خاص- ماذا يجري على خط حارة حريك -عين التينة وهل آن اوان الافتراق؟ - بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Thursday, April 1, 2021

خاص- الكلمة أونلاين
بولا أسطيح

قد يمرّ خبر الزيارة التي قام بها رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد الى رئيس المجلس النيابي نبيه بري يوم امس عند كثيرين مرور الكرام. فقد عمم المكتب الاعلامي لبري ان هدف الزيارة الاساس كان وضع الاخير في نتائج زيارة وفد حزب الله الى موسكو، علما ان الزيارة تأتي في مرحلة بلغ فيها التمايز في مقاربة الملفات السياسية وعلى رأسها الملف الحكومي، مداه.

ويتوقف قريبون من "الثنائي الشيعي" طويلا عند المواقف اللافتة التي اطلقها بري في الجلسة النيابية الاخيرة والتي بدا بعضها بمثابة رد مباشر على امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، ولعل ابرزها اظهار رئيس البرلمان عدم حماسة لتفعيل عمل حكومة تصريف وحصر مهامها بالحدود الدنيا، علما ان نصرالله كما رئيس الجمهورية ومن خلفه "التيار الوطني الحر" أبرز المتحمسين للموضوع الذي يريدون استخدامه ورقة يصغطون فيها على رئيس الحكومة المكلف لدفعه للتأليف وفق شروطهم. صحيح ان رد بري جاء ثلاثي الابعاد اذ طال الى جانب حزب الله، بشكل اساسي رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب كما الرئيس عون، الا طريقة مقاربة الملف تركت اكثر من علامة استفهام حول هوة تزداد عمقا بين حارة حريك وعين التينة خاصة بعدما قطع بري الطريق على اي تعديلات دستورية كان تحدث عنها نصرالله بصراحة بدعوته باطلالته الاخيرة إلى تعديلات لا تمسّ بحقوق الطوائف، لكن تكون كفيلة بتحريك عجلة المؤسسات.

فاذا كان الخلاف حول مقاربة الملف الحكومي عابرا، الا ان الاختلاف بين حزبين يفترض انهما يشكلان "ثنائي" متناغم ومتفاهم، على ملف بحجم تعديل الدستور، يعني انهما بحاجة للجلوس مطولا لاعادة النظر بعلاقتهما تماما كما يفعل حاليا حزب الله و "التيار الوطني الحر"... فحديث البعض عن توزيع ادوار بين الطرفين تدحضه التراكمات التي تضاعفت خلال اسبوعين وبخاصة بعد اطلالة نصرالله الاخيرة وخروج بيان "أمل" مباشرة ليعلن التمسك بحكومة اخصائيين ردا على اعلان امين عام الحزب رغبته بتشكيل حكومة تكنوسياسية.

وتقول مصادر مطلعة انه بات واضحا ان "الثنائي الشيعي" يجد صعوبة في توحيد موقفه واعتماد مقاربة واحدة للملف الحكومي، معتبرة انه اذا كان حزب الله لا يزال مقتنعا بأهمية تشكيل سعد الحريري شخصيا الحكومة الجديدة، الا انه في حال بقي الاخير على تشبثه قد لا يمانع النظر بخيارات وسيناريوهات اخرى جهزها له "الثنائي" عون- باسيل، بخلاف بري الذي يخوص معركة حياة او موت يدا بيد مع الحريري الذي يعتبر انه ورئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، ومهما فرقهم الزمن، يبقون منظومة واحدة سيؤدي كسر احد اضلعها الى اضعاف وكسر باقي الاضلع.

ولا شك ان "التيار الوطني الحر" يتابع باهتمام التمايز المتمادي بين "أمل" وحزب الله، وهو لن يتوانى في حال نجح بذاك بزيادة الهوة بينهما ومحاولة شد الحزب اكثر فأكثر اليه، وهو ما يحلم به منذ سنوات خاصة بعدما مل اعطاء قيادة حزب الله الاولوية لوحدة الصف الشيعي على ما عداها من عناوين تعني وتهم قيادة "التيار"، ما ادى برأي الاخيرة لفشلها وفشل العهد بعملية بناء الدولة ومكافحة الفساد.

وبحسب المعلومات، تتعدى الخلافات بين حارة حريك وعين التينة الموضوع الحكومي وتطال ايضا مقاربة ملف ترسيم الحدود البحرية حيث يبدو الحزب اقرب لكيفية ادارة عون للملف لاعتباره ان بري قد اعطى تعهدات للاميركيين تؤدي لتخلي لبنان عن جزء كبير من حقوقه، وهو امر يحرص "الثنائي الشيعي" على عدم تظهيره اعلاميا نظرا لحساسيته وامكانية ان يفجر العلاقة بينهما ككل اذا لم تتم معالجته بهدوء وبعيدا عن الاضواء.

فهل يؤسس كل ما سبق لافتراق شيعي- شيعي يطمح ويسعى اليه كثيرون في الداخل والخارج؟ ام يبقى استقرار البيت الشيعي اولوية للطرفين في زمن انهيار البيت اللبناني ككل!؟!