خاص - بعبدا وبيت الوسط يتقاذفان كرة "الايجابية المزيفة"..وبعد التصعيد الارسلاني..تهديد! بولا اسطيح

  • شارك هذا الخبر
Friday, December 25, 2020

خاص - موقع الكلمة أونلاين
بولا اسطيح

‏وكأنه لم يكن ينقص اللبنانيين عشية الاعياد الا ان يتسلى بهم المسؤولون الذين امعنوا باذلالهم وافقارهم ودمروا عاصمتهم. فيخرج من يعلن عن ولادة حكومية خلال
يومين ما يؤدي لانخفاض سعر صرف الدولار والتهافت على شرائه، قبل ان يعود وبعد اقل من ٢٤ ساعة ليقذف التشكيل لما بعد رأس السنة فيعود الدولار للتحليق.
كرة "الايجابية المزيفة" يتقاذفها بيت الوسط وقصر ببعدا، ففيما تؤكد مصادر قيادية في تيار "المستقبل" ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون هو من طلب شخصيا من رئيس الحكومة المكلف اشاعة هذا الجو الذي على ما يبدو تلاشى بعد زيارة "مؤثرين" على قرار عون مساء الثلاثاء للقصر الجمهوري، تستهجن بعبدا هذا الحديث مذكرة بأنها ربطت بعيد اللقاء الثالث عشر بين الرئيسين والذي عقد بعد ظهر الثلاثاء، مصير التشكيل بما سينتهي اليه اللقاء الرابع عشر وانها لم تفرط اطلاقا بالتفاؤل كما فعل الحريري.
على كل الاحوال، يبدو واضحا ان الرئيسين عون والحريري محرجان ويتخبطان وان كان كل منهما متمسك بسقوفه المرتفعة متكئا على الفوضى الدولية وعدم اتضاح الرؤى الناتج عن العملية الانتقالية للسلطة الحاصلة في واشنطن، كما على تلاشي الحماسة الشعبية في الداخل اللبناني على الانتفاضة بعد رزوح نحو ٦٠٪؜ من الشعب اللبناني تحت خط الفقر وانشغاله بتأمين لقمة العيش.
وبالعودة لتخبط الرئاستين الاولى والثالثة بالملف الحكومي، ففي بعبدا بدأ العد العكسي غير المعلن لنهاية العهد وبالتالي بات كل يوم مؤثرا في عملية تعويض ولو حد ادنى من الخسائر التي مني بها العهد وعون و"التيار الوطني الحر" وقيادته. وبالتالي فان تأخير التشكيل ومواصلة العمل في ظل حكومة تصرف الاعمال بالحد الادنى يهدد بتحويل العامين المتبقيين من الولاية الرئاسية الى جحيم حقيقي كان قد نبه منه عون شخصيا في وقت سابق. لكن يبدو انه في ميزان الربح والخسارة لدى الثنائي عون- باسيل، فان خسارة المزيد من الوقت قد يكون أقل كلفة من اعطاء الحريري الحكومة التي يريدها، خاصة وان اضطرارهما للسير بالحريري مجددا رئيسا مكلفا، بحد ذاتها خسارة بالنسبة اليهما، وهو ما عبر عنه بوضوح رئيس الجمهورية حين اخر الدعوة لتسمية رئيس مكلف واستبق الجلسة الاخيرة التي دعا اليه بحث النواب بطريقة اى بأخرى لعدم اعطاء اصواتهم للحريري.
هذا في بعبدا. اما في بيت الوسط فالحال ليس افضل بكثير. اذ يجد الحريري نفسه محاصرا فلا هو قادر على التشكيل ولا على الاعتذار.ولا هو قادر على ملاقاة عون عند مطالبه ولا هو قادر على قطع شعرة معاوية معه واعلان المواجهة المفتوحة التي تشرع البلاد على كل السيناريوهات.من هنا كان موقفه الاخير من بعبدا مراعيا لسيدها، وموصفا للازمة الحكومية ببعض من الدبلوماسية التي لا يؤيده فيها قسم كبير من "المستقبليين".
لكن "الايجابية المزيفة" التي اشاعها الحريري، بغض النظر عمن كان مصدرها، اكدت المؤكد لجهة ان العقدة الاساسية هي ‏بالمرحلة الراهنة مسيحية، من دون أن يعني ذلك أنها العقد الوحيدة. فخروج رئيس الحزب "الديمقراطي اللبناني" النائب طلال ارسلان ليصعد بوجه حليفيه عون وحزب الله من دون ان يسميهما، دفع مجددا بالعقدة الدرزية الى الواجهة. فاذا ‏رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط قد وافق على حصول الدروز على وزير واحد في تشكيلة من ١٨ وزيرا، شرط ان يحمل حقيبتين احداهما رئيسية، ‏فالواضح ان باقي القوى الدرزية ومن بينها ارسلان كما رئيس تيار التوحيد وئام وهاب ‏غير راضين على الإطلاق على هذه التسوية. وبحسب مصادر "الديمقراطي اللبناني" ‏فإن ‏"التصعيد بوجه الحلفاء سيليه خطوات اخرى في حال السير بصيغة حكومية تهمش الدروز كما الحزب الديمقراطي". وتقول المصادر:"بات واضحا ان لا حكومة في القريب العاجل... لكن وعلى كل الاحوال لن نقبل الاجحاف بحق الطائفة الدرزية وبتخفيض نسبة تمثيلها بالحكومات من ١٠ و ١٣٪؜ الى ٥٪؜ الا اذا كانت هناك نية لابعادنا بالشخصي وعندها لن نسكت وسننتقل الى المرحلة الثانية من مواجهة هذا الواقع".
‏ويبقى السؤال هل ميشال عون وحزب الله جاهزين لخوض معركة طلال ارسلان مجددا خاصة انهما وطوال المرحلة الماضية دفعا اثمانا باهظة لفرض نوع من "الثنائية الدرزية" بمواجهة جنبلاط... اما ان تحديات المرحلة ستفرض عليهما التضحية به؟!