خاص- تصعيد غير مسبوق من باسيل تجاه الحريري... وهذا هو الهدف؟- بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Monday, January 11, 2021

خاص- الكلمة أونلاين
بولا أسطيح

اقتربت الامور بين الثنائي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل من جهة وبين رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري من الوصول الى نقطة اللاعودة. فاذا كان رئيس "المستقبل" يحاول الابقاء على شعرة معاوية من خلال التركيز عبر اوساطه على تحميل مسؤولية تأخير انجاز الحكومة لجبران باسيل محيدا عون الى حد ما عن عملية التعطيل، فان الهجوم غير المسبوق الذي شنه اليوم رئيس "الوطني الحر" على الحريري من خلال التأكيد على عدم ائتمانه على قيادة عملية الاصلاح واتهامه باعادة المسيحيين لزمن التهميش والإقصاء والإحباط، وزمن التبعية المالية والذميّة السياسية، يؤكد عودة الامور بالملف الحكومي الى نقطة الصفر.

فلا الاتفاق على حكومة من ١٨ وزيرا يبدو نهائيا، ولا توزيع الوزارات يبدو منتهيا.ما يمكن استخلاصه مما جاء على لسان باسيل هو ان عملية الضغوط والدفع لاعتذار الحريري انطلقت، و"الوطني الحر" يعول على ملاقاته من قبل حزب الله لنجاح مسعاه، لقناعته بأن اصرار الحزب على دعم موقف رئيس المجلس النيابي نبيه بتعويم الحريري سيحبط كل جهوده كما حصل عشية الجلسة التي انتهت الى تكليف رئيس "المستقبل" تشكيل الحكومة.

وحتى الساعة لم يتبلور بعد اي موقف نهائي لحزب الله في هذا الاتجاه، علما ان اوساطه لا تبدو متحمسة لاعتذار الحريري، من منطلق ان الاسباب التي دفعت لدعم عودته وان حصل ذلك من دون اعطائه اصوات نواب كتلة "الوفاء للمقاومة"، لم تنتف، وابرزها الحرص على تجنب اي احتكاك سني- شيعي، ومواصلة الاستفادة من علاقات الحريري الدولية وبخاصة في المرحلة الراهنة لتأمين الاموال المطلوبة لوضع حد للازمة النقدية والنهوض بالبلد في زمن العقوبات والضغوط التي تخطت حزب الله وبيئته الى الحلفاء.
ويسعى باسيل لتطيير الحريري من دون ان يعلن خروجه عن المبادرة الفرنسية، انما هو بالعكس تماما يبني عليها، من خلال تذكيره بأنها "قامت على الدعوة لقيام حكومة اختصاصيين وطالما الحريري ليس اختصاصيا فالواجب استبداله والاتيان بشخصية كحسان دياب او مصطفى اديب".

وان كان العونيون لم يعتمدوا بعد موقفا رسميا يدعو الحريري للاعتذار، الا انهم لا يعتبرون ان الدفع في هذا الاتجاه يشكل انقلاب على مواقف سابقة لهم او على اتفاقات او تفاهمات وافقوا عليها، "فمنذ البدء حاول الرئيس عون تحميل النواب مسؤولياتهم في مجال عملية التكليف، وقد وجه اليهم رسالة ودعوة واضحة في هذا المجال عشية الجلسة التي كلف خلالها الحريري، كما ان نواب التيار لم يسموا الحريري واعلن باسيل بوضوح انه غير متحمس للمشاركة بحكومته... لكن الكلمة الاخيرة كانت للاكثرية النيابية، فرضينا بما انتجته وان لم نكن مقتنعين به.. وها ان المسار الذي سلكته وتسلكه الامور تؤكد وجهة نظرنا بأن المرحلة تتطلب شخصية غير الحريري الذي يثبت يوما بعد يوم انه غير مؤهل لقيادة مرحلة بهذه الخطورة بحيث يتحدد مصير البلد ككل".

وبمقابل الحدة والتصعيد الباسيلي، يفضل المستقبليون التمسك بالتهدئة، وهم اذ يردون اللهجة العالية لرئيس "الوطني الحر" لوجوده، على حد تعبيرهم لكونه "محاصر بالزاوية خاصة بعد العقوبات الاميركية الاخيرة عليه"، يشددون على ان "الطابة في ملعب الرئيس عون، ولا مبادرات او خطوات قد يقوم بها الحريري في المرحلة الراهنة، اما من يراهن ويسعى لاعتذاره فهو واهم".

وليس التصعيد الباسيلي وحده ما يؤكد العودة بعملية التشكيل الى نقطة الصفر، فعظة البطريرك بشارة الراعي الشديدة اللهجة توحي بامتعاض بطريركي من عون والحريري على حد سواء لرفضهما ملاقاة مبادرته وعقد لقاء بينهما يعيد وصل ما انقطع ويطلق من جديد عجلة المفاوضات والمشاورات. والارجح ان البطريرك سيقوم بخطوة الى الوراء للتعبير صراحة عن امتعاضه، بعدما لم تثمر كل جهوده السابقة عن خرق يذكر.

فأي مخرج للازمة الراهنة التي يبدو اقله بالعلن ان الجزء الاكبر منها داخلي؟ والى متى يسكت اللبنانيون عن "فجور" مسؤولين لم تحرك فيهم ساكنا لا انتفاضة ١٧ تشرين ولا انفجار المرفأ ولا افلاس البلد وتدفيع المودعين الاثمان باهظة!؟