خاص - هكذا ينظر "الحزب" إلى تحرك "الضاحية" بإتجاه قصر بعبدا! - محمد المدني

  • شارك هذا الخبر
Monday, March 8, 2021

خاص
الكلمة أونلاين


مع أهمية التحركات الشعبية والتظاهرات الغاضبة التي تعم المناطق اللبنانية جراء الإنهيار الاقتصادي المعيشي وعدم قدرة السلطة على تشكيل حكومة إنقاذية، لا بد من التوقف عند مشهدٍ هام جرت أحداثه في ضاحية بيروت الجنوبية، حيث توجه عدد كبير من الشبان على الدراجات النارية بإتجاه قصر بعبدا، ما استدعى استنفار حرس رئاسة الجمهورية والجيش اللبناني لمنع وصولهم.

ليس غريبًا التظاهر ضد "العهد" ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون، لكن الغريب أن تنطلق هذه التظاهرات من الضاحية الجنوبية معقل حزب الله، ولا بد من الإشارة إلى أن تحرك الضاحية جاء بعد ساعات قليلة على تهديد رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب بالإعتكاف.

أوساط سياسية مطلعة أشارت لـ"الكلمة أونلاين"، إلى أن "تحرك شبان من الضاحية الجنوبية بإتجاه قصر بعبدا هي خطوة تضاف إلى خطوات الضغط على رئيس الجمهوريّة لدفعه نحو تشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن".

ولم تستبعد الأوساط، بأن "تكون حركة أمل وراء هذا التحرك خصوصًا أن جمهور الحركة لم يكن يومًا راضيًا عن ميشال عون وسياساته"، مشيرة إلى أن "البيانات التي صدرت عن قيادتي الحزب والحركة لا تعكس حقيقة الواقع، ولا تكشف الخبايا التي تدور في زواريب السياسة الضيقة".

هذا واعتبر مصدر في التيار الوطني الحر، أنه "تم تضخيم ما حصل في الأمس عبر استعمال فيديوهات قديمة، ونحن تابعنا الموضوع عن كثب ولم يكن بحجم الدعاية الاعلامية التي شهدناها في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي".

وقال: "من الواضح وجود أمر عمليات لمحاولة تطويق وحشر رئيس الجمهورية بدءًا بتشكيل الحكومة وصولا إلى التحقيقات وعلى رأسها التحقيق الجنائي في ملفات مصرف لبنان وتوابعها"، مضيفًا "لا يمكن عزل ما جرى عن محاولة فريق سياسي الضغط على رئيس الجمهورية لتحديد طريق معين للسير فيه".

وتابع المصدر نفسه، "لذلك نحن نضع ما جرى أمس ضمن "عدة الشغل" التي
تستعمل ضد رئيس الجمهورية، بالإضافة إلى أن هناك محاولة كبيرة للتفريق بين الرئيس وحليفه حزب الله".

وخلال جولة قمنا بها ليل أمس على محور بعبدا - الحدت - شويفات- ديرقوبل، تبين أن الجيش اللبناني كان متواجدًا ومنتشرًا بآلياته على المداخل الأساسية للضاحية الجنوبية من جهة بعبدا والحدت في غاليري سمعان امتدادا إلى حي ماضي وصولا إلى كفرشيما. في المقابل، كان حزب الله يتحرك بين نقاط ثابتة ويُسيّر دورياته في الضاحية الجنوبية.

أوساط حزب الله قالت لـ"الكلمة أونلاين": "من الواضح أن هذا التحرك مشبوه يراد من خلاله ضرب الثقة القائمة بين بعبدا وحارة حريك، وإعادة خلط الأوراق بين التيار الوطني الحر وحزب الله".

وتابعت "كنا نقول دائماً أن العمل منذ سنوات كان يهدف إلى رفع المخاوف والهواجس المتبادلة عبر إثارة بعض الملفات الخلافية أو تعظيم موقف نقدي ليكون قابلاً للاستثمار في اتجاهات مختلفة".

وأكدت أنّ "هذا الفعل ليس عملاً منفرداً أو معزولاً عن الغايات السياسية، إنّه يهدف إلى دفع كل طرف لتعديل تموضعه السياسي بعيداً عن الآخر أو بالحد الأدنى إرباك الحليفين ضمن خطة واستراتييجية خنق لبنان ما يبقي الطرفان تحت ضغوط هائلة".

وختمت أوساط الحزب، "ما نراه أنّ هناك من يريد الإساءة الى سمعة حزب الله ونشر مناخ من اللاعقلانية داخل بيئته. وهذا يأتي أيضاً بعد خطاب البطريرك الراعي لإعادة تحفيز الغرائز الطائفية وشد عصبها ولتحويل بوصلة الصراع ووجهتها السياسية إلى وجهة طائفية وتحديداً بين الشيعة والموارنة".