خاص ــ تداعيات القمة العربية على لبنان في ظل التجاذب الأميركي - الإيراني

  • شارك هذا الخبر
Friday, January 8, 2021

خاص ــ الكلمة اونلاين

ربيع عواد

تأتي المصالحة الخليجية في صالح القمة العربية المقررة في الجزائر هذا العام كما وترسم هذه المصالحة مرحلة سياسية عربية جديدة تنجم عنها تداعيات متعددة في المستقبل القريب.

أمام هذا الواقع الجديد، لبنان الذي يتخبط بأزماته السياسية والاقتصادية والمالية والاجتماعية يجد نفسه يتيما، مجرداً من آمال حقيقية ممكن أن تنجزها له هذه القمة، وفي حالة انتظار لما ستؤول اليه نتائج الانتخايات الأميركية، التي لن تتبلور مفاعيلها قبل الأشهر القليلة المقبلة.

في ظلّ هذه التطورات، يشير وزير الخارجية السابق فارس بويز الى أن انعكاس المصالحة الخليجية على لبنان لن يأتي بجديد ايجابي ولا القمة العربية المنتظرة ستحمل اي تطور ملحوظ على الواقع اللبناني، فدول الخليج حسب رأيه تعاقب لبنان منذ مدة بشكل أو بآخر على تضمنه ذراعا ايرانيا في داخله الا وهو حزب الله ما جعل لبنان لا يستفيد من اي دعم عربي رغم محنته الكبيرة التي يعيشها اليوم، كما أن هذه المصالحة سترسم في المستقبل القريب موقفا خليجيا أكثر حزما وصرامة حيال دور وسلطة حزب الله في لبنان.

مفتاح الحل

أما عن مفتاح الحل في لبنان، يقول بويز أنه متعلق بالحوار الاميركي الايراني، فلبنان حسب رأيه موجود بين "شاقوفين" ، الولايات المتحدة التي تطالبه بوقف انتشار وتوسع وتمدد قوة حزب الله، وبين طهران التي تتمسك بدورها وأهدافها وحجمها في لبنان من خلال حزب الله نفسه، الأمر الذي يدفع ثمنه لبنان اليوم سياسيا لناحية عدم القدرة على تأليف حكومة. ودعا بويز في هذا السياق للتوقف عن تضييع الوقت وربط تأخير تشكيل الحكومة بموضوع توزيع الحصص واستخدام مصطلحات لغوية كحكومة اخصائيين او حكومة مهمة او حكومة عمل، فالموضوع الاساسي حسب رأيه ليس في الحصص إنما حول استقلالية الحكومة المقبلة عن الاحزاب وعلى رأسها حزب الله، الأمر الذي تشدد عليه كل من الولايات المتحدة ومعها الغرب والخليج.

من هنا لا يجد بويز للقمة العربية المنتظرة أي تأثير على الواقع اللبناني بمقدار المراهنة على تفاهم أميركي ايراني حول الموضوع النووي الذي قد ينعكس تفاهما على الموضوع اللبناني.


هل من تصعيد؟

لم تكن المصالحة الخليجية لتحصل لولا دينامكية أميركية واضحة كانت وراءها وتهدف الى تماسك الجبهة التي تحاول الولايات المتحدة ان تخلقها في وجه طهران، من هنا تمكنت الدول الخليجية من تخطي خلافاتها وجعلت قطر تعود الى مجلس التعاون الخليجي وهذا الأمر ينذر من دون أي شك حسب بويز بموقف متشدد ومتماسك جديد من دول الخليج بوجه طهران التي تتفادى بدورها التصعيد حتى هذه الساعة في وجه الولايات المتحدة الأميركية ودول الخليج واسرائيل مراهنة ربما على تغيرات قد تحصل في سياسة الولايات المتحدة نتيجة الانتخابات الرئاسية الأخيرة.


Alkalima Online