خاص- ظهور "الحزب" العلني جنوب الليطاني رسالة للمتفاوضين: نحن هنا! - بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Saturday, October 31, 2020

صحيح ان خبر اعتداء عناصر من حزب الله على فريق عمل تلفزيون لبنان خلال تغطيته الجولة الثانية من المفاوضات لم يمر مرور الكرام. فاحتجت وزيرة الاعلام في حكومة تصريف الاعمال واصدرت نقابة المحررين بيانا معترضا، وان كان ايا منهما لم يسم الطرف المعتدي... الا ان المضحك المبكي فهو التعاطي مع الحدث حصرا على انه اعتداء على حرية الصحافة والصحافيين لا يجوز، واغفال مسألة خروج عناصر الحزب بشكل علني ليعرفوا عن انفسهم لمراسلة "تلفزيون لبنان" وهم على بعد امتار قليلة من موقع انعقاد المفاوضات، الواقع على الحدود اللبنانية- الاسرائيلية والاهم جنوب خط الليطاني حيث يفترض الا يكون هناك وجود للحزب وسلاحه او لاي حزب او طرف آخر باستثناء سلاح الشرعية اللبنانية وقوات اليونيفل.
ولعل المتابع عن كثب لما يحصل خارج وداخل خيمة التفاوض على حد سواء، أيقن منذ الجولة الاولى ان هناك خطبا ما مرتبط بحزب الله الذي طرحت منذ اعلان رئيس المجلس النيابي نبيه بري عن الاتفاق على التفاوض اكثر من علامة استفهام حول موقفه بعدما اكتفى بتعليق محدود بعد ايام من البدء بالتفاوض ورد في بيان بعد اجتماع كتلته الاسبوعي اعتبر فيه أنّ المفاوضات لترسيم الحدود البحرية المتنازع عليها، بوساطة أميركية، لا علاقة لها بـ"المصالحة" أو "التطبيع" مع تل أبيب.
ومن المتوقع ان يطل الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اليوم بعد غياب لافت في زمن التفاوض، على الا يركز ، بحسب المعلومات، في كلمته على هذا الملف انما على التطورات الحاصلة سواء على الصعيد الحكومي او في فرنسا، على ان يمر مرور الكرام على "الترسيم".
واغفال الموضوع او تناوله باطار عام واسع وتكرار موقف الكتلة، سيشكل بحد ذاته اشارة واضحة عن موافقة الحزب على التفاوض مضطرا ونزولا عند طلب ايراني، علما انه كان انضم الى بري لانتقاد الوفد المفاوض ما ترك تداعيات كبيرة على صعيد علاقة جمهوري الحزب والتيار الوطني الحر.
وبالعودة الى ظهور الحزب العلني قرب موقع التفاوض، فان ذلك يأتي بعدما تمكن مراسل قناة "المنار" التابعة للحزب وحيدا من التقاط صور على هامش المفاوضات في جولتها الاولى بعدما تم إبعاد الإعلاميين اللبنانين مسافة كيلومترين عن نقطة المفاوضات غير المباشرة.
ونشر المراسل عبر حسابه في "تويتر" صورة للوفد الإسرائيلي اثناء مغادرته مركز الأمم المتحدة، وهي الصورة الوحيدة التي استطاعت وسيلة إعلامية لبنانية الحصول عليها. كما نشر صورتين، إحداهما جوية، لخيمة الأمم المتحدة التي استضافت الجولة الأولى من المفاوضات. ما يرجح فرضية ان يكون حزب الله من غطى وسهل تحركاته خاصة بعدما تبين مؤخرا سيطرة الحزب على المنطقة وتحديد ما يمكن تصويره واين.
وتعتبر مصادر "الثنائي الشيعي" ان "استغراب تواجد حزب الله في المنطقة ليس في مكانه، فالكل يعي ان الحزب موجود حيث يجب ان يكون جنوبا وعلى الحدود باطار استعداده الدائم للتصدي لاي اعتداء اسرائيلي، فكيف الحال اذا كنا اليوم نشهد على مناورة كبيرة يجريها العدو تزامنا مع المفاوضات؟!".
ويبدو واضحا ان الحزب ومن كل ما سبق يوجه رسالة واضحة للمتفاوضين انه حولهم ويراقبهم "عن قريب" وان اي اتفاق قد يتم التوصل اليه لا يرضيه لا يمكن ان يمر. وبحسب المعلومات، فان الوفد الاسرائيلي كما الموفدين من الامم المتحدة وواشنطن،تفاجأوا بمدى "متانة" الملف اللبناني ودقة الدراسات المعدة اذ انه يمكن وصفه ب"المبكل". وتشير مصادر مطلعة الى ان "الوفد اللبناني سيبقى متمسكا برؤيته حتى آخر نفس ما يجعل الطابة في الملعب الاسرائيلي الذي سيكون عليه ان يحسم طول امد المفاوضات، فاذا تجاوب سريعا كانت النتيجة اقرب وفي حال العكس، ستطول الجولات وهو ما لا تحبذه واشنطن التي تبدو مستعجلة لانهاء الملف بأسرع وقت ممكن".
وفي خضم ذلك، بدأ النقاش بعيدا عن الاضواء بحسم ملف مزارع شبعا بعد الانتهاء من ترسيم الحدود البحرية، ليتم بذلك اسقاط اي مبررات لتمسك حزب الله بسلاحه، وهي النظرية التي يروج لها الاميركيون بشكل اساسي الذين يطمحون ‏لما هو أبعد من ذلك وبالتحديد لركوب لبنان قطار التطبيع.
فهل ينسف حزب الله مسار التفاوض في حال شعر بأن الامور تسلك منحى قد يزيد الحصار عليه ويضع مصير سلاحه جديا على طاولة البحث؟ ام انه سيكون مضطرا لمجاراة المشروع الكبير الذي يتم جر المنطقة اليه خاصة بانتظار اتضاح مصير المفاوضات المرتقبة بين ايران وواشنطن بعد الانتخابات الاميركية!؟!