خاص - "الحزب" والعونيون: بين الجوع والموت نختار الجوع... وسيدفعون الثمن! بولا اسطيح

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, March 3, 2021

بولا اسطيح
خاص - الكلمة أونلاين

تكاد اللعبة تخرج عن سيطرة الجميع. فما تشهده الشوارع في المناطق كافة وفي حال تطور في الساعات القليلة المقبلة يؤشر الى ما هو ابعد من موجة جديدة للانتفاضة الشعبية التي شهدتها البلاد عام ٢٠١٩... فكما بات معروفا فان الظروف التي سبقت تلك الانتفاضة، لا تشبه بشيء الظروف القائمة اليوم وبخاصة بعد تخطي سعر صرف الدولار الواحد ال١٠ آلاف ليرة لبنانية ما يهدد بانفجار اجتماعي ضخم لن تكون المنظومة الحالية قادرة على استيعابه كما فعلت قبل عام ونصف.
وليس خافيا على احد ان الكثير من القوى تنتظر اندلاع الشرارة في الشارع لتستثمر مجددا بغضب وجوع وكفر اللبنانيين لتفرض شروطها واجندتها السياسية... فرغم كل ما حصل ويحصل، هناك من لا يزال مقتنعا بأنه قادر على تعويم نفسه وهو يتفرج على غرق الجميع. كما ان هناك من يراهن على الشارع لاسقاط محور وتسليم محور آخر السلطة، وكأن شعار "كلن يعني كلن" الذي ما مل الناشطون يرددونه منذ تشرين الاول ٢٠١٩ لا يعنيهم بشيء.
ولعل أخطر ما يحصل هو قناعة بعض القوى ان كل تحركات الشارع مسيسة وتقف خلفها احزاب تسيرها وفق اجنداتها واجندات خارجية... وكأن الجوع والعوز والذل الذي يرزح تحته اللبناني الذي اما بات راتبه لا يساوي ١٠٠ دولار اميركي او بات جنى عمره تحت سطوة المصارف التي تعطيه امواله بالقطارة بعدما افقدته اكثر من نصف قيمتها الحقيقية، كلها لا تساوي شيئا ولن تنعكس عاجلا او آجلا كاسحة الغام لا تترك اثرا خلفها!
وتجمع مصادر مطلعة على موقف حزب الله واخرى قريبة من "التيار الوطني الحر" على ان هناك من يلعب بالليرة اللبنانية وبقيمتها مقابل الدولار لتنفيذ خطط مصرفية وسياسية من منطلق ان المواجهة التي يخوضها الطرفان هي مع منظومة متكاملة سياسية-مصرفية- اعلامية...ذات امتداد خارجي، وتقول المصادر:"هناك من يخيرنا بين الجوع والموت.. بين الافلاس وبين وضع رقبتنا على مقصلة الاعدام.. فهل ينتظرون منا الاستسلام والانتحار؟! رغم حجم الضغوط وهول التحديات، بين الموت والجوع نختار الجوع.. علما ان ذلك لا يعني على الاطلاق التسليم للامر الواقع فهم سيدفعون الثمن عاجلا او آجلا!"
العونيون باتوا يسمون الامور بأسمائها، يتحدثون عن محور يضم رئيس الحكومة المكلف ورئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط ورئيس المحلس النيابي نبيه بري كما حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، يخوضون معه مواجهة تحولت لمعركة حياة او موت... حزب الله من جهته يتفادى التسميات.. فرغم قناعة قسم كبير من قيادييه وحتى قواعده الشعبية بأن توجهه في ميل وتوجه حليفه الشيعي نبيه بري في ميل آخر، الا ان وحدة الصف الشيعي تبقى خط احمر يمنع تجاوزه ايا كانت الاثمان... تماما كما يختلف الحزب مع "الوطني الحر" في اعلان المواجهة مع الحريري لقناعته بأنه في المرحلة الحالية هو الوحيد القادر على ربط لبنان مجددا بمحيطه العربي والخليجي وكسر الحصار الدولي المفروض على البلد والذي يشكل احد الاسباب الرئيسية للانهيار المتسارع.
اتهم العونيون بالامس "القوات اللبنانية" بمحاولة حرف مواقف البطريرك بشارة الراعي عن سكتها وتحوير مضمونها.. وها هم اليوم يعتبرون ان مخطط ٢٠١٩ يتخذ شكلا جديدا للضغط على الرئيس عون للسير بشروط الحريري لتشكيل الحكومة..كل ما يحصل برأيهم مؤامرة كبرى لافشال العهد، لم يجدوا حتى الساعة السلاح النافع لاسقاطها..فتراهم يطلبون مساعدة الفاتيكان حينا وسفارات دول اوروبية حينا آخر باطار سعيهم لملاحقة الاموال المحولة واصحابها..
وبالمقابل، يجمع اخصام "التيار" على ان "ما يحصل ليس الا نتيجة مباشرة للفشل الذريع للعهد ولتغطيته المستمرة لحزب الله التي زادت حدة الحصار الدولي على البلد والذي سرع بدوره الانهيار".. يذهب هؤلاء بعيدا بتوجيه اتهامات لاذعة للنائب جبران باسيل معتبرين ان "سعيه لفرض نفسه الرقم الصعب والحصول على تعهدات بالسير به رئيسا في العام ٢٠٢٢، لم يطح بالعهد وحده انما بالبلد برمته".
وعلى وقع هذه الاسطوانات التي حفظها اللبنانيون رأسا على عقب، يتفاقم حجم الغضب الشعبي والنقمة على الطبقة ككل، غضب ونقمة يرجح ان يستبيحا قريبا جدا الاخصر واليابس، ما يجعل قسما لا بأس به من السياسيين يعد العدة للهرب خارج البلاد مع اقتراب موعد الحساب!