خاص- العونيون للحزب: أصلح ما اقترفت يداك! - بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, November 25, 2020

خاص موقع الكملة أونلاين
بولا أسطيح

لا شك ان العقوبات الاميركية التي فرضت على رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل ردمت هوة كانت بدأت تنشأ بين قيادتي وتلقائيا جمهوري "التيار" وحزب الله. فاعتبر الاخير ان هناك دينا جديدا في عنقه هذه المرة لباسيل بعد العماد عون، لتفضيله المضي بتفاهم مار مخايل ودفع الثمن بادراجه على لائحة عقوبات واشنطن.
الا ان ما تخطته القيادتان، او لا تزالان تجهدان لتخطيه من تراكمات بلغت ذروتها في الاشهر الماضية وبخاصة بعد اعتراض "الثنائي الشيعي" على تشكيلة الوفد اللبناني الى مفاوضات الترسيم مع اسرائيل، ووصول بعض جمهوره لحد التشكيك بنوايا عون وباسيل، لم تتمكن القواعد الشعبية بعد من تخطيه.
اذ يسيطر استياء عارم لدى قسم كبير من جمهور "التيار" وتلقائيا بعض القيادات التي تفضل التعبير عنه في حلقات ضيقة ويلحظ بشكل اساسي سير حزب الله برئيس تيار "المستقبل" سعد الحريري رئيسا مكلفا وان كان لم يمنحه اصواته النيابية. ويعتبر العونيون انه سواء سار الحزب بالحريري عن قناعة بأنه الوحيد القادر على تأمين دعم المجتمع الدولي والمساهمة بادخال الدولارات مجددا الى البلد، او رضوخا لرغبات رئيس المجلس النيابي نبيه بري، اول الداعمين لعودة الحريري الى السراي والذي كانت له اليد الطولى باسقاط حكومة حسان دياب، ففي كلتي الحالتين يرى العونيون ان الحزب ساهم بشكل مباشر بتسليم رقبة العهد للحريري ومن خلفه واشنطن التي قررت كما بات واضحا كسره وقد تجلى ذلك بوضوح بقرار فرض العقوبات على باسيل. وبحسب الاجواء العونية، فان الحزب وصل مجددا متأخرا للقناعة التي كانت قد ترسخت لدى رئاسة الجمهورية وقيادة "التيار" منذ قرار الحريري اعلان نفسه مرشحا وحيدا لرئاسة الحكومة، لجهة وجوب ان يتم الاتفاق على التكليف والتشكيل وبرنامج الحكومة باطار سلة واحدة، كي لا تتكرر التجارب المريرة والطويلة السابقة بتشكيل الحكومات. وتضيف المصادر:" لكن على ما يبدو تم اقناع الحزب بأن الامور ناضجة وان الحريري متعاون الى اقصى الدرجات وان بري سيتولى تذليل اي عقبات تؤخر التشكيل الذي سبق ان قال انه سينجز خلال ايام معدودة... لنصل اليوم الى الواقع الذي نتخبط فيه والذي يدل بما لا يقبل الشك ان الحريري يريد ان يقتص من باسيل ويرفض تقديم التنازلات لاعتبارات خارجية، ابرزها التحذيرات العربية من تمثيل حزب الله مباشرة او غيره، اضافة للتنيه الاميركي من اطلاق يد باسيل بعملية التشكيل، كما حصل اقله في الحكومتين الاخيرتين".
ويرى العونيون ان حزب الله يتحمل مسؤولية كبرى في مجال ايجاد مخرج للازمة الراهنة والتي يبدو انها قد تستمر اشهرا ما يأكل من رصيد العهد الذي يعول على العامين المتبقيين لمحاولة التخفيف من خسائر الاعوام ال٤ الاولى. ولعل اكثر ما يزعج العونيين ان الرئيس عون مارس كل صلاحياته لتفادي تسمية الحريري، سواء من خلال تأخير الاستشارات او من خلال توجيه كلمة للبنانيين والنواب عشية الموعد الذي عاد وحدده لها، دون ان يتمكن من التأثير على عملية التكليف. ولم يبق له اليوم الا امضاءه على اي تشكيلة قد يتقدم بها الحريري، كصلاحية اخيرة، لن يتردد باستخدامها وان كانت قد تحمله كامل مسؤوليات تعطيل التشكيل في حال صعد الرئيس المكلف الى بعبدا بتشكيلة "أمر واقع" سيرفضها عون تلقائيا.
وقد بدأت الخلاف الحكومي يتخذ بعدا طائفيا بعد ترويج العونيين لاطلاق الحريري يد "الثنائي" لتسمية وزرائه والرضوخ لمطلب تولي "المالية" اضافك لاعطاء رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط حق تسمية الوزير الدرزي مقابل اصراره على تسمية الاكثرية الساحقة من الوزراء المسيحيين وترك وزارتين حصرا لعون كي يسمي من يتولاهما. ولعل ما يضبط الامور في هذا المجال، تشتت الصف المسيحي في مقاربة الملف وبشكل اساسي رفض "القوات اللبنانية" تبني الموقف العوني، في ظل اصرار “المستقبليين" على نفي اعطاء "الثنائي" الحق بتسمية وزرائه والتمسك بحق الحريري وحده بتشكيل حكومة من الاخصائيين غير الحزبيين، تكون فريق عمل متجانس يدير المرحلة.
بالمحصلة، لا يبدو ان الاوراق التي لا يمتلكها عون لمواجهة الحريري، يمتلكها حزب الله للدفع باتجاه قيام حكومة ترضي العونيين ردا لجميلهم بملف العقوبات..فهل يخضع الطرفان تحت ضغط الازمات المتفجرة على اكثر من صعيد، ويسيران بشروط الرئيس المكلف فتخرج الحكومة من عنق الزجاجة؟ ام تتحول الازمة الحكومية للقشة التي قصمت ظهر البعير ويكون الارتطام العظيم؟!