انطوان سعادة- كلنا ذاهبون الى حتفنا!!!....

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, November 24, 2020

الموت ثلاثة حروف تشكل الركيزة الأساسية لكل أنواع الجدل الروحي والفلسفي والفكري واللاهوتي من لحظة الخليقة الى الان .

ثلاثة احرف اقوى من كل الدول والحروب والزعماء ، انها الأحرف التي تُمسك بخيوط الحياة البشرية .

تسعة اشهر حمل وتبدأ مسيرة الحياة .
من الحضانة الى المدرسة الى الجامعة الى حقل العمل .
كل هذه المراحل نقطعها بلهفة غير مسبوقة ولا ندري ان كل يوم من كل مرحلة يقربنا اكثر من الموت وبسرعة لا نشعر بها الا عند تقدم العمر .

اذا نحن مخلوقات تقضم الوقت والسنين وهي ذاهبة الى حتفها المحتوم .

كلنا يعرف اننا ذاهبون الى الموت ، كلنا محكومُ بالإعدام الطوعي ، أما السجين المحكوم بالإعدام فينتظر ساعته بقلق وخوف كبير لأنه مرغم على الموت .

اما نحن فنذهب بأرجلنا ونعمل كل العمر وفي وجداننا أننا لن نموت .

نتقاتل نسعى الى المراكز نشتهي المال ونعبده ، تجذبنا النزعة السلطوية والشهوات الجسدية والنفسية فنصبح عبيد ما نشتهي الى أقصى الحدود .
وكأننا في نفق طويل بدايته غرفة ولادة يخرج منها الأطفال ، يسيرون داخل النفق يلعبون ويدرسون ويتقاتلون ويتحاربون وعند آخر النفق وادٍ سحيقُ نتدافع جميعاً في إتجاهه بشتى الطرق لنهوي في أعماقه ، بعدها يبدأ النفق انتظاراً جديداً ليتغذى من جديد بدفعةٍ جديدة من المهرولين نحو حتفهم وهم لا يدركون.

ماذا انتم فاعلون أيها البشر ؟
هل انتم منومون مغناطيساً؟

تدّعون الحفاظ على الجنس البشري وانتم تحافظون عليه لذبحه .

ما انتم فاعلون أيها اللبنانيون الا تدرون أنكم الى الزوال سائرون؟

الفرق بينكم وبين بقية البشر انهم يذهبون الى الزوال ولكن عبق أعمالهم يبقى في التاريخ وانتم الى مزبلة التاريخ تتجهون.

ماذا نفعل بهذا البلد ؟
نتقاتل على الكرسي وعلى الجبنة وعلى المذهب وعلى الدين ولا نرى ان المنطقة تغلي ونحن ذاهبون الى متغيرات كثيرة وكبيرة ومرعبة نسير ونحن لا ندري ماذا ينتظرنا .
الاكيد ان لا دور بعد الان للبنان الذي كنّا نعرف .
لأن السلام الذي تعمل عليه أميركا بين إسرائيل والعرب ينهي دور لبنان الذي نتغنى به ، ويمحو الأدوار السياسية وحتى انه يلغي مفهوم السياسة في لبنان .

الكل تعلم والكل سافر والكل يتكلم اللغات المتعددة.
غير ان تلك لم تعد ميزة لدينا ، كما كانت سابقاً كافية لتعزيز اقتصاد لبنان .
الأن ما زلنا نتعلم ونتكلم بشتى اللغات ولكن لا وطن لنا .

لا نحن نشعر ان لنا وطناً ولا هذا المسمى وطن يشعر ان له مواطنين.

الى موت حتمي أيها اللبنانيون انتم سائرون .