ذكّر الأب د. نجيب بعقليني رئيس جمعيّة عدل ورحمة، بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة في ٢٥ تشرين الثاني بما يلي: " العنف هو كل فعل عنيف، يُلحق الأذى بالذات وبالآخر، بغض النظر ان كان هذا التعدي مباشر او غير مباشر ، او ان كان جسديًا او نفسيًا او جنسيًا او حتى اقتصاديًا. العنف هو انتهاك فاضح للشخص البشريّ، هو امتهانُ لكرامة وحقوق الإنسان، والتي لا يجوز التعدي عليها، من دون أن يواجه بالتأديب والتعويض والمكافحة. يطال العنف المجتمع بأسره، وان كان من خلال ممارسته تجاه المرأة، إذ أن آثاره تنعكس على المجتمع بشكل عام وعلى الاسرة بشكل خاص. لا يقتصر العنف على اشكاله الخارجية الظاهرة فقط بل يتعداها، ونلحظه من خلال دلالات نفسية تقوم على حجز الحريات والقمع والاستهتار والشك وعدم الثقة كذلك من خلال استغلال الآخر على مختلف الصعد، وسلبه امواله وحرمانه من ابسط حقوقه الاقتصادية والاجتماعية وغيرها.
لم لا نربي أجيالنا على الرحمة والحنان والمسامحة والحبّ والتكافل والتضامن والمصارحة والاحترام المتبادل!؟ لم لا نزرع فيهم ثقافة حقوق الانسان ومقومات احترام الآخر من دون تمييز لا بل نعزز عند الاجيال القادمة اهمية الاختلاف وغنى التعددية. لنربي اجيالنا على احقاق المساواة بين الجنسين، والسعي الى نشر ثقافة اللاعنف والحوار. غنى البشريّة وعظمتها تكمن في الشراكة الحقيقة والعميقة والثابتة بين الرجل والمرأة. لننبذ كل انواع العنف المستشري ضّد المرأة، المرأة الام والشريك والصديق،؟الحاملة الحياة والحب، والعطاء والعطف للجنس الآخر وللعائلة. لنكافح معاً الظلم.. ولندافع عن حقوق المرأة، اي عن حياتها وحياة المجتمع بأسره.
