هل تبقى أسرار مرفأ بيروت في الجوّ؟

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, October 21, 2020

سؤال أساسي يطرحه كل لبناني، وهو لماذا يتأخّر تسليم لبنان صُوَر الأقمار الإصطناعية التي طلبها، والتي يُمكنها أن تحدّد الأسباب الحقيقية لكارثة انفجار مرفأ بيروت في 4 آب الفائت، وأن توفّر الكثير من التحليلات؟

فهل ان التأخير يعود لأسباب تتعلّق بانتظارات أميركية أو دولية من السّلوك السياسي اللبناني، على الصعيدَيْن الداخلي والخارجي؟ أو هل انه بسبب ما يحصل على المستوى الإقليمي، ضمن منطقة تحكمها تقلّبات وتطوّرات عربية - إيرانية - إسرائيلية؟
وكيف يُمكن النّظر الى ما قاله رئيس شعبة البحوث في الإستخبارات العسكرية الإسرائيلية درور شالوم قبل أيام، عن أنه لن يتطرّق الى ما تعرفه تل أبيب عن أسباب انفجار مرفأ بيروت، لافتاً الى أنه "حسّاس"، والى أنه ستحصل انفجارات أخرى ومماثلة في مناطق لبنانية مختلفة تابعة لـ "حزب الله"، لن تكون إسرائيل خلفها، وذلك بسبب الإهمال والتحذير غير الحَذِر (للأسلحة) بين التجمّعات السكنية؟ (بحسب المسؤول الإسرائيلي).
فهل يُكمل شالوم التلميحات الإسرائيلية حول مسؤولية تل أبيب عن انفجار مرفأ بيروت، التي كان دخل معتركها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قبل أسابيع، وذلك دون اعتراف إسرائيلي رسمي بذلك؟
موافقة أميركية
أوضح اللّواء الركن المتقاعد عبد الرحمن شحيتلي أن "تزويد أو عدم تزويد لبنان بصُوَر الأقمار الإصطناعية المتعلّقة بانفجار مرفأ بيروت هو أمر يرتبط بموافقة الولايات المتحدة الأميركية. فلا شيء يُلزِمها، حتى ولو طلب لبنان الرسمي منها الصُّوَر".
وأشار في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" الى "أمر آخر وهو أن لا أحد يعرف ما هي الصُّوَر ونوعيّتها، التي يُمكن أن تعطيها واشنطن للبنان، إذا وافقت. ويُمكن للأميركيين أن يقولوا إن القمر الإصطناعي لم يَكُن مُركّزاً على لبنان ومحيطه خلال وقت الإنفجار".
وأضاف:"أما بالنّسبة الى فرنسا وإيطاليا، فقد لا يكون لديهما إمكانية لتزويد لبنان بصُوَر أقمار إصطناعية بتوقيت الإنفجار نفسه، وذلك لأن الشرق الأوسط ليس منطقة عمليات للجيش الفرنسي أو الإيطالي، بل انه كذلك (منطقة عمليات) للجيش الأميركي عبر القيادة الأميركية الوسطى التي تتولى عمليات في المنطقة. وبالتالي، لا أعتقد أن أحداً غير الأميركيين يمكنه أن يكون مُفيداً بتقديم صُوَر أقمار اصطناعية حول انفجار المرفأ، إذ حتى الروس أنفسهم يُمكنهم أن يكونوا فعّالين بكلّ ما يتعلّق بالبحر، أكثر من الجوّ".
غير مُلزَمَة؟
وحول إمكانية أن يكون القرار بتزويد أو عدم تزويد لبنان بتلك الصُّوَر مربوطاً برغبة في تحريك التحقيقات في ملف انفجار المرفأ، بحسب السلوك السياسي اللبناني، قال شحيتلي:"هذا الأمر يعود الى التعاطي الأميركي مع الدّول، وهو مختلف بين الدول التي تنتمي الى المنظومة الأميركية أو الأطلسية أو الغربية، أي تلك التي تدور في الفلك الأميركي، وبين الدول التي ليست من ضمن تلك المجموعة".
وشرح:"لبنان ليس عضواً في "الناتو"، ولا هو من دول المنظومة الأميركية في المنطقة، رسمياً. ومن هذا الباب، تعتبر واشنطن أنها غير مُلزَمَة بتزويده بما يطلبه، بما فيها صُوَر الأقمار الإصطناعية، ولا شيء يُجبرها على تغيير طريقة تعاطيها. ومن هنا، يُمكن للبنان أن يطلب، وأما الجواب فقد يكون نعم، أو لا نملك، أو لا نستطيع".
أدلّة
وردّاً على سؤال حول كلام درور شالوم، وإمكانية ربطه بالنَّفَس التصاعُدي في الخطابات الإسرائيلية، التي تعترف ولا تعترف بمسؤولية تل أبيب عن كارثة انفجار المرفأ، أجاب شحيتلي:"الكلام الإسرائيلي يوضَع في خانة الحرب الإستخباراتية والإعلامية القائمة بينها وبين "حزب الله"، وتوجيه الرسائل في هذا الإطار، وإفهامها الى الطرف الآخر. فضلاً عن أن الهدف الإسرائيلي من ممارسة الضّغط على "الحزب" يتعلّق بتحريض البيئة الشعبية عليه".
ولفت الى أن "التوصُّل الى نتائج ملموسة من التحقيقات في أسباب انفجار مرفأ بيروت، يحتاج الى أدلّة قاطعة، وذلك حتى ولو حصلت اعترافات. فغياب الأدلّة القاطعة يُبقي كلّ شيء في دائرة التكهّنات".
وختم:"الأدلّة وحدها تؤكّد أو تدحض إذا ما كان الإنفجار بسبب حريق اندلع نتيجة خطأ مقصود أو بسبب إهمال، أو ربما بسبب إطلاق صاروخ أو هجوم جوّي أو بحري. فتوفّرها (الأدلّة) وحده هو الذي يُساهم في كشف الحقيقة الكاملة".


وكالة أخبار اليوم