خاص ــ العهد يحاول كسر عزلته بالانفتاح على السعودية! بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Monday, March 15, 2021

خاص ــ بولا أسطيح

الكلمة اونلاين

بعد مرحلة من القطيعة بين العهد والمملكة العربية السعودية التي اتهمها بالمشاركة بحصاره لا بل تزعم القوى الداخلية والخارجية التي تحاصره، اتى اللقاء الذي جمع مستشار رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الوزير السابق سليم جريصاتي بالسفير السعودي في لبنان وليد البخاري ليمهد لسياسة عونية جديدة تهدف على ما يبدو لكسر هذا الحصار بالحسنة لعدم توافر العناصر اللازمة التي تسمح بكسره بالقوة.
ولم تكف النوايا الحسنة التي عبر عنها عون عام ٢٠١٧ بتخصيصه اول زيارة قام بها بعد انتخابه رئيسا الى السعودية، بجعل الاخيرة تعيد حساباتها بالتعامل مع لبنان الذي وضعته ومنذ فترة في خانة الدول المسيطر عليها ايرانيا والواجب مواجهة طهران فيها.
وليس خافيا ان ما اعاد الامور الى نقطة الصفر بين عون والمملكة كانت الحادثة التي تعرض لها رئيس تيار "المستقبل" سعد الحريري والذي كان حينها رئيسا للحكومة، حيث اتهم عون علنا بحينها السعودية ب"احتجاز" الحريري معتبرا ذلك "عملا عدائيا" ضد لبنان. ومنذ ذلك الحين لم تستقم العلاقة بين الطرفين، لا بل اكثر من ذلك تعاطى كل منهما مع الآخر على انه خصم... فتعاطت المملكة مع رئيس الجمهورية كأنه ركن اساسي من اركان المنظومة الايرانية، فيما تعاطى هو معها على انها تتزعم المحور الذي يريد افشال عهده واسقاطه.
اما اليوم وبعد اكتمال الحصار على العهد، سياسيا واقتصاديا وماليا واجتماعيا وحتى صحيا، يبدو ان الفريق القريب من عون نصحه باتباع سياسة انفتاحية بدل اللجوء مباشرة لسياسة المواجهة المفتوحة، فاذا لاقى باقي الفرقاء سواء في الداخل او الخارج يده الممدودة ورغبته بالانفتاح والتعاون، كان به، وتمكن بذلك من انقاذ ما تبقى من العهد.. اما اذا اصر اخصامه على مواصلة كباشهم معه، فلن يتوانى عندها عن اعلان المواجهة المفتوحة تحت شعار "علي وعلى اعدائي". وهو ما المح اليه رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل اليوم باعتباره ان "التواصل والحوار اللذين يبدي التيار استعداده لهما يتوسّعان لتحقيق العلاقة الجيّدة مع اصدقاء لبنان، بدءاً من الدول العربية ووصولاً الى كل القوى الإقليميّة ودول العالم، وذلك إنطلاقًا من الإحترام المتبادل للسيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وتحقيقًا لأوسع تعاون إقتصادي وثقافي".
ويندرج لقاء جريصاتي- البخاري في هذا الاطار، وان كان القصر الجمهوري كما قيادة "التيار" لم تصدرا اي اعلان رسمي عنه. وقالت مصادر مطلعة على هذا اللقاء ان "الجو كان جيدا" لافتة الى ان "التواصل عاد من جديد بين بعبدا والسفير بعد مرحلة من التباعد".واوضحت المصادر انه تم تناول كل المواضيع المطروحة على الساحتين اللبنانية والاقليمية، من دون اعطاء المزيد من التفاصيل.
وفي الوقت الذي ربط فيه البعض بين ايفاد عون لجريصاتي شخصيا وسعيه لتطمين حزب الله من ان لا شيء يحصل من وراء ظهره، نظرا لقرب الوزير السابق منه، يبدو محسوما ان طريق "الثنائي" عون-باسيل للتقرب من المملكة لن يكون مفروشا بالورود، بحيث انه وبعز المواجهة الايرانية-السعودية، لن تقدم الاخيرة على تقديم اي تنازل يذكر في الداخل اللبناني الذي لا تزال تعتبره بيئة حاضنة للحزب. كما ان مما لا شك فيه ان الرياض ستطلب عاجلا او آجلا من بعبدا الابتعاد وصولا للانفصال عن الحزب في حال كانت تطمح لما هو اكثر من علاقات عابرة بين السفير البخاري وموفدي عون.. فهل ان "الثنائي" باسيل- عون وصل حقيقة لقناعة ان لا مصلحة له بتحالف مع حزب الله يؤدي تلقائيا لحصار داخلي ودولي يخنقه وخطا خطوة اولى في هذا الاتجاه، ام ان هناك رهانات اخرى يقوم بها لم تتضح معالمها بعد؟!


Alkalima Online