يبدو أن "جهنم" الذي يعيشه الشعب اللبناني مستمر على كل الصعد، خصوصاً أن الإنهيارات المالية والإقتصادية تتوالى وينهار معها ما تبقى من البنى التحتية وعلى رأسها الطرق الأساسية الحيوية التي تربط الأقضية بعضها ببعض.
لا شكّ أن البنى التحتية مهددة، لكن أن تُهمل وزارة الأشغال العامة طريقاً رئيسية وتُعرّض حياة المواطنين للخطر فهذا هو قمة الإهمال بحدّ ذاته. ولو كانت الكارثة حصلت بعد ثورة 17 تشرين 2019، لكان هناك أسباب تخفيفية، لكن أن تنهار طريق تنورين- حدث الجبة منذ شتاء 2018 و"يُطنش" وزير الأشغال السابق يوسف فنيانوس عن هذه الكارثة رغم كل المراجعات، من ثم لا يعطي خلفه الوزير المستقيل ميشال نجار الطريق الإهتمام المطلوب ففي هذا السلوك مؤامرة على المنطقة كما يعتبر الأهالي.
والجدير ذكره أن الإنهيار الذي بدأ في شتاء 2018 على تلك الطريق الوحيدة التي تربط تنورين بقضاء بشري لم يعالج، فزادت نسبة الإنهيارات وتسببت بأضرار في الأراضي المجاورة، وبات هناك مسلك واحد تسير عليه السيارات والشاحنات، خصوصاً أن الإنهيار حاصل في نقطة حساسة في جرود تنورين في منطقة "المسيل" قبل محمية أرز تنورين.
وتزداد الخطورة لأن هذه الطريق تعبرها الباصات التي تتوجه إلى أرز تنورين، وصحيح أن الإنهيار يقع عقارياً في تنورين إلا أن أهالي بشري وفاعلياتها معنيون به لأن هذه الطريق تستخدم من قبلهم، كما أنها تشكّل ممراً إلى جبة بشري والطريق التي يسلكها البشرانيون للوصول إلى مستشفى تنورين.
ويؤكّد المهندس رجاء سركيس الذي يتابع ملف الطريق ويرفع الصوت أن "الدولة لم تترك أمامنا خياراً إلا التصعيد، فوزارة الأشغال غائبة عن هكذا طريق حيوية وكأنها لا تسأل عن أرواح الناس خصوصاً أن الإنهيارات تتوالى". ويسأل سركيس: "ماذا لو إنهارت الطريق لحظة مرور سيارات من وإلى بشري؟ ألا يستدعي إنهيار مثل هكذا، تحرك الفعاليات في بشري وتنورين ومنطقة البترون؟".
ويطالب سركيس نواب بشري والبترون وفاعليات المنطقة بالتحرّك خصوصاً ان هذه الطريق، تشكل مورداً إقتصادياً حيوياً لأنها تربط جرود تنورين ببشري وطريقاً سياحية بين أرزي تنورين وبشري.
ويشير إلى أن "الأهالي كانوا بصدد التحرك وقطع الطريق لكنهم تريثوا لأن الأمر في هذا التوقيت سيعرقل نقل مواسم التفاح، كما أننا لا نريد أن نقطعها في وجه أهلنا في بشري، لكن إذا لم تُصن وتعالج فانها ستقطع لوحدها بسبب الامطار، لذلك فليتحركوا وإلا سنتحرّك وقد أعذر من أنذر".