خاص- فصل جديد من صراع القوات - الكتائب: من يتزعم المعارضة؟- بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Monday, April 12, 2021

خاص- الكلمة أونلاين
بولا أسطيح

في اطلالته الاخيرة، بدا رئيس "الكتائب اللبنانية" سامي الجميل مهادنا ل"القوات"...لا يعني ذلك على الاطلاق استعداده لملاقاة يدهم الممدودة لترميم ما انكسر بينهم في العام ٢٠١٦ بعد مصالحة معراب مع "التيار الوطني الحر" وسير القواتيين بالمبادرة الرئاسية وبالعماد ميشال عون رئيسا الجمهورية. فالصراع بين الطرفين الذي مر بفصول متعددة في الاعوام ال٥ الماضية، يتركز حاليا على ما يبدو على تزعم المعارضة التي جلس الجميل وحيدا في صفوفها بعد التسوية الشهيرة التي سارت معظم القوى بها، والتي انضم اليها رئيس "القوات" سمير جعجع بعد انتفاضة ١٧ تشرين الاول ٢٠١٩.

اليوم وقبل عام واحد على موعد الانتخابات النيابية يقارب الحزبان علاقتهما على اساس ما يحقق مصلحة كل منهما في هذا الاستحقاق..الكتائبيون يبدون واثقين ان لا مصلحة لهم بالتقرب من اي من احزاب السلطة التي دخلوا في مواجهة مباشرة معها منذ العام ٢٠١٦، هم يتعاطون مع "القوات" كجزء من هذه الاحزاب وان كانت قررت تمييز نفسها عنها في العامين الماضيين ورفض المشاركة في اي حكومة.

وبالرغم من ان الشارع والعناوين التي رفعت فيه، كان يفترض ان تكون قد جمعت الطرفين في اكتوبر ٢٠١٩، الا ان مناصريهما حافظوا على مسافة بينهما وبخاصة وان الكتائبيين شعروا بحينها ان "القواتيين اتوا ليستثمروا مجهودهم وتعبهم طوال السنوات الماضية التي كانوا فيها خارج السلطة وليركبوا موجة الحراك المدني التي يعتبرون انفسهم من صناعها".

وبحسب المعلومات، فقد حاول جعجع في تلك الفترة الانفتاح المباشر على الجميل وبعث له اكثر من موفد وطلب بطرق مباشرة وغير مباشرة اللقاء معه، الا ان كل هذه المحاولات باءت بالفشل، وكان رئيس "الكتائب" يقدم دائما اعذارا، بات واضحا انها تندرج باطار اقتناعه بأن لا مصلحة له بمصالحة جعجع.

ويؤكد قواتيون انفتاحهم الدائم على ترتيب العلاقة مع "الكتائب" رغم قناعتهم، على حد قولهم، بأنه لن يكون هناك اي تجاوب معهم اقله حتى موعد الانتخابات المقبلة. هم يعتبرون ان "الكتائب" يجدهم المنافس الاساسي على الساحة المسيحية "من منطلق ان للحزبين نفس التوجهات الاستراتيجية، وبالتالي يرى ان اي تحالف مع "القوات" سيؤدي لبلعه من قبل الاخير، من هنا الاصرار على التمايز".

وكانت آخر مواجهة سجالية مفتوحة بين الحزبين سجلت في كانون الثاني الماضي، وقد تراجعت تباعا، لتتوج مؤخرا بما يشبه مهادنة خلال اطلالة الجميل الاخيرة، اثنى عليها القواتيون.

وينكب رئيس "الكتائب" حاليا على ترتيب وضعه باطار مجموعات المجتمع المدني مع اقتراب موعد الاعلان عن تحالف بينه وبين عدد من هذه المجموعات يخوضون الاستحقاق النيابي على اساسه.وهو وان كان يطمح لتزعم المعارضة باعتباره الحزب الابرز الذي ينشط فيها منذ العام ٢٠١٦، لا يزال يواجه تحديات كبيرة باقناع مجموعات اخرى بتقبله كجزء منها وليس كحزب شارك في السلطة لسنوات طويلة وبالتالي يتحمل مع باقي الاحزاب وان لم يكن بالنسبة نفسها، مسؤولية السياسات التي ادت للانهيار الحالي المتواصل.
بالمقابل، تبدو المهمة في معراب اصعب.. حيث ان كل محاولات الانضواء في هذه الصفوف تمهيدا لتزعم المعارضة لم تنجح..ما جعل القيادة القواتية تنصرف اليوم للعمل على تشكيل حالة خاصة بتمييز نفسها عن الجميع، وان كانت تبقي خياراتها مفتوحة لخوض الانتخابات المقبلة باطار تحالفات تؤكد انها لن تكون تحالفات انتخابية انما تحالفات سياسية بحيث لن تلتقي الا مع من تنسجم معه تماما بالمشروع الوطني العام.

اذا يبدو الفراق القواتي- الكتائبي طويل.. وبالتالي التشرذم المسيحي- المسيحي سياسة عامة تنتهجها الاحزاب التي تبرر ذلك بتعددية تميز الساحة المسيحية، لا يبدو على الاطلاق انها تخدم مسيحيي لبنان الذي "هج" القسم الاكبر منهم فيما يحلم من تبقى بتأشيرة هجرة يرى فيها خلاصه.