خاص ــ عن حركة السفراء... ومعطيات عن فراغ حتى الانتخابات النيابية! بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Saturday, March 27, 2021

خاص ــ بولا أسطيح

الكلمة اونلاين

قد يعتقد من يطل بين الحين والآخر على الملف اللبناني ان حركة السفراء سواء في القصر الجمهوري او بيت الوسط او حتى في مقر اقامة السفير السعودي في اليرزة تمهد للاعلان عن تسوية كبيرة تفضي لتشكيل حكومة تغدق عليها دول العالم المساعدات والدولارات لانتشال البلد من ازمات اقتربت من قطع نفسه. لكن حقيقة الامر، وبحسب المعطيات المتوافرة، فان كل هذه الحركة، حتى الساعة أقله تبقى بلا بركة. وهي تصب في خانتين رئيسيتين، الاولى سعي الرئيسين المعنيين بعملية تشكيل الحكومة، اي رئيس الجمهورية والرئيس المكلف لالقاء مسؤولية التعطيل عنهما وقذف كل منهما الكرة في ملعب الآخر وبالتحديد امام الدبلوماسيين ومن خلالهم امام المجتمعين العربي والدولي، وهي سياسة اعتمدها عون اولا بما بدا انه استدعاء للسفراء تباعا، بدءا بالسفير السعودي مرورا بالفرنسية وصولا للاميركية. اما الخانة الثانية فتكمن برغبة السفراء انفسهم باظهار نوع من الاهتمام بالوضع اللبناني الكارثي والذي بلغ الحضيض. الا ان تلاقي مواقفهم المعلنة على وجوب تجاوز كل المطالب والشروط التي تعيق عملية تأليف الحكومة وانجازها بسرعة، يبدو غير مؤثرا حتى اللحظة، وان كان حديث السفيرة الاميركية اليوم من قصر بعبدا عن "تسوية" آن اوانها ترك اكثر من علامة استفهام خاصة بعدما زارت بيت الوسط مباشرة بعد القصر الجمهوري.

وتشير المعلومات الى ان البحث يتركز اليوم على كيفية تمرير المرحلة حتى موعد الانتخابات النيابية المقبلة في ايار ٢٠٢٢، في ظل فراغ حكومي يبدو قاتلا كونه يترافق مع انهيار غير مسبوق للقطاعات كافة ودون استثناء. من هنا كان حديث الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بكثير من الوضوح عن سيناريو تفعيل عمل حكومة حسان دياب. ولعل اكثر ما يؤرق فريق رئيس الجمهورية غير المتحمس على الاطلاق لحكومة جديدة يرأسها الحريري، خاصة بعدما تحول الخلاف بينهما لخلاف شخصي وبات التعايش تحت سقف حكومة واحدة مستعصيا، هو رفض دياب مجاراته بسيناريو تعويم الحكومة المستقيلة.. والارجح ان اشارة نصرالله الى الموضوع مؤخرا تم بتفاهم مع "الثنائي" عون- باسيل، اللذين اعتقدا ان تبني حزب الله المطلب قد يجعل دياب يبدي ليونة معينة، وهو ما لم يحصل، اذ يصر الاخير على رد الصاع صاعين لكل القوى السياسية التي قررت قبل نحو ٩ اشهر التخلي عنه واحراق ورقته..اليوم وبمطالبته بتفسير دستوري من قبل المجلس النيابي لمبدأ تصريف الاعمال يرمي الكرة في ملعب رئيس المجلس نبيه بري غير المتحمس اصلا لتعويم دياب من جديد وهو كان رأس حربة بالاطاحة به.. فبري اعلن صراحة التمترس في صف الحريري لحد قرر الدخول ولاول مرة في نوع من المواجهة العلنية مع حزب الله باصراره على حكومة اخصائيين بعدما كان نصرالله شخصيا اعلن عن رغبته بحكومة تكنوسياسية.

وتكشف مصادر مطلعة ان دياب الذي كان يستعد لدعوة الحكومة المستقيلة لجلسة قريبة لاقرار الموازنة واحالتها لمجلس النواب، لاعتباره ان هناك سوابق في هذا المجال وان الامر لا يحتاج اجتهادات دستورية، عاد وفرمل اي مسعى في هذا المجال لرفع مستوى الضغط على القوى كافة. اذ تشير المصادر الى ان دياب مستاء من الجميع ولا يعتبر نفسه اقرب من فريق سياسي منه الى آخر، ويرفض بشكل اساسي تحويله مجددا كبش محرقة من خلال دفعه لاتخاذ قرارات استراتيجية غير شعبية كرفع الدعم او غيره، وهو حسم امره بعدم السير بأي من هذه القرارات ايا كانت الضغوط.

بالمحصلة، تواصل مختلف القوى ممارساتها الكيدية بحق بعضها البعض غير آبهة بتحلل البلد ووصوله لحالة غير مسبوقة من التفكك تدفع ثمنها الاغلبية الساحقة من المواطنين التي تبدو بحالة من الاستسلام تجعل الاقلية الثائرة بحيرة من أمرها تجعلها هي الاخرى تفكر بالاستسلام او الرحيل...


Alkalima Online