خاص- هل يُفجّر الملف الحكومي العلاقة بين الحزب والحركة؟ -محمد المدني

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, March 23, 2021

خاص- الكلمة أونلاين

كما كان متوقعًا، لم يُثمر اللقاء الـ 18 بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري عن تشكيل حكومة إنقاذية، وعاد ملف التأليف إلى ما دون نقطة الصفر، مع إصرار عون على الحصول على الثلث المعطل الأمر الذي يرفضه الحريري رفضًا قاطعًا.

ومع وصول الأزمة الحكومية إلى ذروتها، وبعد أيام قليلة على موقف أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله من حكومة الاختصاصيين، أصدرت حركة أمل اليوم بيانًا معاكسًا لإقتراح نصرالله، حيث شدّدت على ضرورة الإسراع بتشكيل حكومة إختصاصيين غير حزبيين، بعيداً عن الأعداد والحصص المعطّلة.

من الواضح أن علاقة الحليفين (حزب الله وحركة أمل) تمرّ بمطبات عدة إن كان على المستوى السياسي أو الشعبي، وليس خافيًا على أحد أن قيادتي الطرفين تعمل بصورة دائمة على معالجة أي خلل يطرأ على علاقتها، لكن هل يُفجّر الملف الحكومي العلاقة بين الثنائي الشيعي؟ ولماذا هذا التباين في المواقف؟

مصادر سياسية مقربة من الثنائي الشيعي أشارت لـ"الكلمة أونلاين"، إلى أن "موقف السيد نصر الله هو أصلاً التمسك بحكومة الإختصاصيين مع الإشارة إلى مخاطر هذا الطرح، وقد أقترح حلاً ثانيًا في حال لم ينجح الأول".

ولفتت إلى أن "حركة أمل متطابقة مع مع طرح الرئيس المكلف سعد الحريري، وترى أن الحل الوحيد هو بحكومة مستقلين، أي أن هناك توافق عام في وجهات النظر مع جمود لدى أمل ومرونة لدى الحزب، وهذه بداية فعلية لتمايز المواقف عن بعضها بين الثنائي لكن دون صدام".

ووضعت المصادر، هذا التباين بين سقفين، الأول أن يكون جزءًا من عملية توزيع أدوار بين الطرفين، والثاني هو أن يكون تباينًا واضحًا في المواقف المتعلقة بالسياسة الداخلية، بمعنى أن الرئيس برّي هو داعم أساسي للرئيس الحريري بينما السيد نصر الله هو داعم أساسي للرئيس ميشال عون، رغم أنه حاول طويلاً الوقوف على مسافة واحدة من الطرفين، لكنه حسم موقفه بالوقوف إلى جانب عون أكثر كونه حليفه الوحيد".

وقالت: "جميعنا ندرك أنه عندما يكون هناك موقف ذو طبيعة استراتيجية، الثنائي الشيعي يكون له موقف موحد، لكن عندما تتعلق الأمور باليوميات السياسية، يأخذ كل طرف موقفه السياسي انطلاقًا من تحالفاته وتموضعاته بما لا ينعكس على التحالف الإستراتيجي بينهما".

وذكرت المصادر نفسها، أن "الرئيس برّي هو وراء دعم الرئيس الحريري وهو وراء إعادة إحياء ثلاثية بري - جنبلاط - حريري، وهو مرتاح جدًا بعد الخلاف الذي حصل بين الحريري والعهد، لأنه اعتبر في مطلع العهد أن الحريري أصبح أقرب إلى عون منه".

وأضافت، "برّي يريد أن يغطي سعد الحريري من أجل دفعه بإتجاه تشكيل حكومة، ونصر الله يقول أنه اذا لم تُشكل حكومة الآن سنعود إلى حكومة سياسية من أجل حثّ الحريري على التأليف بسرعة، وبالتالي فإن هذا التباين يمكن وضعه في خانة توزيع الأدوار أكثر من اعتباره خلاف علني أو صدام محتمل".

من جانبها،أكدت أوساط حزب الله، أن" العلاقة بين أمل والحزب أرقى من التباينات التي تظهر من حين لآخر حول موضوعات محلية".

وقالت لـ"الكلمة أونلاين": "هناك وجهات نظر مختلفة لا تظهر إلى العلن حول كيفية مقاربة بعض الملفات السياسية والإقتصادية، لكن لا إلى درجة الخصومة وإنما يضعها الحزب في إطار التنوع الايجابي والإجتهاد المسموح".

وأضافت، "صحيح أن الأزمة اليوم معقدة جدًا وتجعل من أدنى اختلاف بسيط اختلافًا كبيرًا، لكن العلاقة بين أمل وحزب الله منظمة بطريقة تسمح لعبور التباينات من دون أن تحدث تصدعًا في العلاقة لا يرغب به الطرفان".