توفيق هندي - مؤتمر دولي دون مشاركة اللبنانيين فيه

  • شارك هذا الخبر
Sunday, February 28, 2021



أريد في هذا المقال أن أوضح ماذا تعني دعوة غبطته الى مؤتمر دولي من أجل لبنان، وذلك لما سمعته في هذين اليومين من تأويلات عن معنى دعوته هذه، ربما عن حسن نية عند البعض وعن غاية في نفس يعقوب عند البعض الآخر.
أخطر هذه التفسيرات ذهبت في إتجاه تصوير دعوة غبطته وكأنها دعوة مكونات الطبقة السياسية المارقة إلى حوار فيما بينها تحت إشراف دولي، وكأن هدف المؤتمر الدولي هو إجبارها على التحاور تحت إدارة الأمم المتحدة.
هذا ما حصل في الطائف عام 1989 وفي الدوحة عام 2008. غير أن في تلك المراحلتين، لم تكن القوى السياسية قد فقدت مشروعيتها الشعبية، فتم الحوار فيما بينها تحت رعاية خارجية ضاغطة تطالبها بالتوصل إلى إتفاق.
غير إن اليوم باتت القوى السياسية بأغلبيتها فاقدة للمشروعية السياسية وخاضعة لإحتلال إيراني مقنع لبنانيا" من خلال حزب الله. وإذا ما تم المؤتمر الدولي بمشاركتها، لن تقبل إيران إلا المشاركة فيه إسوة بكافة الأطراف الخارجية المؤثرة في الوضع اللبناني، وذلك على شاكلة الحال في سوريا مثلا".
ولرفع اللبس عن كلام غبطته والحيلولة دون إستنتاجات خاطئة حول ما قاله، لا بد من إيراد الملاحظات التالية:
1. تربط غبطته وقوى الثورة علاقة مزمنة ومتينة، وما شهدناه في بكركي ليس إلا تظهيرا" لهذه العلاقة وتكريسا" لقيادة البطريرك للثورة. والحال هذه، لا يعقل أن تكون غاية دعوته للمؤتمر الدولي إعادة تعويم هذه الطبقة السياسية الفاقدة لأي مشروعية شعبية والمسؤولة عمدا" إلى وصول لبنان إلى هذا الدرء والتي تطالب الثورة بإزاحتها ومحاكمتها.
2. أوضح غبطته أن السبب الرئيسي لدعوته لمؤتمر دولي نابعة من يأسه من هذه الطبقة السياسية المارقة الفسادة والغير كفوؤة والتي ضربت عرض الحائط الدستور والكيان والميثاق والتي أزلت الشعب وأفقرته،... فلا يعقل أن يكون هدف غبطته الدفع نحو تحاور مكوناتها فتعود بالنتيجة إلى الإمساك مجددا" بالسلطة.
3. وأشار صاحب الغبطة والنيافة إلى حزب الله بدون أن يسميه. وهنا بعض مما قاله: تحدث عن "مواجهة حالة إنقلابية" ورفع سقف مواقفه الداعية إلى حياد لبنان، وتحدث عن عقد مؤتمراً دولياً لإنقاذ لبنان وتحريره، وشددً على ضرورة عدم السكوت عن السلاح غير الشرعي، ورفض وجود جيشين في دولة واحدة... فمن السذاجة بأن يعتقد البعض أن يسلم حزب الله سلاحه من خلال محاورته تحت مظلة دولية.
وللختام، لا بد من الإشارة أن حوار بين مكونات الطبقة السياسية المارقة بما فيها حزب الله، ولو تحت إدارة الأمم المتحدة، لا يمكن أن يكون طريق الخلاص للبنان الشعب والكيان والدولة. بل العكس هو الصحيح لأن هذه الطبقة لن تغير من طبيعتها.
الحل إذن هو بالحياد الإيجابي والناشط ومؤتمر دولي من أجل لبنان لخلاصه وليس لإندثاره. وهذا مؤتمر، لكي ينجح يجب أن يكون دون مشاركة اللبنانيين فيه.
أما لماذا التدويل ممكنا"؟ فقد أوضحت هذا الأمر مرارا" في السابق. وبإختصار، لأن الشعب اللبناني بات عاجزا"عن حكم نفسه بنفسه في هذه المرحلة وأنه بحاجة إلى مرحلة نقاهة ولأن "صوملة" لبنان سوف تحوله الى قنبلة موقوتة تضرب الإستقرار والأمن والسلام في المنطقة والعالم ولأن