خاص- محاولات لإشعال الحرب في لبنان حتى حزيران المقبل!- محمد المدني

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, March 9, 2021

خاص
الكلمة أونلاين


منذ قيامه وحتى اليوم، لطالما كان لبنان مُهدّداً بالانزلاق نحو حرب أهلية، نتيجة لعبة المحاور التي تخوضها الأحزاب والقوى السياسية كُلٌّ حسب مصالحه "وعلى حسابك يا وطن".

لبنان اليوم ليس بخير بل يحتضِر، فمع تفاقم حدّة الأزمة الاقتصادية وارتفاع معدلات الفقر والبطالة وعودة التحرّكات الشعبية وقطع الطرقات، برزت تقارير أمنية تتحدّث عن فوضى منظّمة تُهدّد أمن لبنان وسلمه الأهلي، فهل لبنان على مشارف فوضى أمنية أو حرب أهلية؟

تؤكد أوساط سياسية بارزة لـ"الكلمة أونلاين"، أنّ "لبنان مُقبل على التحلّل وليس على حرب أهلية، لأن الحرب تستدعي بعضاً من التنظيم، في حين أنّ ما نراه هو اتجاه سريع نحو الفوضى العارمة التي تشمل السياسة والاقتصاد والمال والخدمات والتعليم والطبابة والاستشفاء، وبذلك يكون لبنان متجهاً نحو نادي الدول الفاشلة أكثر مما هو متجه نحو الحرب الأهلية".

ويشير مصدر عسكري لـ"الكلمة أونلاين"، إلى أنّ "بعض الأحزاب تسعى إلى وقوع حرب أهلية وفتنة مذهبية، إنّما الحرب الأهلية بالمعنى المتعارف عليه ليست واردة لعدّة أسباب، خصوصاً أنّ هناك وعياً لدى المواطنين بعدم الانجرار وراء الفتن الطائفية والمذهبية، والدليل على ذلك أنّ أكبر حزب في لبنان لا يستطيع البقاء في الشارع لأكثر من 5 ساعات متواصلة".

ويلفت المصدر العسكري إلى أنّ "بعض الأحزاب تتسبّب بشحن مذهبي وطائفي، لكنه لا يكفي لاندلاع حرب أهلية، فالأخيرة تحتاج إلى فريقين مسلحين يسعيان إليها، بينما في لبنان فريق واحد مسلح فقط هو حزب الله، يسيطر على القرار السياسي، وهو بغنى عنْ خوض حرب داخلية".

ويعتبر أنّ "إرادة الحرب ليست متوفرة حالياً، بل هناك فقط إرادة سياسية عند البعض لخلق فيدرالية أو كونتون مسيحي أو درزي، لكنها لا تؤدي إلى حرب أهلية، بالإضافة إلى وجود الجيش اللبناني، الذي ولغاية اليوم يتصرّف بشكلٍ سليم ومنضبط، ويحمي الناس ولن يرضى بقيام حرب أهلية".

ويؤكد المصدر في ختام حديثه، أنّ "لا رغبة إقليمية ودولية بحصول حرب أهلية في لبنان لأنّه ليس هذا المطلوب، بل لبنان سيشهد أحداث أمنية متنقّلة لحثّ الجميع على الجلوس على طاولة مفاوضات لتعديل النظام".

وفي السياق نفسه، استبعد مرجع أمني رفيع بالدولة اللبنانية لـ"الكلمة أونلاين"، احتمال حصول حرب أهلية لـ3 أسباب أساسية، أولاً: لا جهة داخلية قادرة على مجابهة حزب الله عسكرياً، ثانياً: "الانهيار الإقتصادي، فالحرب الأهلية مكلفة جداً، وتتخطّى قدرة الأحزاب والقوى اللبنانية، ثالثاً: "لا أحد مقتنع بأن الحرب الأهلية تنقذ لبنان".

إلى ذلك، أشارت أوساط حزب الله إلى أنّ "وجود محاولات لدفع لبنان نحو حرب أهلية استكمالاً لخطة وزير الخارجية الأميركي الأسبق مايك بومبيو، والتصويب الآن على استدراج حزب الله إلى هذه الحرب"، مؤكدة أنّ "الجيش اللبناني وحزب الله يُمسكان بالوضع الأمني، ويمنعان حتى الآن اندلاع الحرب، وإنْ كان عدم تشكيل الحكومة والإنهيار المالي - النقدي كلها عوامل تصب في خدمة مشروع الحرب التي تبدو حتى الآن مستبعدة، لكن محاولات إشعالها ستستمر حتى حزيران، فإذا لم ينجحوا عندها تطوى الصفحة وتكون محاولة إشعال الحرب فشلت".

في المحصلة، لبنان ليس مقبلاً على حرب أهلية لكن الفوضى الأمنية واردة مع كل إشراقة شمس، وهذا ما يجب أن يدفع القيادات الداخلية، إلى خطوتين ضرورتين، الأولى تتمثل "بتشكيل حكومة من خارج منطق المحاصصة والإصطفاف السياسي"، أما الثانية فتتجسد بـ"نأي لبنان عن تجاذبات الصراعات الإقليمية"، وإلا على وطننا السلام.