خاص- الحزب ليس متحمسا لطرح باسيل... فهل يفرمل مسعى الحل بين عون والحريري؟! بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, January 13, 2021

خاص- الكلمة أونلاين
بولا أسطيح

نسف الفيديو المسرب لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون والذي يصف فيه رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بـ"الكاذب" آخر جسور التواصل بين بعبدا وبيت الوسط. فالعلاقة المتردية بين الرئيسين والتي حاولا قدر الامكان في الفترة الماضية منعها من الانفجار وبخاصة من قبل الحريري من خلال حصره السجال مع رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل وتحييد موقع الرئاسة الاولى، بلغت مراحل لم تشهدها من قبل تهدد عملية تشكيل الحكومة برمتها وأبعد من ذلك تهدد بالانسحاب الى الشارع المحتقن علما انه سجل قطع طرقات في تعلبايا مساء امس الاثنين على خلفية الفيديو المسرب.

وبحسب المعلومات فان حزب الله الذي كان يتحضر لاطلاق وساطة لحل الازمة بين عون والحريري بعد عطلة العيد، فأعد أوراقه التفاوضية وعددا من الاقتراحات والحلول لتدوير الزوايا، فرمل مسعاه بعد فيديو يوم امس لعلمه بأن الامور محتدمة بين الرجلين وان اي طرح سيكون مصيره الفشل في المرحلة الراهنة.

ولا يدعم حزب الله اي مسعى لدفع الحريري الى الاعتذار لقناعته بأن لا بديل عنه وبأنه سيتعذر ايجاد "شخصية سنية فدائية" تقبل بتولي المهمة في هذه المرحلة، كما انه لن تتوفر الاكثرية النيابية اللازمة لتكليف شخصية غير الحريري خاصة اذا قرر فرض نفسه مرشحا من جديد كما حصل في عملية التكليف الأخيرة.

وتستبعد مصادر مطلعة على أجواء الحزب ان يكون الحريري أصلا يفكر بالاعتذار لافتة الى ان ذلك سيعني "انتحارا سياسيا، أضف أنه يتعاطى مع المرحلة على اساس اما يربح كل شيء أو يخسر كل شيء". ولا يبدو الحزب، بحسب المصادر، مقتنعا بآداء "الوطني الحر" في الملف الحكومي، فاصرار باسيل عند كل محطة على انتقاد موافقة الحريري على ابقاء وزارة المالية من حصة الطائفة الشيعية وتذكيره بالموضوع خلال مؤتمره الصحافي الاخير، لا شك لا يسعد الحزب الذي لم يحبذ كذلك دعوة رئيس "الوطني الحر" الأخيرة لمؤتمر وطني لاقرار نظام سياسي جديد للبنان. وتشير المعلومات الى ان الحزب الذي كان سباقا عام 2012 عبر أمينه العام السيد حسن نصرالله للدعوة لمؤتمر تأسيسي لا يعتبر اليوم ان الارضية مهيأة لطرح الموضوع مجددا على الطاولة، وبحسب المصادر، فان "الحد الادنى من التفاهم بين المكونات الذي كان متوافرا قبل سنوات لم يعد متوافرا اليوم، فمثلا في الساحة المسيحية، لا فريق سياسي يتحدث مع الآخر، اضف ان كل مكونات 14 آذار اليوم على خلاف ولم تنجح رغم كل المحاولات باعادة رص صفوفها، فمن تراه يلبي دعوة لاعادة النظر بالنظام في حال كان الخلاف بين القوة السياسية بهذه الحدة من دون التطرق لواقع البلد المرير على الصعد كافة".

وتشير المصادر الى ان "الاولوية لدى حزب الله اليوم هي لتأمين حد أدنى من الاستقرار المعيشي والاقتصادي والامني الذي يمكن الناس من العيش، على ان يتم ذلك بالاعتماد على "منظومة مؤقتة" حتى تصبح الظروف افضل والأرضية مهيأة لاعادة النظر بالنظام، خاصة وان الحزب يعتبر الامر ضروريا لان لبنان بشكله الحالي لا يمكن ان يستمر كما هو، لكن هناك هوة بين الضروري والممكن، والامكانيات حاليا لا تجعل من الصواب الدفع باتجاه مؤتمر تأسيسي او حوار وطني يضع على الطاولة ملف تغيير او تطوير النظام".

وترد المصادر الاختلاف في وجهات النظر مع "التيار" في هذا الموضوع لكونه اصلا لم يتم النقاش به داخليا على صعيد الحزبين، لافتة الى ان "الاتفاق الذي تم مؤخرا هو على تنسيق القرارات بين الطرفين من دون ان ينسحب ذلك بالضرورة على تنسيق كل المواقف".

اذا الكباش بلغ أوجه حكوميا، فبد ان كان هناك امكانية للوصول الى حلول وسط لا تكسر عون او الحريري، بات اليوم ذلك أصعب من اي وقت مضى خاصة بعد اتخاذ الخلاف طابعا شخصيا يؤدي لزيادة النقمة الشعبية على الطبقة السياسية ككل.