خاص ــ القوات والكتائب تخذلان جمهورهما.. والتيار والحزب يضحكان في سرهما - بولا اسطيح

  • شارك هذا الخبر
Thursday, January 28, 2021

خاص ــ بولا أسطيح

الكلمة اونلاين

عند كل استحقاق او مفترق طرق تحرص القوى التي كانت تعرف بقوى ١٤ آذار على خذلان جماهيرها. هي التي ذهبت ابعد من الخذلان في مراحل سابقة حين كان فرقاؤها يوجهون طعنات بالظهر لبعضهم البعض، تقدم اليوم نموذجا واضحا عن فشلها وانانيتها برفضها التوحد في لحظة وتوقيت مثالي قد يمكنها من قلب الطاولة بسهولة على اخصامها مستفيدة من مستوى الانهيار الذي بلغه الوضع على الاصعدة كافة ومن حجم الاستياء حتى لدى جماهير قوى السلطة التي يبدو قسم كبير منها بحيرة غير قادر على تقديم الحجج والمبررات لما آلت اليه الامور.. كل هذه المعطيات لم تكن كافية لحث فرقاء المعارضة واحزاب ١٤ آذار سابقا على تجاوز خلافاتها والتي هي بمعظمها خلافات شخصية لا علاقة للسياسة بها، والانضواء في جبهة واحدة تغير المعادلات القائمة حاليا.

لا شك ان خصوم هذه القوى وعلى رأسهم حزب الله و"التيار الوطني الحر" يضحكان في سرهما من تفويت هذه الاحزاب الفرصة تلو الاخرى ما يؤدي لتعويمهما من جديد.. مؤخرا خرج حزب "القوات" ليعلن صراحة اطلاق مساع لتوحيد صفوف المعارضة بعد نقاشات حزبية داخلية حثيثة انتهت الى اهمية قيام تكتل يدفع بشكل اساسي باتجاه انتخابات نيابية مبكرة، وهو عنوان كان حزب "الكتائب" اول من طرحه وحاول ان يدفع اليه من خلال استقالة نوابه وعدد من النواب المستقلين.. الا ان رفض "المستقبل" و"التقدمي الاشتراكي" القيام بالمثل وتراجع "القوات"، أحبط جهود "الكتائبيين" الذين وجدوا أنفسهم مرة جديدة لوحدهم يواجهون مصيرهم من دون دعم...

لا يستطيع لا القواتيون ولا الكتائبيون تقديم تفسيرات مقنعة لعمق الهوة بين حزبين لطالما كانا جزءا لا يتجزأ.. لا يتردد عدد كبير منهم باحالة الاشكال الى خلاف شخصي بين رئيسي الحزبين سامي الجميل وسمير جعجع اخذ مداه مع مرور السنوات خاصة بعد احجام سعاة الخير عن التدخل لمعالجته، بل بالعكس تدخل عابثين بالمياه العكرة للحرص على استمرار الخلاف وتعقيده.

ولم يكن هناك اوضح مما قاله الجميل اخيرا بحق "القوات" ما استدعى حملة ردود قواتية واسعة، ليظهر حقيقة العلاقة بين الطرفين اللذين يبدوان اقرب للاعداء منهما الى اي شيء آخر. فقد شكل تصعيد الجميل جوابا واضحا على رغبة "القوات" قيادة حملة توحيد الصفوف وصفعة لجهودها التي كانت لا تزال في مهدها، علما ان حزب "الكتائب" يقول ايضا انه يبذل منذ فترة جهودا مماثلة لخلق تكتل معارض يضمه الى النواب المستقيلين وبعض مجموعات "الثورة"، وهو ما يراه القواتيون الاقرب ليكونوا محبطين انه بمثابة غناء على ليلاه؟!

ولا شك ان الحزبين المسيحيين لا يتحملان وحدهما مسؤولية استمرار تشتت قوى المعارضة، فتمسك تيار "المستقبل" برئاسة الحكومة واصرار "التقدمي الاشتراكي" على انتهاج سياسة "اجر بالفلاحة واجر بالبور" يشكلان سببين اضافيين ورئيسيين لما هي حال قوى ١٤ آذار سابقا، اذ تؤكد المعطيات على مر السنوات ال١٠ الماضية ان المشهد الجامع لهذه الاحزاب في العام ٢٠٠٥ لا يمكن ان يتكرر لاعتبارات شتى.

وبالرغم من كل الضغوط الداخلية والخارجية التي يتعرض لها، لا يزال الحريري مقتنعا بوجوب التمسك بورقة التكليف حتى لو اقتضى الامر القبض عليها حتى موعد الانتخابات النيابية المقبلة حرصا منه على على عدم تسليم البلد مجددا لحزب الله والوطني الحر، وهي استراتيجية يعارضه فيها تماما جنبلاط الذي يكرر يوميا في الفترة الاخيرة دعوته رئيس الحكومة المكلف تسليمهم البلد كي يتحملوا وحيدين مسؤولية الانهيار.

هو اذا مزيج من الفشل والانانية والتارات الشخصية والخلافات الفردية اضافة لرؤى واستراتيجيات متضاربة تجعل مصير اي محاولة لتوحيد صفوف المعارضة واستعادة تجربة ١٤ آذار الفشل الذي يفاقم خيبات أمل جماهير هذه القوى المشتتة والخائبة اكثر من اي وقت مضى!


Alkalima Online