كمال ذبيان- عون لا يرغب بالحريري رئيساً لحكومة في نهاية عهده مع انعدام الثقة بينهما

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, January 13, 2021

«انكسرت الجرة» بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري، بعد الشريط المسرّب الذي وصف فيه الرئيس عون الحريري بـ «الكذاب» حول تشكيل الحكومة، والاسماء المقدمة منه ومن الرئيس عون، الذي كان يمكنه استخدام عبارة لا يقول الحقيقة، ولم يخلق مشكلة اضافية، لأن المثل الشعبي يقول «كلمة تقرّب وكلمة تبعّد»، وهكذا حل التباعد الشخصي بينهما، اضافة الى السياسي، بسبب وباء المحاصصة الطائفية السياسية.

وجاء كلام الرئيس عون الذي جرت محاولات لاعطاء تفسير آخر له، من قبل القصر الجمهوري و«التيار الوطني الحر»، الا ان الخلاف وقع بين الطرفين، وقد حاول البطريرك الماروني اجراء مصالحة في بكركي بينهما، لكنه لم ينجح، بعد ان سعى الى تقريب وجهات النظر ايضاً واخفق، لتأتي عبارة رئيس الجمهورية والردود العنيفة عليها من قبل الحريري و«تيار المستقبل» ومستشاريه، لتزيد الامور تعقيداً، وتضع عملية تشكيل الحكومة في حالة من الجمود، وفق مصادر سياسية مطلعة، التي تبشر الى ان الثقة باتت مفقودة بين الرجلين اللذين توصلا الى تسوية رئاسية، أتت بعون رئيساً للجمهورية وعودة الحريري رئيساً للحكومة تحت شعار «الاقوياء في طوائفهم»، وهي مقولة كرست الحالة الطائفية، بدلاً من الخروج منها.

فالحريري لن يقدم على الاعتذار، وقد طلب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط منه ذلك، لأنه يكون خسر أمام عون وباسيل، وهو لن يفعل ذلك، ويخرج مهزوماً أمام جمهوره وطائفته ويسلم بالخسارة، تقول المصادر التي تيشير الى ان الرئيس عون لن يكون رابحاً، لأنه ليس باستطاعته تكليف شخصية سنية اخرى، او ينهي العامين المتبقيين من عهده بحكومة تصريف أعمال، لا يعوّض عنها اجتماعات المجلس الاعلى للدفاع، الذي له صلاحيات محددة، لا يمكن توسيعها، اضافة الى ان رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب ليس باستطاعته ان يبقى في هذا «الستاتيكو»، بظل ازمة مالية واقتصادية واجتماعية وصحية، لا يمكن الاستمرار بها، مع ارتفاع نسبة الفقر، وازدياد البطالة والركود الاقتصادي الخ ...

وتزامن كلام رئيس الجمهورية مع ما قاله رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، عن عدم اهلية الحريري للحكم، ولا ثقة به، ليقوم باصلاحات لوحده، وهذه اشارة الى ان الحريري غير مرغوب به في رئاسة الحكومة، ولم يسمه لها، تكتل لبنان القوي ولم يرغب به الرئىس عون الذي رضخ لاكثرية نيابية سمته فقبل بالتكليف لكنه استعصى بالتأليف مستندا الى صلاحياته الدستورية كشريك في تأليف الحكومة مع الرئىس المكلف وهو ليس «بباش كاتب» يوقع مراسيم الحكومة فقط وهو ما اعلنه باسيل في مؤتمره الصحافي الذي رفع سقف الشروط بأن ليس من حق الحريري تسمية الوزراء المسيحيين وهو لم يفعله مع قوى سياسية اخرى اخذ رأيها دون ان يتكلم مع باسيل الذي كان الرئىس عون يحثه على التواصل معه لكنه امتنع عن تعويم «التسوية» بينهما التي دفع الحريري ثمنها داخل فريقه السياسي وطائفته ولن يكرر الامر ثانية.

فالكيمياء باتت مفقودة بين عون وباسيل من جهة والحريري من جهة ثانية وهو الوضع الذي يشبه ما كانت عليه العلاقة بين الرئىس اميل لحود والرئىس رفيق الحريري اذ غاب الانسجام كما فقدت الثقة ووصل لحود الى رئاسة الجمهورية ليجتث «الحريرية السياسية» من السلطة التي كان يحملها مع فريق سياسي لبناني ودعم من فريق سوري يدعمه الرئىس بشار الاسد من خارج منظومة عبد الحليم خدام حكمت الشهابي وغازي كنعان، ما آل اليه وضع لبنان من مديونية وخدمة دين عام وسياسة مالية واقتصادية ستؤدي بلبنان الى الانهيار وحاول التصدي لها بحكومة ترأسها سليم الحص وفيها وزير مالية جورج قرم.

فالرئىس عون والذي اعلن بعد انتخابه بأن اول حكومة تشكلت في عهده برئاسة الحريري ليست حكومته بل ينتظرها بعد الانتخابات النيابية لتصحيح التمثيل بعد تعليق العمل بـ «الابراء المستحيل» لكن تجربته مع الحريري في ثلاث حكومات بعهده لم تكن ناجحة وهو يريد ان ينهيه بحكومة ليس رئىسها الحريري وقد بدأ التفتيش عن البديل حيث يبقى السؤال اين «حزب الله» من ذلك وما حقيقة وساطته بين الطرفين وهل تستمر بعد تبادل العبارات النابية.