خاص- ... عن حنان التي هزمت السرطان وانتصرت على كورونا

  • شارك هذا الخبر
Monday, December 7, 2020

خاص- ميراي خطار النداف

القصة بدأت في تشرين الثاني عام 2019 حين علمت حنان بإصابتها بورم سرطاني في الثدي، وبدأت رحلة العلاج الكيميائي الطويلة وما قبلها وما بعدها من علاجات وصور وتحاليل متعبة ومكلفة في بلد أقل ما يقال فيه أن المريض يذل مرتين، الأولى من المرض بحد ذاته والثانية على أبواب المستشفيات والجهات الضامنة.
رحلة حنان مع السرطان كانت مضاعفة الصعوبة، اذ أنها مع كل انتكاسة سياسية في البلد كان عليها أن "تركض" لتؤمن دواءها وعلاجها قبل أن يُفقد من الصيدليات أو يرتفع ثمنه أو أن يخضع لتجاذبات السوق السوداء.

تابعت حنان علاجها من المرض الخبيث بصبر وحكمة وصلاة متحملة من جهة الألم الجسدي ومن جهة أخرى الألم الروحي بغياب شقيقتها التوأم التي غادرتها هذا العام أيضا في المرض نفسه، الا أن حنان وبفضل صلاتها ومسبحتها ودعم محيطها استطاعت ان تجتاز مرحلة كانت الأصعب في حياتها، غير مدركة أن هذه السنة لم تنته وأن هناك المزيد بانتظارها.

بعد سنة تقريبا، وفي الشهر نفسه أي في تشرين الثاني 2020 علمت حنان بإصابتها بفيروس كورونا، الذي أصيبت به بعد زيارتها الروتينية الى الطبيب، وهنا كانت الصدمة بالنتيجة الايجابية لفحص ال PCR، تقول حنان: كانت أصعب 10 ايام في حياتي، وأصعبها كانت الأيام الأربعة الأولى التي عانيت فيها أوجاعا جسدية لا توصف وضعف في السمع بالإضافة الى سعال قوي جدا، حتى كدت لا أقوى على فتح زجاجة الماء وأنا وحيدة في المنزل، كما لم أكن أستطيع تحضير الطعام أو شراء الحاجيات الاساسية، مرّت عليّ أيام اعتقدت فيها انني لن أبصر النور في صباح اليوم التالي.

وتضيف، كورونا ليس مجرد فيروس يفتك بجسم الانسان بل يجعله وحيدا معزولا عن محيطه، ولا بدّ هنا من وجود عائلة تحيط المصاب بهذا الفيروس وتؤمن له ليس فقط الاحتياجات اليومية والضرورية بل أيضا تمدّه بالدعم النفسي والمعنوي ليجتاز هذه المرحلة الصعبة.

وتتابع حنان قصتها مع الكورونا بالقول يوم معرفتي بالإصابة كانت صدمة كبيرة لي، مشيت تحت المطر، ووصلت الى منزل اختي الفارغ بحالة يرثى لها، ويومها عاتبت لله قائلة: "لماذا انا"؟ ولكن كنت على يقين أن الله يريدني أن أعيش ولن يتركني، أنا من تعبت لتربية أخوتي بعد فقدان أمي ونذرت حياتي لهم.

في كلام حنان عتب على من "نسيها" أو تناساها في هذه المرحلة الصعبة، ولكنها في الوقت نفسه تقول "أنا خلقت لأُحب وأُحب وأهلا وسهلا بمن يحبني"، واصفة رحلتها الصعبة بالمأساة الا أنها بدأت بنسيان ما مرت به على حدّ قولها.

لحنان أمنيات وأحلام كثيرة للمستقبل، فهي تحلم بإجراء عملية ترميم للثدي وبالكثير من الأمور، وبعزيمة المتشبث بالحياة تقول "إذا ضليت عايشة في عندي أحلام بدي حققها"، كما تتمنى ايجاد علاج سريع للكورونا، وأن يضع الله أمام المرضى والموجوعين أطباء يتمتعون بضمير حي لا يهمهم المتاجرة بالمال.

كل الأحداث التي مرت في ال 2020 أرهقتنا وتركت علينا معالم التعب والحزن والألم والجوع لدى البعض، الا أنها تركت بصمات صعبة ومؤلمة لا تنسى عند البعض الآخر وقد لا تعوّض أحيانا، والأمل كل الأمل أن تطل ال 2021 حاملة معها ضحكات للأطفال وبحبوحة للعائلات الفقيرة وحرية للسجناء ودفىء للمعوزين وعلاج للمرضى وراحة للمتألمين.