سعيد: ميشال عون لا يزال يمثل غالبية المسيحيين وهو لم يضعف

  • شارك هذا الخبر
Monday, January 25, 2021

أطلق لقاء سيدة الجبل ما يشبه النداء، حدد فيه خياراته في مرحلة دقيقة يمر بها لبنان على مختلف الصعد، واللقاء الذي انطلق منذ نداء المطارنة الموارنة الشهير عام 2000 حرص بعد أكثر من عشرين عاما على تأكيد ثوابته وما يسعى إليه، وقبل كل شيء رؤيته للبنان انطلاقا من موقع اللقاء المسيحي.

وتحت شعار هذا خيارنا، حدد اللقاء منطلقاته، وفاضل بين المسيحيين وقسمهم إلى أجزاء ثلاثة، قسم أول مع شعار حماية الأقليات ويتمثل أولا بالتيار الوطني الحر الذي يتحالف مع حزب الله ليحميه وليؤمن له استمراريته، وقسم يريد الانتظار ويهادن ويفضل البقاء على الحياد قصد به اللقاء غالبية القوى المسيحية الأخرى، وقسم آخر، اعتبر نفسه في صلبه، وهو الذي يرى خطورة في حلف الأقليات وفي الحياد.

ولقاء سيدة الجبل هو لقاء تأسس في العام 2000، على إثر بيان المطارنة الموارنة الشهير الذي أطلق معركة إخراج جيش النظام السوري من لبنان وانضمت إليه قوى سياسية متعددة، مسيحية وإسلامية، كان من بينها اللقاء الذي ضم شخصيات ووجوه مسيحية انضوت عبر اللقاء في الكثير من التحركات واللقاءات من قرنة شهوان والمنبر الديمقراطي وصولا إلى لقاء البريستول الذي كان المساحة الأوسع في مواجهة الوصاية ومن معها.

وتحيّن اللقاء فرصة مرور ما يقارب الـ20 عاما على انطلاقه ليعود ويؤكد أن ما يريده واضح، ويتلخص بالسلام، محليا عبر التأكيد على المساواة والعيش المشترك، وإقليميا عبر التأكيد على قرارات الشرعية الدولية وحل الدولتين ومبادرة السلام العربية وعالميا من خلال احترام المواثيق الدولية.

ويقول النائب السابق وعضو اللقاء، فارس سعيد، لموقع "الحرة": "اليوم هناك غالبية مسيحية تعتبر أن التحالف مع حزب الله تؤمن مكاسب للمسيحيين لا يقدروا أن يحصلوا عليها من خلال الطائف، وبالتالي هم يبررون السلاح غير الشرعي مقابل أن يحكم ميشال عون، وهناك أقلية تعتبر أن الخروج من المأزق يكون بالعيش المشترك ونهائية الكيان وعروبة لبنان ووثيقة الاتفاق الوطني والتي نمثلها نحن جزءا منها".

ولكن ماذا عن الآخرين؟
يجيب سعيد: "أنا أرى أن ميشال عون لا يزال مثل غالبية المسيحيين وهو لم يضعف لأنه يبدو أن تجاوز الدستور ومحاولة ضرب الطائف يتلقفها البعض بطريقة إيجابية".

ومؤخرا كثر الحديث عن أن ما يحصل فيما يخص تشكيل الحكومة يعيد لرئاسة الجمهورية دورها حتى لو على حساب الأعراف والدستور وهو ما يروّج له رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي يعرقل تشكيل الحكومة تحت شعار حقوق المسيحيين ويحاول الضغط على الكنيسة في هذا الاتجاه.

ويقول سعيد: "نحن أقلية لسنا مع التحالف مع سلاح حزب الله أو الانتظار للتكيف، ونعتبرها خيارات قاتلة للمسيحيين، والمطلوب ملاقاة هذا التيار من قبل الأقليات في الطوائف الأخرى ليشكلوا مع بعضهم غالبية متنوعة وأكثرية نسبية قادرة على إعادة التأكيد على أهمية العيش المشترك وعلى فكرة لبنان. نحن حسمنا خيارنا في الوسط المسيحي، ونسأل هل هناك من يريد أن يحسم خياره في الأوساط الأخرى".

نداء اللقاء أو دعوته ليست محاولة لتأسيس معارضة ما. فاللقاء يرى أن الوقت يتطلب أكثر من معارضة، فالمشكلة كما يقول سعيد "لم تعد سياسية أو اقتصادية أو مالية، بل هي في عمق

إعادة تكوين فكرة لبنان وهذا أعقد من تشكيل جبهة من أجل انتخابات مبكرة أو انتخابات رئاسية أو بلدية أو غيرها"، ويضيف: "هناك من يعتبر أن الأزمة هي أزمة نظام وبأن اتفاق الطائف يمثل هذا النظام. نحن نعتقد العكس. الأزمة هي أزمة إدارة النظام التي عطلت تطبيق الطائف عبر الوصاية السورية ثم الإيرانية".

ويرى سعيد أن "لبنان بحاجة إلى إعادة ترميم معناه العيش المشترك الإسلامي المسيحي، غالبية المسيحيين لا يؤمنون بالعيش المشترك، غالبية المسلمين يذهبون إلى هذا العيش بشق النفس، السنة يعتبرون أنهم أكثرية في المنطقة وأقلية من أقليات لبنان والشيعة يعتبرون أنهم قدموا تضحيات وبالتالي يحق لهم أن يبنوا الجمهورية على صورتهم ومثالهم والدروز يخافون من الديموغرافيا، وبالتالي لبنان يفتقد إلى قوى سياسية مسيحية تحمل هذا المعنى. نحن حسمنا خيارنا في الوسط المسيحي فهل هناك من يحسم خياره في الوسط المسلم".


الحرة