الفاينانشال تايمز- نظرية المؤامرة

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, November 24, 2020

في صحيفة الفاينانشال تايمز، مقال رأي كتبه بيتر سبيغل بعنوان"الديمقراطية الأمريكية قد تظهر بشكل أقوى بعد اعتداء دونالد ترامب عليها".

يقول الكاتب إن ملحمة الانتخابات الأمريكية 2020 دخلت مرحلة تحول فيها المسؤولون المحليون غير المعروفين فجأة إلى مشاهير عالميين. فخلال انتخابات 2000، تحولت كاثرين هاريس، سكرتيرة ولاية فلوريدا، التي ساعدت في إعادة فرز أصوات الناخبين وتسليم البيت الأبيض إلى جورج دبليو بوش، إلى امرأة مشهورة. والآن جاء دور براد رافينسبيرغر.

اكتسب رافينسبيرغر، سكرتير ولاية جورجيا الجمهوري، شهرته بسبب لومه علنا حلفاء الرئيس دونالد ترامب الذين كانوا يضغطون عليه للتلاعب بأصوات ولايته، التي فاز بها جو بايدن بنحو 13 ألف صوت، بحسب المقال. لكن رافينسبيرغر، من وجهة نظر الكاتب، يمثل شيئا آخر، شيئا أكثر أهمية، فهو دليل على أن مؤسسات الحكومة الأمريكية لا تزال حية وتعمل كما ينبغي.

ويوضح الكاتب أن المرء لا يحتاج إلى السفر إلى منطقة حرب ليرى مدى صعوبة إعادة بناء المصداقية في المؤسسات الحكومية بمجرد فقدان الثقة. ويضيف قائلا "أخبرني مسؤول مالي أوروبي رفيع ذات مرة أن هذا هو الاختلاف الأساسي بين فرنسا وإيطاليا، إذ يثق الفرنسيون في مؤسساتهم ووظائف الدولة، بينما الإيطاليون لا يثقون في حكومتهم، وتترنح بلادهم من أزمة إلى أخرى.

يقول الكاتب إن واشنطن متخوفة من أن تقترب الولايات المتحدة بسرعة من لحظتها الإيطالية. ويبدو أن ترامب مصمم بشدة على تدمير الثقة في المؤسسات الحكومية الأمريكية - المحاكم ، ومكتب التحقيقات الفيدرالي ، ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها - بحسب الكاتب، لدرجة أن الولايات المتحدة يمكن أن تتوقف عن كونها دولة فاعلة.

ولكن ماذا لو كان العكس صحيحا؟، يتساءل الكاتب، ماذا لو أثبت رافينسبيرغر القاعدة وليس الاستثناء؟. المسار الأكثر ترجيحا خلال الشهرين المقبلين هو أن تستمر المحاكم في رفض نظريات المؤامرة، التي يحاول ترامب أن يبثها عن طريق إغراق المحاكم بالطعون التي تشكك في نزاهة الانتخابات والدولة على السواء، وتكمل السلطات المحلية شهاداتها الانتخابية وتلتزم بقسمها الدستوري. وأن بايدن هو من سيؤدي اليمين كرئيس للبلاد في 20 يناير/ كانون الثاني دون وقوع حوادث.

بعبارة أخرى، فإن المؤسسات الأمريكية التي أنشئت لحماية الدولة من الدوافع الاستبدادية لرئيس مثل ترامب ستعمل تماما كما تم تصميمها. وبذلك ستكون قد أدت واجبها بشكل مثير للإعجاب ضد أشد التهديدات خطورة ( تهديد رئيس أمريكي لا يزال في منصبه ويملك كل السلطات).

ويخلص المقال إلى أنه على الرغم من كل العار الذي قد يجلبه الشهران المقبلان على ترامب، يمكن للمؤسسات الأمريكية أن تخرج من ذلك كله بتقدير جديد من الجمهور الأمريكي. لأنهم يتعلمون أن بيروقراطياتهم مليئة بالموظفين المدنيين المحترمين مثل رافينسبيرغر.