نقولا أبو فيصل-الحمار والعناد القاتل

  • شارك هذا الخبر
Thursday, October 22, 2020

‎قصة اليوم من لبنان

‎إشترى رجل حمارا يافعا ومن شدة فرحه به أصعده إلى سطح بيته. وصار يوميا يهتم به ويعرفه على بيوت جيرانه وأهل قريته من فوق السطح، حتى يعرف الاحياء والطرقات وخاصة طريق الرجوع الى المنزل

‎وعند أخر الصيف أراد الرجل إنزال الحمار من على السطح لإدخاله الإسطبل في الشتاء ، فحزن ولم يقبل النزول
‎فالحمار أعجبه السطح وقرر أن يبقى
‎فوق ،توسله صاحبه مرات عديدة
‎وحاول سحبه بالقوة أكثر من مرة، لم يقبل الحمار النزول ودق رجله بين قرميد السطح، وصار يرفس وينهق في وجه صاحبه
‎البيت كله صار يهتز، والسقف الخشبي المتآكل للبيت العتيق أصبح عاجزا عن تحمل حركات ورفسات الحمار
‎فنزل الرجل بسرعة ليخلي زوجته وأولاده خارج المنزل
‎وخلال دقائق إنهار السقف وجدران البيت ومات الحمار
‎فوقف أهل البيت عند رأس حمارهم الميت وهو ملطخ بدمائه وقالوا لرب البيت الغلطة غلطتك أطلعته عالسطح

‎العبرة أنه من الصعب أو المستحيل إنزال الحمير الذين تم إيصالهم لمكان غير مكانهم واللوم دائما على من أوصلهم لذلك المنصب
‎فعند تعيين أناس غير أصحاب كفاءة في مواقع القرار، فلا عجب من إنهيار الاقتصاد وتصدع النظام المالي والمصرفي للدولة ،وهذا ما حال بِنَا للاسف
‎فالحمير تكاثرت كثيرا على مر السنين في عالم المال والاعمال المصرفية كما الحال في السياسة، ومن يصعد السطح منهم، لا يقبل أن ينزل قبل أن يهدم البيت