خاص- قاسم سليماني ومحسن زادة في ميزان الحرس الثوري... إحتمالات الرد الإيراني وتداعياته..! - سيمون أبو فاضل

  • شارك هذا الخبر
Monday, November 30, 2020


خاص موقع الكلمة أونلاين


سيمون أبو فاضل


 


من طبيعة الصراعات العسكرية او الأمنية بين جانبين ام اكثر سواء كانت دول ام منظمات، ان يعمد الفريق المتضرر ام المصاب من خصمه سواء كان ذلك عسكريا ام امنيا على غرار عملية قتل الولايات المتحدة لقاسم سليماني، ان يعمد الفريق هذا الى ردة فعل توازي حجم خسارته ليظهر من خلال ذلك تفوقه على عدوه، ولردعه عن عمليات اخرى واحتراما لسيادته لا سيما ان ثمة عمليات تشكل خرقا عاليا و تعديا على السيادة، وصولا الى ارضاء جمهوره .


 


من هنا  يطرح اغتيال العالم الإيراني محسن فخري زاده، مجموعة تساؤلات حيال كيفيية رد ايران على هذه العملية، لا سيما انه حتى حينه لم تعلن اسرائيل المتهمة في العملية مسؤؤليتها، ولذلك من الصعب على طهران اللجوء الى ردة فعل انتقامية ...رغم تحذير رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتانياهو منه منذ عامين .


 


اذ يتطلب الترقب  لردة الفعل  الإيرانية، وضع  هذه العملية في ميزان  طهران وحجم خسارتها  للعالم زادة  ودوره الفاعل في تطوير قدراتها النووية، مقارنة مع مقتل سليماني وهو القائد العسكري الذي عزز حضور ايران في دول الاقليم نتيجة اشرافه على العمليات العسكرية لايران والقوات التابعة لها .


 


لكن الفارق حاليا، هو ان اي جهة لم تتبنى حتى حينه  قتل زادة  داخل ايران، فيما الرئيس الاميركي دونالد ترامب اعلن  بفخر عن مسؤوليته  بعيد قتل سليماني في العراق، وحذر من اية عملية مضادة لأنه سيرد بوتيرة اقوى، وتبع تهديدات أيران بالإنتقام من واشنطن اطلاق عدة صليات صاروخية، على قاعدة عسكرية اميركية، بعد ان كانت ابلغت طهران عبر عدة وسطاء الهدف الذي استهدفته، ولم يؤدي الى مقتل او جرح  جنود اميركيين بعد ان كانوا اتخذوا  الإحتياطات اللازمة، ولكن قدرة ايران حسب دبلوماسيين غربيين على اصابة الهدف بدقة، تميز بإطلاق عدد صواريخ اقل مما تطلق منظمة حماس على اسرائيل في ليلة واحدة ردا على اي عمل عسكري يقدم عليه الجيش الإسرائيلي تجاهها .


 


و في ظل عدم اقرار اي جهة بأغتيال زادة مقابل اتهام ايران لإسرائيل، فإن خيارات عدة يتداولها  " راصدوا " المواجهة المتعددة الأفرقاء بين واشنطن – تل ابيب من جهة وبين ايران من جهة اخرى وحلفائها  في محور الممانعة المتواجدين على مدى الأقليم وهم على تماس مع اسرائيل اسوة بحزب الله فيما مجموعات تابعة لإيران على تماس مع القوات الأميركية في بقع اخرى .


 


فالإجراء الأولي لطهران ,يتمثل  باتخاذ قرارين، الأول يقضي برفع تخصيب اليورانيوم 20%، فيما الثاني قضى بوقف التفاوض مع منظمة الطاقة الدولية، لكن المتوقع من ايران عمل عسكري او امني كترجمة لقوتها التي فرضتها باساليب متعددة وعملا بنهج تعتمده، ويحفظ لها اقله ماء الوجه بعد مسلسل الإغتيالات لمسؤوليها، ناهيك عن سلسلة التفجيرات التي اصابت عدة منشآت مؤخرا . في موازاة استهداف اسرائيلي متكرر لمواقعها في سوريا وسقوط قتلى في هذه الغارات، خصوصا ان انتقادات بدأت تطالها حول عجزها عن الرد منذ مقتل عدة مسؤولين في منظومة الملف النووي.


 


ويفصل "الراصدون " توقعاتهم بالرد الإيراني مع تداعياته وفق الاحتمالات التالية:


 


- ان يأتي الرد من خلال عمل ما يقدم عليه حزب الله ضد اسرائيل ...مع ما يحمل الأمر من احتمال اندلاع حرب واسعة ...


- ان تقدم ايران ام ميليشياتها على عمل عسكري ضد اسرائيل وان كان ضابط الإيقاع الروسي لن يسمح بهذه الخطوة ...


-ان تقدم طهران على ضرب المصالح الحيوية الإسرائيلية في دول العالم، وتواجه بموقف دولي يفاقم عزلتها ...


-ان تدفع ايران بميليشياتها للقيام بعمليات ضد الجنود والقواعد الأميركية في العراق ...


-ان يكون لأيران  وحلفائها اهداف للإغتيال قادرة على تنفيذها، وتصنف تحت مرمى قدراتها الأمنية وتعمد الى تنفيذها في اكثر من بقعة من العالم .


 


لكن رد الحرس الثوري مباشرة ام خلال المنظمات التابعة له  ليس مشوارا سهلا عليه، كما كان الحال ابان  تمدده الإقليمي في الساحات العربية، وليس قبل الأخذ بعين الواقع أن اي عمل ايراني ابان استمرار الرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض، معناه استجلاب  رد اميركي لا تحمد عقباه، لا سيما ان ترامب مستعد ومتحمس  لهكذا عمل، وفي حال ارجأت طهران انتقامها لحين مغادرة ترامب ودخول خليفته الرئيس جو بايدن البيت الأبيض، فلا يعود من صالحها المغامرة بنسف العلاقة التي تتوق اليها معه وهي التي اعربت عن استعدادها لبناء مرحلة جديدة مع واشنطن، بحيث تحصل على شرعية لتخصبيها اليورانيوم وتفاهما مع بايدن على دورها الإقليمي وتملص من الضغط  في تطويرها الصواريخ الباليستسة، مع احتمال صعب برفع العقوبات عنها وانفراجها اقتصاديا قبيل انتخابات رئاسية لا تعدل او تغيير في استراتيجية الحرس الثوري الذي يراهن ان يستهلك ادارة بايدن كما استهلك الوقت مع الرئيس الأميركي السابق باراك اوباما .


 


لذلك يحدد الرد  الإيراني  قوة ايران السياسية والعسكرية ألتي ستترجمها في اللقاءات  الدبلوماسية مع الجانب الأميركي والاوروبي حول ملفها النووي وحدود تطويره....


 


 


 


سيمون ابو فاضل