الصندوق السيادي من اجل اللقاح ، النموذج التضامني المسؤول - د. ابراهيم انطون
شارك هذا الخبر
Tuesday, January 26, 2021
لقد اطاح الوباء المجهري اللئيم بكلٍّ وتقاليد المتعارف عليها ، وفرض نظامه ورأيه وعدالته الوبائية المعلنة، لا نعلم ما مصيرنا البشري العالمي ازائها . غير ان الثابت الوحيد لنا في خضم هذه الحرب الضروس الوجودية هو ان الرب معنا دائماً والتحلي بالامل والايمان المطلق باستمرارية الحياة , وانتهاجنا المعونة والصبر النوعي والذي يساعدنا في التخطي الناجح لهذه المرحلة . اسقط الوباء امامه في المنازلة الدول العظمى والكبيرة والتي كانت تتغنى بان لها استراتيجيات وخطط لعقود لا بل لقرون , وادخلها في متاهات حلزونية لا مناص من الزامية السيطرة عليها , ونحن في لبنان هذا البلد الصغير والجميل والذي اضحى حزيناً بفعل سياسيه وقيادييه وحكامه ومن زعماء الحرب وازلامهم وايضا القيمين على الطوائف دون استثناء والذين يتخبطهم المس كالشياطين في شرهم ، فإدارتهم لهذا البلد كقيادة الاطفال للسيارة وافتقادهم للتركيز.. ان المشكلة الاساسية في لبنان تكمن في افتقاده وحاجته الماسة لحكام كفوئين قادة يديرون كفة البلاد بطريقة منظمة استراتيجية وشفافة , بتقنيات علمية قوامها في هذه المرحلة. 'مبدأ ادارة الازمات '. فالحاجة الماسة والضرورية لهذه العقلية بتسلسلها التناغمي بتعاون ايجابي بين كل الاطياف , وليس بتنافس سلبي وكما نرى حاليا للاسف , والذي لا ينعكس سوى سلبا على البلد وشعبه والذي بات فقيرا لاكثر من نصفه . يلزمنا التغيير في نمطيتنا وطريقة ادارتنا وتفاعلنا مع الجميع من مؤسسات وهيئات والى قليل من الحس المجتمعي والصادق من قبل الحكام والسياسيين والفاعلين والقيمين على الطوائف والمتعهدين والتجار الكبار فلماذا لا نقم فوراً بخطوة جبارة لمساعدة اللبنانين ليصار فوراً الى تأسيس صندوق سيادي يتكفل بكل مفاعيل ومسير اللقاح من المنشأ ولغاية وصوله الى لبنان , يكون صندوق شفاف بتضمان وتكافل مجتمعي بناء قوامه المؤازرة وحب الاستمرارية والمنفعة العليا وليس الانانية , يتم تمويل هذا الصندوق بمجمله من الحكام والسياسين والمتعهدين والتجار الكبار والقيمين على الطوائف ف دون استثناء والهيئات والمجتمعيات المدنية والاهلية وبالمبادرات الشخصية ولو كانت متواضعة , من بعد ان يتم تأسيسه ولو بقانون معجل , هو يستاهل صفة العجلة اكثر من بعض القوانين والتي لا تفيد .
وكما يقول القديس متى , من أراد أن يكونَ كبيرا فيكم فليكن لكم خادما
القديس متى ٢٠ ، ٢٤-٢
هذا الصندوق السيادي الوطني بامكانه ايضا اذا اشرف عليه الجيش اللبناني ان ينظم بشكل جدي كل ما هو يحتاج لذلك في قضية اللقاحات ومشوارها , ذلك ان هذه الرحلة شاقة وطويلة ولا يمكن ان تنجح الا بصدق النوايا والتضامن بين الجميع دون استثناء لان الكل مطالب والكل مسؤول .