خاص- عتب سني على البطريرك الراعي

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, October 27, 2020

الكلمة اونلاين
خاص- سعيد حداد

لم تمر العظة الأخيرة للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي من دون أن تترك أثرا في الأوساط السياسية السنية في سياق مناشدته الرئيس المكلف سعد الحريري بالحفاظ على الميثاقية وعدم تغييب المسيحيين عن التشكيلة الحكومية.

وقالت الأوساط بإنه في وقت يسجل للبطريرك الراعي كل التقدير لمواقفه الوطنية التي يحتاج لبنان اليها، لكن يؤخذ عليه مقاربته الموضوع الميثاقي وتشكيل الحكومة من منطلق ظالم للرئيس المكلف سعد الحريري الذي طالما عمل على احترام رأي المسيحيين وقراراتهم وتجلى ذلك في تأييده قانون الانتخابات الذي أيدوه رغم تداعياته السلبية عليه ،وكذلك في الاستحقاق الرئاسي عندما لم يتبنى ترشيح أي طامح من خارج نادي الأربعة الذين تم اختيارهم في بكركي يومها، اذ حينها مضى في ترشيح رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع حتى انسداد الآفاق، ومن ثم كانت محاولة بدعم ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، لينتهي الأمر بانتخابه العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية بعد ترشيح القوات اللبنانية له بحيث بات هذا القرار خلاصة تفاهم القوى المسيحية التي تتمتع بتمثيل واسع، أي انه احترم القرار المسيحي ولم يخرج عنه، في حين عمدت بعض هذه القوى على اختيار رؤساء حكومات خلافا لمعادلة اختيار القوي في طائفته ولم تراعي الميثاقين ، ورغم ذلك بقي الحريري حريصا على علاقاته مع القوى المسيحية وعلى رأسها البطريرك الراعي.
لكن المسألة التي أثارها البطريرك الراعي عن تغييب المسيحيين ليست على عاتق الحريري، الذي أدى دم والده الى اخراج السوريين من لبنان وعودة العماد ميشال عون من المنفى واخراج رئيس حزب القوات سمير جعجع من سجنه حيث كان الكلام يومها بأن هذا الواقع سيعزز الدور المسيحي.

وتتابع الأوساط بأن القوى المسيحية بكافة خياراتها استفادت من ايران والسعودية، ولم تصل الى رؤية موحدة بين بعضها، وتأتي في النهاية لتحمل المسلمين بأنهم يهمشون الدور المسيحي، في وقت أن الجانب السني جرب دعم القادة الأربعة الى رئاسة الجمهورية فيما الجانب الشيعي تمسك بترشيح عون رغم امتداد مرحلة الفراغ يومها.
ومن غير الطبيعي أن يلقى عاتق نقض الميثاقية على الرئيس المكلف في ظل وجود رئيس قوي في المفهوم المسيحي في قصر بعبدا، وبعد استقالة القوات والكتائب من الحياة السياسية بتحولهما نحو المزايدة على الثورة وتسجيل نقاط عليها وتبني شعاراتها.

وتلفت الأوساط الى أن الحريري أرسل وفدا الى الكتل النيابية كافة والمسيحية بينها حكما لمد يده للتعاون، لكن بعضها اتخذ القرار بعدم تسميته، في حين أن ذلك يمثل مثا بالميثاقية نظرا لكون الحريري هو زعيم الطائفة السنية والمرشح الطبيعي لهذا المنصب عملا بواقعه السياسي، اذ لم يجاريه لا التيار ولا القوات في تسميته فيما هو تبنى مرشحهما العماد عون يومها رغم التباين في المواقف على أكثر من صعيد.

ووضعت الأوساط التنسيق بين الرئيس المكلف سعد الحريري والرئيس عون في خانة الحفاظ على الميثاقية من جانب الاخير الذي سيدخل وزراء من كل الطوائف قادرين على أن يشكلوا فريق عمل لانقاذ البلاد من الأزمة الاقتصادية الاجتماعية بما توفر من قدرات، وسيكون في عداد هؤلاء وزراء يحاكون تمثيل كافة القوى السياسية وبينها التي لم تسمِّ الحريري، وذلك من باب رغبة الرئيس المكلف بأن تشكل الحكومة مساحة للعمل والانتاج في هذه المرحلة التي تتطلب تضافر الجهود.