زياد العسل - تذكرة لبنانية للبيع!

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, January 19, 2021

عادة ما تقوم الناس بالتنفيس عن همومها وغمومها اما بالنكات وهذا ما تحدث عنه ابن خلدون معتبرا أن طريقة التعبير هذه تدل أن شعبا ما بلغ السيل الزبى لديه جراء تفاقم وضعه ماديا وسياسيا وامنيا وعلى شتى الصعد ،والطريقة الثانية قد تكون في كلمات وعبارات غاضبة يستعملها شعب ما للتعبير عن القهر الدفين الذي ينتابه من الأحداث والمصائب التي تعصف به في وطنه من كل حدب وصوب
منذ مدة لفت نظري أحد رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذي كتب في إحدى منشوراته عبارة "تذكرة لبنانية للبيع فمن يشتري" واحدث هذا الأمر نقاشا على صفحته بين مؤيد لما كتب ورافض له ممن يدعون الوطنية الزائدة والارتباط العميق بتراب لبنان ومناخه المعتدل والتبولة والحمص فيه !
للوهلة الأولى نظرت إلى هذا الأمر نظرة عتب عما نشر صديقنا الغاضب ولكني حاولت بعمق أن أبحث كيف يمكن لإنسان أن يصل لهذا الأمر وما الذي يعانيه في حياته حتى وصل لهذا الدرك من التخلي عن انتمائه لوطن ومجاهرته بذلك على عينك يا تاجر كما يقال وهنا لا بد من القول أن هذه الحال هي حال الأغلبية الساحقة من الشعب اللبناني الذي بات يرزح تحت خط الفقر والعوز والقهر والبطالة،فهذا لا يستطيع تأمين لقمة عيش لابنه وذاك لا يستطيع تأمين حبة دواء لابيه وتلك لا تملك ثمن رسم التسجيل في الجامعة وذاك يعاني الأمرين حتى يستطيع تأمين قوت يومه وهذا قبل الاقفال التام فكيف سيغدو المشهد بعد هذا الاقفال الذي حرم الاغلبية الساحقة من الشعب اللبناني أن تعمل لانتاج قوت يوما بحجة قلق الدولة على المواطن من وباء كورونا وكان مصير الناس أضحى الموت اما بالكورونا او بالجوع في دولة تقفل على الناس ولا تأمن لهم لقمة العيش
خلاصة الأمر وبالعودة لصاحبنا الذي عرض تذكرته اللبنانية للبيع أن ذلك ليس إلا من تراكم الفقر والقهر والعوز والشعور بالا أنتماء فساسة هذا الكيان او معظمهم حتى لا نقع في فخ التعميم اوصلوا مواطن هذه البلاد لهذا الدرك ان لم يكن أكثر من ذلك