمهورية، بينما هو يريد إيصال صهره جبران باسيل وحماية وجوده على الخارطة السياسية اللبنانية، بعد أن أصبح معزولاً على الصعيد الدولي".

وأوضحت أن "برّي متخوف من أن يكون رئيس الجمهورية قرر المضي في تصفية الحسابات مع خصومه، وتحميلهم مسؤولية إخفاقه في تحقيق ما كان قد التزم به قبل وصوله إلى كرسي بعبدا، لذلك نرى رئيس الجمهورية مصرّ على حصول التدقيق الجنائي الذي يستهدف برّي، كون وزارة المال هي الوصية على مصرف لبنان".

واعتبرت أن "ملف التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان قد يكون أبرز أسباب إنفجار العلاقة بين الرجلين خلال الأيام القادمة، فـ عون يرى أن التدقيق الجنائي سيكشف السارقين والفاسدين ويبيض صورته وصهره أمام الرأي العام اللبناني، أما برّي فيريده تدقيقًا جنائيًا شاملاً في جميع وزارات وادارات الدولة، وفي مقدمها وزارة الطاقة المحسوبة على التيار الوطني الحر".

الملف الحكومي أيضًا قد يُفجّر العلاقة بين عون وبرّي، تقول الأوساط، لأن فريق رئيس الجمهورية يعتبر أن ثلاثية (برّي - الحريري - جنبلاط) تسعى للحصول على النصف زائد واحد في الحكومة بغية تعطيل التدقيق الجنائي من جهة ومحاصرة جبران باسيل والتيار الوطني الحر من جهة أخرى، وهو ما لن يقبل به عون مهما طال أمد التأليف. لكن بالمقابل فإن مشروع رئيس الجمهورية السياسي يقوم على مواجهة "الحريرية" وشركائها منذ الطائف حتى اليوم (نبيه برّي ووليد جنبلاط).

والجدير ذكره، أن الثقة بين عون وبرّي معدومة، خصوصًا بعد تجربة حكومة حسان دياب، فالرئيس برّي كان وراء إضطرار دياب إلى تقديم إستقالته، بخلاف رغبة عون في الإبقاء على حكومة دياب حتى إنتهاء عهده.

وأشارت الأوساط إلى أن "عون يسعى إلى إسقاط منطق حصر وزارة المالية بالطائفة الشيعية، ويريدها أن تخضع للمداورة على غرار باقي الوزارات (وفق شروط المبادرة الفرنسية)، فالخلاف بين الرئيسين يخفي نية عون في زيادة صلاحيات رئيس الجمهورية كما كانت قبل الطائف، في حين يعمل برّي على تكريس المثالثة بدل المناصفة، بين السنة والشيعة والمسيحيين. وهذا ما حصل حين وقع عون على مرسوم يسمح بمنح أقدمية استثنائية لضباط إحدى الدورات العسكرية في الكلية الحربية بدون توقيع وزير المال السابق علي حسن خليل، حيث رفض برّي تمرير المرسوم من دون "التوقيع الشيعي".

رئيس الجمهورية وبحسب الأوساط، يعتبر أن برّي يصر على توقيع وزير المال على أي قرار يتفق في شأنه رئيس الجمهورية (الماروني) ورئيس مجلس الوزراء (السنّي)، لأن اتفاق الطائف لم يلحظ أي موقع شيعي في السلطة التنفيذية، لذلك فإن رئيس حركة أمل وبمباركة حزب الله يريد تحصيل الحق الشيعي في السلطة التنفيذية لقطع الطريق على أي تفاهم مسيحي- سنّي يكون على حساب الشيعة.

كل المعطيات تُشير إلى أن العلاقة بين عون وبرّي قابلة للإنفجار بأي لحظة. فهل يستدرك حزب الله هذا الخلاف؟ أم أن المعركة الحامية بين بعبدا وعين التينة باتت محسومة؟.