خاص- تفاصيل زيارة "الحزب" إلى روسيا... سقط الوكيل وأتى الأصيل! - محمد المدني

  • شارك هذا الخبر
Friday, March 12, 2021

خاص- الكلمة أون لاين

محمد المدني


بعد إنسداد جميع الطرق للوصول إلى حكومة إنقاذية تنتشل لبنان من مستنقع الإنهيار، ومع إرتفاع حدة التنافس الأميركي - الروسي في المنطقة، دخلت روسيا على خط الملف الحكومي اللبناني في محاولة واضحة لتذليل العقبات وتقريب وجهات النظر بين القوى السياسية وفي مقدمها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري.

وبعد اللقاء الذي جمع الحريري مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في الإمارات قبل يومين، يستعد وفد من حزب الله لزيارة موسكو منتصف الجاري، بدعوة من الحكومة الروسية، حيث يتقدم الوفد رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" محمد رعد، إضافة إلى مسؤول العلاقات الدولية بالحزب عمار الموسوي.

ماذا في تفاصيل زيارة وفد حزب الله إلى روسيا؟ وهل تُحسب ضد ميشال عون وجبران باسيل؟

أوساط سياسية معارضة لرئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر، أشارت لـ"الكلمة أونلاين"، إلى أن "زيارة وفد الحزب مرتبطة بالسياسة الروسية الجديدة في الشرق الأوسط، وهي سياسة الدخول إلى كل ملفات المنطقة"، لافتة إلى أنها "مرتبطة أيضًا بملف تشكيل الحكومة والحرب في اليمن وسوريا، حيث لحزب الله دورًا فاعلاً في هذه المحاور".

ووفق المعلومات، فإن الدعوة ليست جديدة والعلاقة بين الحزب وروسيا تطورت خلال السنوات الـ 15 الماضية لا سيما بعد إستخدام الحزب صواريخ الكورونات في مواجهة الجيش الإسرائيلي وكذلك خلال الحرب في سوريا"، بحسب الأوساط.

واعتبرت أن "الزيارة ليست موجهة ضد أحد في لبنان، بل تأتي في إطار البحث عن حلول للأزمة السياسية الراهنة وتعزيز العلاقات بين بيروت وموسكو".

وأوضحت أن "الزيارة تأتي بعد عدة مباحثات أجراها مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الروسية أمل أبو زيد مع موسكو، والتي لم تنجح في إقناع الروس بوجهة نظر عون وباسيل المتعلقة بالثالث المعطل وإنفرادهما بتسمية الوزراء المسيحيين".

وقالت: "بعد فشل مباحثات أبو زيد وبروز الإمتعاض الروسي من سلوك باسيل، فإن أبرز ما يمكن فهمه من زيارة وفد الحزب إلى روسيا، هو أنه سقط الوكيل وأتى الأصيل، فحزب الله هو رأس حربة فريق 8 آذار وهو من يرسم الخطوط العريضة، والآخرون يُنفذون فقط".

وسألت، "جميعنا يعلم أن مرجعية حزب الله هي إيران، فلماذا لم تتكلم روسيا مع إيران، وفضلت التحدّث مباشرة مع حزب الله؟"، مجيبة "روسيا تريد منح مساحة ودور للحزب في علاقاته الإقليمية وهذه خطوة مرتبطة بما سيأتي وليس بما سبق، لأن الروس بإمكانهم التواصل مع إيران مباشرة ولكن إظهار موضوع الزيارة هو فعليًا مساعدة حزب الله في إثبات وجوده السياسي إقليميًا، والإيحاء بأن سعد الحريري ليس الوحيد الذي يتمتع بنفوذ دولي، عكس ما يتم الترويج له".

في الوضع الداخلي، فإن الزيارة تؤكد ضعف ميشال عون وجبران باسيل، وإن ملاذهم الوحيد هو حزب الله، تقول الأوساط.

هذا ولفتت إلى أنه "في ظل الوضع القائم، فإن حزب الله يعتبر أن المنفذ الوحيد للتخلص من ضغط الشارع وطرح البطريرك الماروني بشارة الراعي المتعلق بالحياد والمؤتمر الدولي، هو بتشكيل حكومة مؤقتة لخمسة أو ستة أشهر تعمل على خفض سعر صرف الدولار وتُرشّد الدعم وتمتص الغضب الشعبي، حتى تتضح ملامح الاتفاق الأميركي - الإيراني".

واعتبرت أن "حزب الله يرحب بالمبادرة الروسية ليضغط على حليفه المسيحي (التيار الوطني الحر) بإتجاه تشكيل الحكومة، خاصة أن الحزب ليس بمقدوره مجابهة باسيل كي لا يخسره".

وقالت: "الحزب يريد تشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن، لكن دون أن يضغط على رئيس الجمهورية ودون أن يعطي باسيل وعدًا بالرئاسة، لذلك يُفضل الضغط عليهما بطريقةٍ غير مباشرة تجنبًا لردات فعل باسيل المتهورة أحيانًا".

على المقلب الاخر، أكدت مصادر التيار الوطني الحر "ترحيبها بالمبادرة الروسية لخرق جدار الأزمة"، مؤكدة أنها "ليست موجهة ضد رئيس الجمهورية على الإطلاق، فالرئيس عون يتصرف وفق ما ينص عليه الدستور، ومن غير المقبول تهميش دوره والمس بصلاحياته".

إلى ذلك، أشارت أوساط مقربة من حزب الله لـ"الكلمة أونلاين"، إلى أن "الزيارة في إطار التشاور حول ملفات لبنان والمنطقة، ولملاقاة الحراك الروسي في إمكانية تفعيل المبادرة الفرنسية على أساس تثبيت التوازنات الحالية".

وقالت: "الحزب سيستمع إلى الطرح الروسي وإمكانية تبنيه داخلياً، انطلاقًا من إعادة تصويب العلاقة بين المكونات اللبنانية ومنعًا لمزيد من تدهور الأوضاع".