خاص- "الحريري - باسيل"... من أفشل عهد الرئيس ميشال عون؟- محمد المدني

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, March 17, 2021

خاص- الكلمة أون لاين

محمد المدني

منذ قيام دولة لبنان الكبير عام 1920، لم يمرّ على اللبنانيين أسوأ من عهد الرئيس ميشال عون، وكأن الأزمات كانت تنتظر العماد عون ليجلس على كرسي بعبدا حتى تنفجر بشكلٍ غير مسبوق.

عوامل عدة أفشلت عهد عون وجعلته "كارثيًا"، وإذا أردنا احصاءها قد نحتاج حتى نهاية "العهد" أي بعد عام ونصف العام، لكن هل جبران باسيل من بينها؟.

أوساط سياسية معارضة لـ"العهد" أشارت لـ"الكلمة أونلاين"، إلى أن "التيار الوطني الحر تحول من تيارٍ ثائر على السلطة قبل العام 2005 إلى أبرز الأحزاب الحاكمة بعد الـ 2005، حيث خلع رداء التغيير والإصلاح وارتدى ثوب المحاصصة مُخيرًا لا مُسيرًا".

وقالت: "أحد أسباب فشل "العهد" هو ضعف التيار الوطني الحر على المستوى السياسي والشعبي، وهذا حكمًا يعود إلى الإنقسامات الحادة داخل صفوف التيار، حيث يسعى كل طرف إلى إفشال الآخر، فضلاً عن أن شخصيات بارزة داخل التيار لا تريد لجبران باسيل أن يخلف العماد عون، وعملت بطرقٍ عدة إلى إظهار دكتاتورية جبران ومحاربته عبر غرف سوداء، بذريعة أن جبران يُقصي معارضيه الأقوياء من التيار ويعشق العمل على قاعدة one man show".

وأضافت َ، "لا يمكن لعهد عون أن ينجح وهو قائم على تلبية رغبات صهره المدلل، إن كان في التعيينات وتشكيل الحكومات وحتى بالمناكفات، فباسيل حوّل عهد عمه الجنرال إلى جسر يعبرُ خلاله من ميرنا الشالوحي إلى قصر بعبدا، ولو كره العونيون".

ولفتت المصادر، إلى أن "جبران باسيل هو أكثر من ساهم في إفشال العهد، وهو لا يزال مصرًا على تبديد جميع محاولات الإنقاذ عبر عرقلة تشكيل حكومة إنقاذية من اخصائيين وتمسكه بالثلث المعطل ليؤمن سيطرته على القرار السياسي في لبنان بحال حصل فراغ رئاسي، كما أن باسيل كان سببًا أساسيًا في خسارة لبنان لحلفاءه التاريخيين وخاصة السعودية والخليج الذين كانت إستثماراتهم هي الضمانة الأكيدة لاستقلال لبنان واستمراره، وذلك بعد أن شغل جبران منصب وزير خارجية إيران في جامعة الدول العربية طامعًا في كسب ود حزب الله عله يأتي به رئيسًا كما فعل مع العماد عون، وها نحن اليوم بأمس الحاجة إلى دول الخليج واستثماراتهم وودائعهم بعد أن أصبحنا بلدًا منكوبًا محاصرًا تجوز عليه الصدقة ولا يجدها".

واعتبرت أن "حزب الله لا يتحمل مسؤولية فشل عهد عون، لأن الجنرال عندما استعان بحزب الله للوصول إلى الرئاسة فإنه فعل ذلك على قاعدة التنازل للحزب عن السياسة الخارجية والدفاعية وكل الملفات السيادية، وبالتالي فإن ما وصلت إليه الأمور اليوم هو عن سابق تصور وتصميم وبرضى مسبق من عون الذي لم يطالب حزب الله بتغيير سياساته المعادية للدول العربية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية".

وأشارت إلى أن "عون يغطي سياسات حزب الله، وبالتالي لا يمكن القول بأن حزب الله أفشل عهده، ولكنهما شريكان في الحكم وتحمل المسؤولية"، لافتة إلى أن "عون سلم البلد لإيران مقابل وصوله إلى رئاسة الجمهورية، أي أن عون تخلى عن الجمهورية مقابل حصوله على رئاسة الجمهورية".

سقوط اتفاق معراب بين التيار والقوات والتسوية الرئاسية بين عون والحريري، ووقوع حادثة قبر شمون بسبب جولات باسيل الشعبوية وخطاباته الإستفزازية، ووصفه برّي بـ"البلطجي" جميعها عوامل حاصرت "العهد" وجعلته أسير التسويات" المدمرة"، بحسب المصادر.

على المقلب الآخر، اعتبرت مصادر التيار الوطني الحر أن "أبرز أسباب فشل العهد هو قرار سعد الحريري الخروج من التوافق الرئاسي بعد رفضه إجراء اصلاحات في حكومته الثانية في عهد الرئيس عون".

وأوضحت أن "وصول التراكمات الناتجة عن الادارة المالية والاقتصادية الخاطئة التي اعتمدت منذ 30 سنة إلى حدها الأقصى، بالإضافة إلى القرار
الخارجي بالتدييق على لبنان مالياً كضغط على حزب الله وحلفائه، جميعها عوامل أفشلت العهد".

ولفتت إلى أن "سقوط إتفاق معراب بين القوات والتيار ساهم أيضًا في ضرب العهد"، مشيرة إلى أن الاتفاق سقط بعد احتجاز الحريري في السعودية وإكتشاف أن القوات اللبنانية كانت من المحرضين على هذه الخطوة، وتبين من خلال أدائهم أن كل همهم إضعاف الرئيس والتيار وأخذ حصة من التعيينات".

وذكرت المصادر نفسها، أن "رئيس مجلس النواب نبيه برّي لم يكن متحمسًا للتعاون مع الرئيس عون حتى قبل إنتخابه عام 2016"، لافتة إلى أن "برّي واحد من أركان منظومة الطائف ويُفضل العمل مع سعد الحريري ووليد جنبلاط على مشروع ميشال عون".

وأكدت المصادر، أن "سنة ونصف متبقية لنهاية العهد ومن الممكن إنقاذه، في حال تم التوافق على تشكيل حكومة بحسب معايير موحدة واجراء الاصلاحات بسرعة، بالإضافة إلى عقد طاولة حوار يبحث فيها اللبنانيون هواجسهم وافكارهم وتطلعاتهم للمستقبل، بعيدًا من المناكفات والسجالات التي أوصلت البلاد والعباد إلى الهاوية".