خاص- كفرفالوس بين السماسرة واللامبالاة وتغيير الهوية... بيار عطالله

  • شارك هذا الخبر
Friday, March 12, 2021

استبشر المسيحيون في منطقة جزين وشرق صيدا وكل دعاة العيش المشترك خيراً بعدما بادرت الرهبانية اللبنانية المارونية و "المؤسسة المارونية للانتشار" بالتعاون مع عدد من المتموّلين من ابناء المنطقة الى شراء مجمع كفرفالوس الجامعي من ورثة الرئيس رفيق الحريري.

انتظر ابناء جزين وشرق صيدا بفارغ الصبر ان يفي المالكون الجدد وفي مقدمهم الرهبانية المارونية بالوعود التي اطلقوها، لجهة اعادة ترميم ابنية الجامعة المفترضة والمستشفى واطلاق العمل فيها، مع ما يعنيه ذلك من توفير فرص العمل والحد من النزوح الى المدن للمئات من الشباب والشابات، لكن شيئاً من ذلك لم يتحقق بل على نقيض ذلك فقد حملت الاخبار بيع مليوني متر مربع اخرى تدعى "تلة مروس" وتضم 16 عقاراً تابعة ل كفرفالوس عقارياً وتشكل تكملة للعقارات التي اشترتها الرهبانية العام الفائت، الى مواطنين من آلـ الهاشم من خارج المنطقة دون كثير اكتراث من مالكي الارض الذين اندرجوا تحت اسم "شركة اوك لاند" او تلال البلوط، و بنك عودة المرهونة له لاهمية الحفاظ على تجانس هذه المناطق ومنع الاخلال بالتوازنات الدقيقة التي تتحكم بها.

يقول المتابعون للملف ان المفاوضات مع الـ الحريري وبنك عودة لشراء "تلة مروس" بدأت فور الانتهاء من عملية شراء عقارات الشقيقين فهد وهند الحريري (الجامعة ومحيطها) نظراً الى التكامل ما بين هذه العقارات والتي تفصل منطقة جزين عن شرق صيدا استراتيجياً. وتولى راعي ابرشية صيدا ودير القمر للموارنة المطران مارون العمار تنسيق الملف مع الصرح البطريركي في بكركي ومجموعة من المتمولين الذين تعهد احدهم شخصياً لبكركي بتمويل بناء مجمعات سكنية للراغبين من ابناء المنطقة وفي تلك العقارات تحديداً فور الانتهاء من شراء التلة لضمان عدم تغيير الوجه الديموغرافي – الطائفي للمنطقة. مع الاشارة الى مسار طويل من الاشكاليات على هذه العقارات ابرزها الترخيص الذي اعطاه وزير الداخلية السابق نهاد المشنوق لاقامة كسارات فيها لزوم سد بسري، ولاحقاً ترخيص باستصلاح الاراضي من الوزير غازي زعيتر وغيرها من الامور العالقة.

نجح المطران العمار في جمع مبلغ لا يستهان به وصل الى 21 مليون دولار اميركي كانت كافية لشراء العقارات المطلوبة وكادت الامور تصل الى خواتيمها، لكن المفاجأة كانت انه كلما جمع المطران المبلغ المطلوب، كانت شركة "تلال البلوط" ترفع سعر المتر المربع في محاولة ابتزاز مكشوفة. وساهم تردد بكركي والرهبانية المارونية وعدم حماستها غير المبررة للموضوع بالتزامن مع جشع السماسرة ولا مسؤوليتهم الى تدبر شار من خارج المنطقة من آل الهاشم، بعدما رفعوا سعر المتر في "تلة مروس" اضعافاً ليستقر على 30 مليون دولار، دُفعت على ما يقول العارفون في شيك مصرفي ولصالح بنك عودة، في صفقة تشكل صفعة لكل جهود الكنيسة المحلية وابناء المنطقة في الحفاظ على وجود المسيحيين في تلك المنطقة وتحصين ما تم انجازه في كفرفالوس.

ثمة اسئلة تحتاج الى اجوبة: ما المصلحة من ترك المطران العمار وحيداً في هذه القضية ؟ ولماذا تم تجاهل العرض الكريم ببناء مجمعات سكنية لابناء المنطقة ؟ ولماذا تخلت البطريركية والرهبانية والمؤسسة المارونية عن متابعة "تحصين مشروع كفرفالوس" الذي باشروا به، ولم يضعوا حجراً على حجر لطمأنة الاهالي البائسين الى ان "المنطقة لهم" ولن تكون "مش النا" كما يروج السماسرة ؟

قيل الكثير عن ملف كفرفالوس العقاري، لكن الاكيد ان مخاوف ابناء منطقة جزين وشرق صيدا المسيحيين لها ما يبررها، فثمة بلدات انتهى فيها الوجود المسيحي بالكامل نتيجة عمليات بيع العقارات التي قام بها السماسرة تحت عناوين عدة ابرزها: "ما عاد النا خبز هون" ما ادى الى تحول هوية عبرا الجديدة، ومنها صعوداً الى قرى وبلدات عدة نتيجة المجمعات السكنية الضخمة على الطريقة التوسعية الاستيطانية (...).