خاص ــ لبنان مهدد بانفجار اجتماعي... تحذيرات بالجملة تصل للمسؤولين اللبنانيين! بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, December 22, 2020

 خاص ــ الكلمة اونلاين

بولا أسطيح

يقترب لبنان بخطوات سريعة من انفجار اجتماعي كبير يطيح بما تبقى من جدران الهيكل. فما يهمس به المسؤولون بالكواليس وما ينبه منه الدبلوماسيون الاجانب بشكل يومي، بات أقرب من اي وقت مضى والارجح انه يتتظر شرارة رفع الدعم ليشتعل، وهو ما يجعل حكومة تصريف الاعمال تؤخر قدر الامكان هذه الخطوة رغم الضغوط الكبيرة التي تتعرض لها مع اقتراب احتياطات المصرف المركزي بالدولار الاميركي من النفاذ.

ولعل اكثر ما يثير المخاوف هو ارتفاع نسب الفقر سواء في صفوف اللبنانيين او ضيوفهم من السوريين والفلسطينيين. فمع الحديث عن رزوح نحو ٦٠٪؜ من اللبنانيين تحت خط الفقر، برز ما اعلنته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) عن ارتفاع نسبة النازحين السوريين الذي يعيشون تحت خط الفقر الى ٨٩٪؜ وهي نسبة مماثلة لنسبة اللاجئين الفلسطينيين، كما يؤكد مسؤولون فلسطينيون في لبنان.

وبحسب مصدر رسمي فان الخوف الحقيقي من انفجار اجتماعي هو لكون هذه النسب الكارثية سجلت قبل رفع الدعم، فكيف الحال بعده في ظل اغفال المعنيين غياب البدائل والخدمات الاساسية في ظل الاهتراء الضارب بالقطاع العام. فارتفاع أسعار البنزين مثلا في حال رفع الدعم سيجعل قسما كبيرا من اللبنانيين الذين أصبح نصفهم تحت خط الفقر، غير قادرين على التوجه بسياراتهم الى عملهم، وأزمتهم هذه تتفاعل بغياب للنقل العام. كما ان قسما كبيرا من المواطنين لن يعود قادرا مع قرار عدد كبير من الجامعات والمدارس الخاصة رفع أقساطها مع تدهور سعر صرف الليرة، على مواصلة تعليم أولاده في القطاع الخاص وسيتوجهون الى المدارس والجامعات الرسمية غير القادرة لا شك على استقبال أعدادا كبيرة من التلامذة الجدد، ما يدفع من تحذيرات من وقوع انفجار اجتماعي كبير في البلد.

فبموضوع التعليم مثلا ، هناك نحو ٨٠ الف طالب في الجامعة اللبنانية و١٣٢ الف في الخاصة، ونظرا لقرار الجامعات الخاصة رفع أقساطها سيتوجه لا شك قسم كبير من هؤلاء الى الجامعة اللبنانية غير القادرة في جزء كبير من الفروع والاختصاصات على استيعاب المزيد من الطلاب. وهذا سيحصل حتما في المدارس ايضا بحيث يلجأ للتعليم الرسمي ٣٢٤ الف طالب والقدرة محدودة على استيعاب المزيد، علما ان‪   12 ‬بالمئة من طلاب المدارس الخاصة توجهوا إلى المدارس الرسمية عام في العام الدراسي 2019-2020 لعدم قدرة أهاليهم على تسديد أقساط المدارس الخاصة.

وبحسب مرصد الازمة في الجامعة الاميركية، وهو مبادرة بحثية تحت اشراف د. ناصر ياسين تهدف الى دراسة تداعيات الازمات المتعددة في لبنان وكيفية مقاربتها، فان برنامج الدعم المستمر منذ العام 2019 غير عادل، بحيث تستفيد منه الفئات الميسورة بشكل اكبر حيث تشير الدراسات ان الفئات الاغنى في المجتمع تستفيد بين 12 و27 مرة اكثر من الفئات الاكثر فقرا في عملية دعم البنزين والغاز.  كما تشير دراسات صندوق النقد الدولي الى ان كلفة دولار واحد لدعم الفئات الاكثر فقرا عبر دعم البنزين تكلف فعلياً 14 دولاراً لان الدعم هذا غير مستهدف لهذه الفئات حصراً‪.‬ من هنا يدعو "المرصد" لوجوب السير ببدائل لبرنامج الدعم من خلال دعم النقل العام كتأمين باصات النقل المشترك بشكل مجاني ودعم سيارات الاجرة والفانات بكوبونات بنزين مدعوم‪. ‬

‪ولعل الاخطر هو تزامن كل ما سبق ذكره مع ارتفاع في نسب الجرائم. باعتبار انه ووفق "الدولية للمعلومات" فقد ‬‏ ارتفعت تسب سرقة السيارات 123%، السرقة ككل 56% والقتل 103%.

‪ بالمحصلة، فان ارتفاع نسب الفقر بشكل مخيف اضافة لنسب الجرائم في ظل غياب الخدمات الاساسية التي تقدمها عادة الدول لمواطنيها، عشية انطلاق عملية رفع الدعم، يحتم اعتماد خطط طوارىء للتعاطي مع المرحلة قبل فوات الاوان


Alkalima Online