رسالة مفتوحة الى قداسة البابا: ان نكون اخوة ... بقلم حبيب افرام
شارك هذا الخبر
Thursday, March 4, 2021
اهلا بك رسول محبة وسلام وقيم في ارض الرافدين في اور ونينوى وبغداد وكربلاء والنجف واربيل ونوهدرا ، في ارض الحضارات والتنوع والتعدد والتاريخ ، في زمن صعب وخطير ، دقيق ومعقد ، في وقت قد يكون الحضور المسيحي في العراق يلفظ انفاسه الاخيرة ، فهل هو لعازر وهل يمكن ان تكون بلسما لجراحه ؟ قداستك ، اهلا بك تشاركنا الخبز والملح والوجع ، مصلوبون نحن ، قد نكون خسرنا كل شيء لكننا لم نفقد الرجاء ، لا احد ينتظر عجائب ، رغم اننا نحن ابناء المشرق والكنائس ما زال فينا روح شهادة ،ووعد ان الايمان ينقل جبلا من مكان الى آخر . لا نطلب لانفسنا الا ما نطلبه لكل آخر ، فقط ان نحيا بامن وحرية ومساواة ومواطنة ، دون قتل او مجازر او اقتلاع او تكفير او تهجير ، دون ظلم او ذمية او مواطنة درجة اخيرة او تمنين بمنصب ، دون الغاء هوياتنا القومية والاثنية والدينية والمذهبية ، بكل تسمياتها بكل تراكم حضاراتنا ، نحن لسنا عددا ولا جاليات ولا وافدين ولا طارئين ولا معدين للتصدير ولا اتباعا ولا ملحقين ، نحن لسنا "اقليات " ، ولا ادوات عند احد ، ولا حصان طروادة لاحد ، ولا حراس حجارة ولا منكفئين في حارات ولا اكيد خنجرا مغروسا في خاصرة اي وطن ، لسنا "دبب الباندا " يحافظ عليها في محمية ، ولا نطلب عطفا او مساعدات او بطانيات ، او ننتظر لتتبرع سفارة "بكم من الاقامات " او لترسل باخرة لتنقلنا الى ديارها ، او ننتظر رقيما يتلى في جنازاتنا . فقط اعتراف حقيقي عميق بكل انسان ، دون تمييز ، وبكل الخصوصيات ، عبر اعتراف دستوري بكل المكونات وحقوقها ، فلا تعسف ولا عنصرية ولا تغيير ديموغرافي ولا سرقة ارض ولا الغاء، فقط اعتراف رسمي باننا اضطهدنا وذبحنا من "سيميل" حتى "داعش " واخواتها ، وان حقنا في قرانا وارضنا التاريخية مقدس ، ومع ذلك لا نخاف احدا ولا نتوهم اخطارا ولا نشوه صورة احد ، من يخطفنا ويكفرنا ويذبحنا هو من يحرق وجه امته ودينه ومذهبه ، فقط اعادة بناء ما تهدم ، في مشروع اعماري خاص ، مع دعم لمهجرينا ، ومع امن مكرس من الدولة ومن شعبنا . فقط ان نكون كلنا اخوة ، انها رسالتنا في هذا الشرق ان نبقى ، ننزف صحيح ، لكننا من حلاوة الروح نحلم بقيامة . لقد دفعنا طويلا ثمن شهادتنا للحق ، ولا نقبل ان نعتبر ورقة من اوراق دبلوماسيات النفوذ الغربي ، آن الاوان ان يكون كل حراك في خدمة حقوقنا . انفخ ايها الحبر الاعظم في العراق والشرق روح محبة ، مع الصلاة ارفع يا صاحب القداسة عهدا جديدا لشرق جديد علمه الحرية وكرامة كل انسان وكل مكون ، واعط بركتك هنا وفي كل العالم لمن على هذا الصراط المستقيم . ولك منا ، من لبنان ، من آخر واحة للمسيحية المشرقية الحرة ، من سكر الشرق وملحه ، انا نواكب دربك من الارز الى بابل ، فليكن هذا "الوطن-الرسالة" ابدا في بالك والصلاة . بقلم حبيب افرام رئيس الرابطة السريانية امين عام اللقاء المشرقي