خاص - بعد 46 عاما على الحرب الاهلية..امراء الحرب يدفعون باللبنانيين الى المجاعة! - بولا اسطيح

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, April 14, 2021

خاص- الكلمة أونلاين
بولا أسطيح

٤٦ عاما مروا على اندلاع الحرب الاهلية. اعتاد اللبنانيون ان يحيوا كل عام هذه الذكرى على قاعدة "تنذكر وما تنعاد"... اما هذا العام فها هم يترحمون على تلك الايام ولسان حالهم انهم لم يشهدوا في الحرب ما يشهدوه اليوم من ذل امام المحطات والافران والصيدليات والمستشفيات وبالطبع المصارف التي وضعت يدها على اموالهم وجنى عمرهم.
اعتاد اللبنانيون ان ينظموا للذكرى مسيرات ويوزعوا الورود على بعضهم البعض ويقيموا سلاسل بشرية وحلقات دبكة.. اما هذا العام فممنوع تلامس الايادي اضف ان قدراتهم المالية تراجعت لدرجة اصبح توزيع الورود ترف يستذكرونه ضاحكين..
اعتاد اللبنانيون ان يسمعوا كل عام مقاتلين سابقين يتلون فعل الندامة منبهين من مرارة الحرب وعبثيتها... اما اليوم فهم كما المقاتلين منهمكين بتأمين لقمة العيش وعبوات حليب لاطفال باتوا مهددين بالمجاعة بعدما ادرجت منظمات دولية لبنان في خانة واحدة مع اليمن وسوريا والصومال كدول مهددة بانعدام الأمن الغذائي لجزء من سكانها وبارتفاع مستوى الاضطرابات وأعمال العنف..
اعتاد اللبنانيون وقاحة حكام يتربصون بالسلطة والكراسي والزعامة منذ ٤٠ عاما... تقبلوا بسلاسة ان يكون امراء الحرب هم قادة زمن السلم.. باعتبار انهم في "الزمنين" لم يجوعوا كما هو حاصل اليوم ولم ينتظروا كراتين اعاشة توزعها عليهم احزاب امعنت بجر البلد الى الانهيار الذي يتخبط فيه.
اعتاد اللبنانيون ان يخافوا من بعضهم البعض، لا بل ان يخضعوا لسياسة تخويفهم بغرض اخضاعهم...جاء ١٧ تشرين ٢٠١٩ ليسقط الخوف في محيط مقرات وقصور زعماء الطوائف مع سقوط هالات ظنوا انها تحيط بهم واقنعوا جماهيرهم بوجودها..تلاشي زخم الانتفاضة، انهماك الناس بمصائبهم اليومية، اخطاء بعض المنتفضين، يأس آخرين، كلها عوامل لا تعيد زمن ما قبل ١٧ تشرين...
صحيح ان الغالبية العظمى تبدو واثقة ومطمئنة الى ان زمن الصراع الدموي في لبنان ولى الى غير رجعة وان لا مقومات وظروف لحرب اهلية (٢) والاهم لاختلال ميزان القوى لصالح حزب الله.. لكن الحرب اليوم تتخذ شكلا جديدا.. تبدو اشرس، أبشع، أفتك... فهل اشرس وابشع وافتك من حرب تجعل اللبناني يكفر ببلده وكل ما فيه ويقف في طوابير مع اللاجئين الفلسطينيين والنازحين السوريين على ابواب السفارات حيث يتنافسون على الحصول على تأشيرة هجرة؟! رغم مرارة ودموية الحرب الماضية، كان اللبناني يؤمن ببلده ولا يتردد بسفك دمه حفاظا الى ارضه ومنتقطته... ماذا تبقى اليوم من ايمانه هذا؟ ماذا تبقى من استبساله؟!
اعتاد اللبنانيون كل شيء الا انهم لم يعتادوا فجور حكام لم يرف لهم جفن في زمن الجوع ولا زالوا يتناتشون ما تبقى من جثة وطن تحت عنوان صلاحيات هذا او ذاك وحرصهم على تطبيق دستور كفر بمخالفاتهم على مر السنين...
هو الجوع والذل والفقر والعوز وحدوا اللبنانيين في هذه المرحلة وان كان هناك من يعتقد ان طوائفهم وانتماءاتهم الحزبية لا تزال تفرقهم..لكن الارجح ان الجائع لن تستفزه بعد اليوم تحذيرات زعيمه من انقضاض ابناء الطائفة الاخرى على حقوق طائفته..الجائع سينقض ليأكل من جوعوه... عاجلا او آجلا!