خاص- نعم... الحرب للدفاع عن الوجود.. ممكنة... - إلياس الحويك

  • شارك هذا الخبر
Saturday, January 2, 2021

خاص "الكلمة أونلاين"

نشرت صفحة المقاومة اللبنانية موقفاً للرئيس السابق لمجموعة سيدة إيليج، إلياس الحويّك نصاً تطرقت فيه إلى رفض المواقف الإنهزامية معتبرة ان الحرب للدفاع عن الذات ممكنة وجاء في النص:


#المقاومة_اللبنانية
#يا_رب_لا_توقعنا_في_التجربة_انما_لتكن_ارادتك...

بعد ان كثر ترداد المنظّرين والمتفلسفين حين يجزمون ان العودة للحرب ليست واردة ويبرّرون ذلك بمقولة ان الحرب بحاجة لفريقين مسلّحين ولا يوجد في لبنان إلا فريق واحد مسلّح هو حزب الله .

نقول لهم:
- اوّلاً :ان هذه النظريّة هي إقرار ضمني بان الوضع اصبح بحكم المنتهي تحت سيطرة الحزب و لا ينقص سوى اعلان ذلك...
وهذا استسلام.
- ثانياً:، تخونهم الذاكرة القريبة حتى، والتاريخ القريب خير شاهد. فمقارنة بسيطة بين سنة ١٩٧٥ واليوم يوضح انهم على خطأ كبير.
من حيث المقارنة الواقعية، لم يمتلك حزب الله اكثر ممّا كان يمتلكه الفلسطينيون من سلاح ومن تدريب ومن دعم داخلي، حيث كان يناصرهم اغلبية السنّة واغلبية الشيعة واغلبية الدروز وكل اليسار المسيحي الوازن جداً في ذلك الوقت.
إضافة للدعم الخارجي، إذ ناصرتهم الدول العربية والاسلامية كافة والتي ارسلت مرتزقتها من صوماليّين، سودانيّين، ليبيّين وغيرهم للقتال مع المسلّحين الفلسطينيّين. والاهمّ هو الدعم السوري القريب والفاعل جدّاً.
ناهيك عن تأييد الدول الكبرى، فالاتحاد السوفياتي كان في صفّهم، اما الولايات المتحدة واوروبا فلم يمانعوا إذ كانوا يرون ان استيلاء الفلسطينين على لبنان يحلّ مشكلة كبرى لقضية العصر ولدولة اسرائيل .
سينبري بعض المتفلسفين ليقولوا ان النظام السوري دافع عن المسيحيين وهذا موضوع كبير لن اناقشه الآن، انما الفت نظرهم بانه لم تكن خلافات السوريين والفلسطينيين واي من الفريقين حبّاً بالمسيحيين انما لقرار كل منهم باحقيّة السيطرة على لبنان. الفلسطينيين ليكون لبنان دولة بديلة، اما السوريين فيعتبرون ان لبنان جزءًا من سوريا اقتطعه الاستعمار و يجب تصحيح ذلك.
- ثالثاً: الانتشار العسكري.
الإنتشار الفلسطيني كان في عمق المناطق المسيحية من ضبية، تل الزعتر، الكرنتينا، وجسر الباشا. والتي كانت تفصل بين المناطق في نقاط استراتيجية، وهذا الانتشار يفتقده اليوم حزب الله الذي يسيطر على منطقتين بنسب مختلفة في الجنوب والبقاع .
اما بالنسبة للدعم الداخلي فهناك تغيير واضح في خريطة الدعم، فحزب الله يفتقد الى دعم غالبية السنّة وغالبية الدروز، كما ان قوّة اليسار تفتّتت حتى ان معظم اليسار المتبقّي مناهض للحزب.
وبالنسبة للدعم الخارجي فكلنا نعرف بأن الحزب موضوع على لوائح الارهاب العالمي ويزداد عدد الدول التي تضعه على هذه اللائحة يوماً بعد يوم، إضافة إلى عداوة مطلقة من قبل كل الدول العربية.
الذين قاوموا المنظّمات الفلسطينيّة المسلّحة لم يمتلكوا حينها سوى الايمان والإرادة بالبقاء ...
ولم يتوفّر بين ايديهم سوى بعض من اسلحة قديمة واسلحة الصيد وحتى خناجر وعصي.
قرارهم بالبقاء كان اكبر سلاح لم يكسر .
بعد هذا العرض الكثير الايجاز، وعلى الرغم من معرفتنا ضخامة التضحيات، الاثمان، الدماء التي أُريقت، الخوف، القهر والوجع الذي عشناه والذي نرجوا ونصلّي ليل نهار ان نبعده عن اولادنا ومجتمعنا، الا اننا نرفض مقولة اولئك المتفلسفون المنبطحون ونقول لهم:
ان المواجهة تحتاج فقط الى ثلاثة.
إيمان، قرار بالمقاومة ومقاومين.
وهذا الثلاثي كان عبر التاريخ منذ ١٤٠٠ سنة سبب بقائنا بالتاريخ والجغرافية.
فلو طبّقنا نظرياتكم وموازين القوى عبر التاريخ، نصل الى نتيجة بان وجودنا وبقائنا الى اليوم هو خارج كل منطق وحسابات وعقل .
وجودنا هو فقط لان الله اراد ذلك .ان تهديد هذا الوجود ليس من اي سلاح، بل فقط عندما نفقد الايمان بالله، بالانسان، بلبنان وبخسارة القرار بالمواجهة.
*كتب النصّ الياس الحويّك*