نقولا أبو فيصل-الثقة العمياء والاربعة ملايين مواطن لبناني

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, October 21, 2020

‎قصة اليوم من إيطاليا


‎إكتشف أحد زعماء المافيا الايطالية أن المحاسب لديه كان يختلس من أمواله عبر السنين ، حتى وصل ما اختلسه لِما يقارب العشرة ملايين دولار
‎المحاسب كان أصماً أبكماً يتم التواصل معه عن طريق لغة الإشارة فقط ، و هذا كان السبب الوحيد لاختياره في هذا المنصب الحساس ، فالمحاسب الأصم لن يسمع شيئاً قد يشهد به أمام المحاكم
‎عندما قرر الزعيم أن يواجهه بما اكتشفه عنه ، أخذ معه خبيراً بِـلغة الإشارة وقال له : قم بِـسؤاله أين العشرة ملايين دولار التي اختلسها ...؟

‎سأله الخبير عن طريق لغة الإشارة ، فأجابه المحاسب بذات اللغة أنه لا يعرف عن ماذا يتحدث الزعيم
‎أجابه الخبير : إنه يقول بأنه لا يعرف عن ماذا تتحدث يا سيدي ... أشهر الزعيم مسدسه وألصقه بِـجبين المحاسب وقال للخبير : إسأله مرة أخرى
‎عاود الخبير سؤاله الخبير ثانية
‎سوف يقتلك إن لم تخبره عن مكان النقود
‎أجاب المحاسب بِـلغة الإشارة : حسناً ... النقود تجدها في حقيبة سوداء مدفونة خلف مستودع السيارات الموجود في الحي الخلفي
‎سأل الزعيم خبير اللغة : ماذا قال لك ...؟
‎أجاب الخبير : انه يقول أنك جبان
‎ومجرد حشرة ، ولا تملك الشجاعة لإطلاق النار عليه
‎حينها أطلق الزعيم النار على المحاسب ...
وانتهى الأمر لصالح خبير لغة الإشارة
‎لذا : من الخطأ الفادح أن تضع ثقتك كلها في شخص ما ، لعلك تكتشف بعد حين أن تلك الثقة لم تكن في محلها ، تلك ما تسمى ( الثقة العمياء ) ... فيكون السقوط دموياً
‎والخسارة فادحة
‎حال هذا المحاسب يشبه حال أربعة ملايين مواطن لبناني وثقوا بحكام السياسة والمال وأصحاب المصارف في لبنان ،والنتيجة تعرفونها اصدقائي وتعرفون ما حل بهم ،فالثقة العمياء مقبرة الاوفياء ولعل شكسبير قد أحسن بقوله
"مهما بلغت ثقتك بالآخرين لا تفتح لهم من غرف حياتك سوى غرفة الضيوف "