بسام ضو- وماذا بعد ألا تخجلون ؟!

  • شارك هذا الخبر
Sunday, November 22, 2020

تعتبر الأديان السماوية أنّ رأس الحكمة مخافة الله ، والعمل ضمن الأطر الدينية الصالحة والقانونية المتّبعة لدى البشرية . هذا من الناحيتين الدينية والقانونية ، أما في لبنان فممارسة العمل السياسي توصيفها يأخذ منحىً تعجيزيًا نظرًا لسوء الإدارة السياسية المتّبعة التي تُغيِّبْ عنها الإدارة الرشيدة التي تحرص على تطبيق القوانين وتهملها عمدًا من أجلِ مصالحها . أيّ واقع سياسي مرير نمُّرُ فيه والذي سيوصلنا إلى حافة الإنهيار حتمًا !
العلم السياسي يُشير إلى أنّ الدولة إنوجدت لضبط المجتمعات ، ويستطرد ليظهِّرْ أنّ المجتمعات الأكثر تطورًا شهدت تطويرًا لإدارة نفسها سياسيًا – أمنيًا – إقتصاديًا – إجتماعيًا – إنمائيًا ،... مع سلطة مباشرة أو معنوية مركزية تحترم الأصول القانونية والدستورية المتّبعة على كافة المستويات ، لكن هذا الأمر غير متوّفر في لبنان للأسف وله عدة أسباب ولكن أختصرها بسبب واحد هو : الجهل السياسي وقلّة الأخلاق وعفوًا من بعض السياسيّن. للأسف في لبنان سياسيّون فاشلون ويتواجدون في مختلف قطاعات الدولة وفي الأحزاب التي نشأت على ضفاف الحرب اللبنانية وهي عمليًا ميليشيات بثوب الحمل الوديع ، وهم كُثُرْ وتواجدهم في سدّة المسؤولية هو عمليًا نتاج إغتصاب النظام الديمقراطي الذي يدّعون حمايته وظاهريًا هم من إفتعلوا عذرية النظام الديمقراطي وإستباحوا أنظمته ويحاضرون في العفّة السياسية .
في لبنان ، إنه زمن العجائب ، كثرَ الفاشلون وإستباحوا الدولة وإزدادوا بشكل ملفت للنظر وصاروا يرتقون أعلى المناصب السياسية والإقتصادية والإجتماعية والتنموية وشغلوا مراكز مهمّة في الدولة يديرون مؤسساتها وهم ذو مستوى ثقافي وعلمي معدوم . هذا الحدثْ السياسي الإداري ليس وليد صدفة ، بل هو من خلال مخطط مدروس رُسِمَتْ له كل السيناريوهات مسبقًا وفق خريطة محكمة وها هي النتيجة للأسف . الأمر الأشّد خطورةً أنّ هؤلاء السياسيّن الفاشلين لا يعترفون بفشلهم ، ويعتبرون أنفسهم من الناجحين وإنهم يؤدّون خدمة جليلة للشعب اللبناني علمًا أن كل اللبنانيّن والمجتمعين العربي والدولي يعلمون أنهم يُعربدون – يسرقون – يرتشون – يتآمرون والحبل ع الجرّار ، وولائهم إلى خارج يأمرهم بالقوة ويتعاطى معهم بالعصى وهم كحجارة الشطرنج يتحركون بالأيدي إنْ لم أقل بأرجل أسيادهم ، ويا ويلهم إنْ لم يطّبقوا ما يأمرونهم به . ورغم فشلهم المتنامي والمتعاظم لا يزالون مُصرّين على مواصلة عهرهم السياسي بدون خجل ولا وجل من الشعب اللبناني ومن المجتمع الدولي . والأنكى من ذلك هؤلاء الذين يستفيدون منهم ويبرِّرون لهم على طريقة " ما خلّوهم " أو " ما طالع بإيدين شي" وأعتبر هؤلاء الأتباع سُذّجْ وجهلة ومن الذين غُسِّلَتْ أدمغتهم هذا إن إنوجدت حيث لا يرون الحقيقة في وضح النهار .
كباحثين نأسف لرؤية الفاشلين ينتهكون حرمة العمل السياسي وهم في أعلى المراكز الرسمية ، ويُصرُّون على إدارة الدولة رغمًا عن إرادة الشعب ، والمؤسف أنّ التمادي وصل في ظهور بعضهم على الفضائيات ليتفلسف وكأنه خبيرًا دستوريًا أو فقيهًا سياسيًا وهو فعليًا في رتبة " " Ilettré أو" خائن " أو " دجّال " أو مرتشي " ، واللائحة تطول وتطول، وللأسف الشديد إنّ الأزمة الحالية أظهرت وأثبتتْ كيف عمل هذا النظام السياسي على تدمير كل دعائم المعرفة السياسية لدى الشعب وفعليًا لدى المثقفين من حملة الشهادات الجامعية في مختلف الإختصاصات ، حيث حوصِروا ومنعوا من الدخول إلى ملاكات الدولة وأجهزتها الرسمية وأبْعِدوا وهُمِّشوا وهُجِّروا ... بتنا نعاني من تمادي الرأي "الرادع" الممارس حاليًا ، وحاليًا نلاحظ أننا أصبحنا في فترة تُمارس فيها الدكتاتورية الفكرية المبنيّة على الأحادية والشمولية نتيجة القمع السياسي وسيادة الرأي الواحد ، والمشكلة الأكبر والأخطر أنّ ممارسي الأحادية هم حديثي العهد بالسياسة والكثير منهم لم يكونوا من المقتدرين في الفكر السياسي ولا يجدون دعائم موضوعية وقانونية ودستورية أو موثقة لِما يقولون .
في الكتب السماوية نتعلّم أنّ الضمير الحيّ هو الصوت الداخلي الذي يولد مع أي شخص يؤّنبه إذا أخطأ ويوّجهه إذا تاه ويُباركه إنّ أصاب ، والضمير وفق الكتب السماوية هو أحد أسرار الفطرة الإلهية ومكتسبة تتمثل في الأخلاق الحميدة والعادات الإنسانية الراقية والوعي الذاتي بمفاهيم الذات والجماعة والمجتمع ... وماذا بعد أيُّها السياسيّون ألا تخجلون وتتّقون الله ؟! أين ضميركم المهني ؟ أين وطنيتكم ؟ أين أنتم من يقظة الضمير ؟ أين أنتم من أنين شعبكم؟ أين أنتم من السيادة المنتهكة ؟ أين أنتم من ذكرى إستقلال بات صُوريًا ؟ لا معنى له ... إتّقوا الله.