خاص - الحريري يعبر "البحر" الحكومي بعصا بري.. والعونيون يستبقون زيارته بعبدا بتصعيد "افتراضي"! بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, December 8, 2020

خاص - بولا أسطيح

من المفترض ان تشكل زيارة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الى قصر بعبدا تحولا كبيرا في مسار الملف الحكومي الذي كان قد شهد جمودا كليا منذ نحو اسبوعين بعد الخلاف مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حول مقاربة موضوع تسمية الوزراء المسيحيين وبالتحديد بعد تسمية الرئيس المكلف معظمهم وحصر حصة عون بوزيرين.
وقد استبق العونيون زيارة الحريري الى بعبدا بحملة واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي، لقطع الطريق على اي محاولة جديدة لعرض تشكيلة مكتملة تضم اسماء الوزراء المسيحيين من دون اخذ رأي عون او رئيس "التيار الوطني الحر" بهم، على حد تعبير مصادر عونية شددت مجددا على "وجوب اعتماد الرئيس المكلف معايير موحدة في عملية التشكيل، لجهة اذا كان "الثنائي الشيعي" ورئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي"سيسمون وزراءهم، فان المسيحيين يفترض ان يقوموا بالمثل والا فان الرئيس عون لن يوقع اي تشكيلة تعيدنا ابى زمن غازي كنعان ورستم غزالة".

وقد غرد الناشطون العونيون مساء الاحد في حملة بدا واضحا انها مبرمجة تحت هاشتاغ "الحريري- غازي-رستم"، استخدموا فيها شعارات ك" زمن تسمية المسيحيين انتهى" و"مش انت بتسمي المسيحيين".

ويصر الحريري على الاستمرار باعتماد سياسة التكتم رغم مرور نحو شهر ونصف على تكليفه. واصرت مصادر بيت الوسط على القول انه "حتى الان لا جديد لدينا والرئيس الحريري يواصل اتباع سياسة التكتم"، رغم ان كل المعطيات تؤكد قرار الرئيس المكلف التحرك على وقع الكلام الاخير للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون واستباقا لزيارته المقررة خلال الشهر الجاري الى بيروت، لرفع اي مسؤولية عنه امام المجتمعين اللبناني والدولي.

وبحسب المعلومات، فان الحريري لن يحمل تشكيلة مكتملة الى بعبدا لانه اصلا لم يحصل على لائحة اسماءالوزراء الذي يقترحهم حزب الله لتولي وزارتين في الحكومة المنشودة، وهو حصل حصرا على لائحة اسماء من رئيس المجلس النيابي نبيه بري من المفترض انه اتفق معه على اثنين لتولي حقيبتين من اصل ٤ ستكون من حصة الطائفة الشيعية. واصلا لا الحريري متحمس للائحة حزب الله ولا الحزب نفسه متحمس لتسليم لائحته. فالاول يعي تماما ان موافقته على تسلم لائحة مماثلة والاخذ بما تضمنته سيعني عمليا الدخول بمواجهة شاملة مع المجتمعين العربي والدولي وبالتالي عدم الحصول على اي مساعدات للنهوض بالوضع القائم. اما الثاني، فيتوجس من قيام الحريري بوضع الرئيس عون امام تشكيلة امر واقع، لذلك لن يسلم اسماء مرشحيه للوزارة قبل توصل الرئيس المكلف الى اتفاق مع رئيس الجمهورية ليبنى بعدها على الشيء مقتضاه.

ولا يزال الحريري يعول على دور بري في مجال التوصل لحل يرضي الجميع، في الداخل والخارج، بمسألة تمثيل حزب الله في الحكومة، لانه ووفق المعطيات القائمة لا هو قادر ان يشكل حكومة معه ولا ان يقدم تشكيلة من دونه. ويبدو ان رئيس البرلمان لم ينجح حتى الساعة بانهاء عملية تدوير الزوايا خاصة بعد ربط الاميركيين الى حد بعيد مصير الحكومة بمصير مفاوضات ترسيم الحدود، ما يعقد مهمة بري ومن خلاله مهمة الحريري.

وبعد التراشق العلني بين رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط وتيار "المستقبل"، لم يعد اصلا للحريري كتف داخلي يتكىء عليه الا كتف نبيه بري، وهو اصلا، على حد تعبير مصادر مطلعة على عملية التشكيل، "يخوض البحر الحكومي بعصا بري"، بعد ان انهار تحالفه مع "القوات اللبنانية" وانهارت التسوية الرئاسية التي امنت الى حد بعيد نوع من شبكة الامان لحكومتيه في الفترة السابقة.

والى جانب الضغوط الخارجية الهائلة التي تحيط بعملية التشكيل، تتفاقم الضغوط الداخلية مع الوصول الى الخطوط الحمراء بملف رفع الدعم. وبحسب المعطيات، فان هناك من يدفع باتجاه صدور قرار قريب جدا بترشيد الدعم على ان يتم تحميله لحكومة تصريف الاعمال طالما هي راحلة، كي لا يصدر هكذا قرار غير شعبي عن الحكومة الجديدة ما قد يشكل ضربة قاضية لها في انطلاب مسيرتها، خاصة في ظل المخاوف المتعاظمة من تجدد الانتفاضة والثورة.
اذا اليومين المقبلين سيكونان حاسمان سواء في الملف الحكومي او بموضوع رفع الدعم. فعلى صعيد الحكومة، امت ترحل الى العام المقبل او يقدمها ماكرون هدية الميلاد ورأس السنة...اما على صعيد الدعم، فصفعة سيتلقاها اللبنانيون عاجلا او آجلا، على امل الا تكون بمثابة "ضربة قاضية".


Alkalima Online