خاص- "القوات" تُعلن موقفها... هكذا يمكن إسقاط ميشال عون! - محمد المدني

  • شارك هذا الخبر
Friday, March 26, 2021

خاص- الكلمة أونلاين

منذ ما قبل ثورة 17 تشرين، وقبل دخول لبنان إلى نادي الدول المنهارة، كانت ولا تزال القوات اللبنانية تطالب بضرورة إجراء إنتخابات نيابية مبكرة تعيد إنتاج سلطة جديدة تخرج بلاد الأرز من عنق الزجاجة.

طرح القوات اللبنانية تعرض لسيل كبير من الإنتقادات، ووضع في خانة الحلول الواهية، نظرًا إلى إستحالة قبول القوى السياسية وتحديدًا الأكثرية الحاكمة أي حزب الله والتيار الوطني الحر إجراء إنتخابات نيابية مبكرة قد تقلب الموازين رأسًا على عقب.

رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لا يمل من المطالبة بإنتخابات مبكرة في أي مناسبة وعند كل تصريح، وكأنه كان على يقين بأن طرحه سيبقى الحل الوحيد للخروج من الأزمة، بعد سقوط جميع المبادرات الخارجية والداخلية لتشكيل حكومة إنقاذية تنتشل لبنان من مستنقع الإنهيار.

مصادر القوات اللبنانية أكدت لـ"الكلمة أونلاين"، أننا "متمسكون بخيار الإنتخابات النيابية المبكرة، وكنا نعلم بأن أداء السلطة لن يتغير وكأن ثورة 17 تشرين لم تحصل والدولار ليس بـ 15 ألف ليرة، واللبنانيون لا يموتون جوعًا ويتعاركون على كيس حليب وقنينة زيت".

وقالت: "بما أن الدستور لا يسمح بإجراء إستفتاء شعبي يتمتع بمفاعيل تشريعية، فإن الحل الأمثل هو إعادة إنتاج السلطة عبر إنتخابات نيابية مبكرة، لتحديد الأكثرية التي قد تكون تغيّرت بعد فشل عهد ميشال عون، والفريق الذي يحصل على الأكثرية النيابية فليحكم".

وأضافت "إستقالة نواب القوات من المجلس النيابي مربوطة بإستقالة نواب تيار المستقبل والحزب التقدمي الإشتراكي، لأنه في حال إستقال نواب المستقبل والإشتراكي يفقد المجلس الحالي ميثاقيته، وبذلك تكون 3 مكونات أساسية من المجتمع السياسي اللبناني خارج السلطة التشريعية وتصبح الإنتخابات المبكرة أمرًا واقعًا لا يمكن الهروب منه".

وذكرت أن "القوات بصدد التواصل مع المستقبل والإشتراكي لبحث مسألة الإستقالة الجماعية، لكن يبدو أن الحريري لن يسير بهذا الخيار كي لا يخسر دعم الثنائي الشيعي وتحديدًا الرئيس نبيه برّي، اما جنبلاط فبات يميل إلى تسوية بين الأطراف السياسية تجنبًا لأي خطر أمني قد يحصل خلال الأيام القادمة".

وعن إسقاط رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في الشارع، أكدت المصادر أن "القوات اللبنانية لا تقف سدًا أمام إرادة الناس، لكن هل إرادة الناس قادرة على إسقاط رئيس الجمهورية في الشارع؟ وهل هي قادرة على فرض إستقالة مجلس النواب؟، لغاية اللحظة، لا يبدو هذا الأمر ممكنًا في ظل تبدل أولويات الناس واهتماماتها نتيجة الوضع الخطير الذي انزلقت إليه البلاد".

واعتبرت أن "المسألة ليست في طرح إشكاليات، فأية إشكالية يتم طرحها عليها أن تكون منطقية وموضوعية وقابلة للتطبيق وتستند إلى وقائع على الأرض، وليس فقط للترف الفكري أي السياسي، ونذكر جميعنا أن إنتفاضة
14 آذار ورغم حجمها الشعبي لم تتمكن من إسقاط الرئيس أميل لحود في الشارع".

ولفتت إلى أن "المطلوب لإسقاط رئيس الجمهورية ومجلس النواب، هو تدفق الملايين من الناس إلى الشوارع وأن يبقوا في الشارع ضمن برنامج واضح ومحدد، لكننا اليوم لسنا أمام تظاهرات مليونية ضمن برنامج سياسي واضح المعالم، وبالتالي لا يمكن إسقاط رئيس الجمهورية في ظل عدم وجود تحركات شعبية ضخمة".

وأوضحت المصادر، أن "تغيير رئيس الجمهورية لا يُقدم ولا يؤخر في المشهد السياسي لأن الأكثرية النيابية التي انتخبت ميشال عون قادرة على انتخاب رئيس من الطبيعة والهوية السياسية ذاتها، وبالتالي نكون في المأزق نفسه"، مشيرة إلى أنه "من أجل الخروج من هذا المأزق، يجب كف يد الأكثرية مجتمعة وإنتاج أكثرية جديدة، وما دون ذلك سنبقى ندور في دوامة الفشل ذاتها".