خاص- "كورونا" في خدمة القوى السياسية.. وقوى "الثورة" تستعد لما بعد الشرارة- بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Sunday, January 3, 2021

خاص- الكلمة أونلاين
بولا أسطيح

تماما كما ساهمت الموجة الاولى من "كورونا" الى جانب عوامل اخرى باخماد شعلة انتفاضة ١٧ تشرين الاول ٢٠١٩، كذلك تؤخر الموجة الثانية من الفيروس اندلاع انتفاضة جديدة يؤكد كثيرون انها سترتقي الى ثورة حقيقية هذه المرة نتيجة تضافر عشرات العوامل التي لم تكن قد نضجت بعد في تلك الفترة.
وليس خافيا على احد ان تردد المعنيين برفع الدعم رغم علمهم بتجاوز الخطوط الحمراء بما يتعلق باحتياطي مصرف لبنان، وحديثهم عن ترشيد خجول، يندرج باطار تعاظم مخاوف قوى السلطة من موجة تسونامي تطيح بها وبكل القوى السياسية التي تعاقبت وتشاركت الحكم منذ تسعينات القرن الماضي نتيجة وصول الاستياء والنقمة الشعبية الى مستويات غير مسبوقة بعد السطو على ودائع اللبنانيين وافلاس الخزينة ونهب ما يمكن نهبه وصوبا لرفض تسليم البلد الذي تحول هيكلا مشرعا بعد سقوط معظم اساسته.
وكما يمكن الحديث عن مجموعة عوامل تجعل "الثورة" حاصلة في اية لحظة، كذلك يمكن تعداد عدد من العناصر التي تمنع او تؤخر الانتفاضة بحلتها الجديدة. ولعل ابرز هذه العناصر تفشي "كورونا" بشكل غير مسبوق في ظل بلوغ المستشفيات سعتها القصوى ما يهدد اكثر من اي وقت مضى بتحولنا الى سيناريو ايطاليا ٢٠١٩. وليس الاقفال العام الطويل الامد الذي يبدو اننا بتنا اقرب من اي وقت مضى اليه رغم انهيار قطاعات اقتصادية بأكملها، وحده ما يقف حاجزا امام الناس للتجمع والنزول الى الشوارع للاعتراض، فحتى خلال الاسابيع التي كان فيها البلد "مفتوحا" تجنب قادة مجموعات المعارضة الدعوة للتجمعات لاقتناعهم بأن الخطر الصحي داهم وبأنه لا ينقص البلد انفجار صحي كبير يطيح بكل شيء.
والى جانب "كورونا" الذي يبدو انه تجند في خدمة القوى السياسية، يشكل العامل الاقتصادي- الاجتماعي الضاغط سيفا ذي حدين بحيث انه قد يكون للبعض عنصرا مشجعا للخروج للاعتراض وقلب الطاولة، الا انه للبعض الآخر عاملا رادعا بحيث ينهمك مئات الآلاف اليوم بتأمين لقمة العيش ويعتبرون انهم طالما يؤمنون خبزهم كفاف يومهم في ظل وضع امني مستقر فذلك كاف بالنسبة لهم خوفا من ان يكون البديل فقدان لقمة العيش تماما والانفجار الامني.
ولعل غياب قيادة موحدة للمعارضة تعلن عن نفسها بوضوح وتقدم برنامجا مفصلا للمرحلة المقبلة، كان ولا يزال احد ابرز العوامل التي تجعل مئات الآلاف مترددين باعلان الولاء ل"الثورة". فالطبيعة الانسانية لاي مواطن تدفعه للتمسك بما جربه وان كانت التجارب معه مريرة، على الخوض في تجربة جديدة مجهولة المعالم قد تفقده كل ما تبقى له. هذا من دون ان ننسى العنصر الابرز الذي يحاصر الانتفاضة ٢ وهو القدرة الهائلة للقوى السياسية بقلب اي مشهد وتكتل وطني الى تكتلات طائفية من خلال تخويف جماعاتها من "الآخر" الذي قد ينقض على حقوقها المكتسبة في اي "لبنان جديد"!
على كل الاحوال، وبالرغم من كل ما سبق، تبدو مجموعات الثورة واثقة من ان اندلاع "ثورة حقيقية" بات قاب قوسين او ادنى. ويقول مصدر قيادي في هذه المجموعات ان "الجوع والفقر والهجرة والبطالة وانفجار بيروت والجرائم المتنقلة واليأس العاصف في النفوس وكلها عوامل تترافق مع عهر سياسي لم يعرف اي بلد له مثيل، تعني انتا اقتربنا اكثر من اي وقت مضى من الانفجار الكبير"، لافتا الى انه وبعد كل المآخذ على انتفاضة ١٧ تشرين لدى كثيرين، يمكن الحديث اليوم عن نضوج مجموعات الارض وعن تنسيق على درجة مهمة بين كل القوى رغم استمرار الاختلافات بوجهات النظر حول عدد من القضايا وهذا امر طبيعي".
وبحسب المصدر تستعد قوى الثورة وقياداتها لتلقف ما هو مقبل فتكون جاهزة لحظة اندلاع الشرارة الاولى وفي الmomentum الذي يحدده الشارع للتوجيه، معتبرا ان الثورة اللاعنفية باتت مستبعدة نتيجة تضاغر كل العوامل السابق ذكرها والتي تجعل الاحتقان اكبر من ان يضبط!
اما شكل الثورة ونقطة انطلاقتها ورقعتها، كلها تبقى رهن اللحظة والحدث الذي سيؤدي لاندلاعها، فهل تنجح هذه المرة بفرز قيادة تقود البلد الى بر الامان ام نكون بصدد مزيد من الانهيار والفوضى الشاملة!!