خاص- تفاصيل هامة عن حراك بعبدا الدبلوماسي... هذا ما يسعى إليه عون- محمد المدني

  • شارك هذا الخبر
Monday, March 29, 2021

محمد المدني
خاص- الكلمة أونلاين

حراك دبلوماسي غير اعتيادي تشهده أروقة القصر الجمهوري في بعبدا، في خطوةٍ تُحسب لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي يُكثف نشاطه وعمله بحثًا عن حلولٍ جدّية تُخرج لبنان من عنق الزجاجة، خاصة بعد الإنتكاسة التي أصابت ملف تشكيل الحكومة.

ما الهدف من زيارة السفراء إلى بعبدا؟
وأين أصبح ملف تشكيل الحكومة؟

مصادر مقربة من رئيس الجمهورية قالت لـ"الكلمة أونلاين": "ما المستغرب من أن يجتمع رئيس الجمهورية بسفراء دول يمثلون رؤوساء بلادهم؟،
هذا أمر طبيعي، ومن يعتقد بأن رئيس الجمهورية حاصرًا إجتماعاته بالدبلوماسيين في الموضوع الحكومي فهو مخطئ".

ولفتت إلى أن "هدف هذه اللقاءات هو القيام بإحاطة دولية عن الوضع اللبناني بواسطة هؤلاء السفراء، ولكن عون لا يبحث معهم المسائل ذات الطابع السيادي أي تشكيل الحكومة وآليتها".

وأشارت إلى أن "رئيس الجمهورية يعلم أن دول العالم مهتمة بتشكيل حكومة في لبنان لترى إن كانت الحكومة القادمة قادرة بأشخاصها وبرنامجها على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة كشرط لدعم لبنان. ورئيس الجمهورية بالتواصل مع السفراء، يؤكد على ثوابت رؤيته ويستمع منهم إلى ضرورة الإلتزام بما هو مقتنع به، أي أن تكون الحكومة إصلاحية بأشخاصها وبرنامجها".

وأوضحت الأوساط، أن "رئيس الجمهورية يؤمن الإحاطة السياسية اللازمة من خلال اجتماعاته مع السفراء لتبقى مطالب لبنان على سلم أولوياتهم وليؤكد لهم بأنه ولو تأخر تشكيل الحكومة، فلن تكون هناك حكومة سوى إصلاحية".

وقالت: "الناس تعتقد أن رئيس الجمهورية يجتمع مع السفير السعودي والفرنسي والأميركي ليخبرهم بالأسماء التي يريدها هو وهذا خطأ.
فرئيس الجمهورية بحركته الدبلوماسية يؤكد على الثوابت لرؤيته السياسية ويتأكد من السفراء أن دولهم لا تزال مهتمة بلبنان ويحرص على أن يبقى الملف اللبناني على سلم أولويات هذه الدول، لأن بسبب الأزمة الإقتصادية المالية في العالم والأزمة الصحية المتعلقة بفايروس كورونا، وبسبب الركود والشلل الحاصل، يدرك رئيس الجمهورية أن الدول لها أولويات بالإنفاق المالي وربما نصبح خارج سلم أولوياتها، لذلك فـ عون يفعل ما بوسعه ليبقى لبنان على الساحة الدولية وعلى سلم اهتمامات هذه الدول".

وبشأن الملف الحكومي، أكدت الأوساط أن "رئيس الجمهورية ينتظر من رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري أن يخرج من منطق التحدي والنكد ويعود إلى منطق الشراكة والميثاقية، ويُقدم تشكيلة حكومية يوضح فيها المرجعية التي سمت الوزراء، لأن كل قوى سياسية لا توافق على وزير معين، لن تعطيه الثقة في مجلس النواب".

وقالت: "حتى حكومة الإختصاص وبحسب المبادرة الفرنسية، لا تعني حكومة من خارج الحياة السياسية، أي أن حكومة الإختصاص تضم وزراء أكفاء ونزيهين ومختصين ولكن تسميهم مرجعيات سياسية وكتل نيابية وتتولى إعطائهم الثقة في مجلس النواب وستتولى محاسبتهم".

وأضافت "حكومة الإختصاص لا تلغي شرعية الإنتخابات النيابية التي تمثل صوت الناس التي لا تلتغى إلا عبر انتخابات نيابية جديدة، وإلى حين حصول ذلك، لا يمكن ولادة حكومة إختصاص إلا من رحم ثقة هذه الكتل النيابية".

وتوجهت إلى الرئيس الحريري بالقول: "من يسمي التشكيلة التي تطرحها ومن وافق عليها؟ وكيف توزع الوزراء على المذاهب والطوائف؟، وكيف قررت بأن كل طائفة ستحصل على هذه وزارة أو تلك؟ وكيف قررت بأن طرف معين في كل طائفة يسمي وزراءه دون عن غيره".

وأشارت إلى أن "منطق رئيس الجمهورية يهدف إلى تأمين ولادة حكومة قوية وقادرة على الإستمرار بعد أن تؤمن الإستقرار، متوازنة بين الطوائف والقوى السياسية، مؤلفة من وزراء مؤهلين يتمتعون بـ كفاءة وخبرة ونزاهة مطلوبة النهوض".

ولفتت إلى أن "مبدأ الإختصاص لا يُؤمن بحكومة من 18 وزيرًا و24 حقيبة، وهذا ما طرحه رئيس الجمهورية، وهو ما يزال منفتحًا على كل طرح يؤدي إلى ولادة حكومة انطلاقًا من هذه الثوابت، ومن يعتقد بأن الرئيس عون لا يريد تشكيل حكومة أو لا يريد سعد الحريري رئيسًا للحكومة فهو مخطئ، ويبرر الوضعية السياسية التي تدفعنا إلى الإهتراء وهو يتحمل مسؤولية تعميق الأزمة والإنهيار".