قداس الهي على نيّة جرحى و شهداء الأرمن في كنيسة قلب يسوع – البيره الشوف

  • شارك هذا الخبر
Monday, October 19, 2020

أقام الكاهن شكر الله شهوان خادم رعايا البيره، كفرنيس الجعايل الشوف قداساً الهياً على نيّة جرحى و شهداء الأرمن الذين سقطوا في المعارك الأخيرة، وذلك مساء السبت 17/10/2020 في كنيسة مزار قلب يسوع بحضور وفد من قياديي مسؤولي التيار الوطني الحر في المنطقة.

وتوجه في عظته الى اللأرمن عموماً و جاء فيها :

"من كنيسة قلب يسوع – البيره الشوف - الى اختنا في المسيح الكنيسة اللأرمنية العزيزة .
أيها الاخوة في المسيح ، دعوناكم الى هذه الذبيحة الالهية لنعبّر لكم أننا نرافقكم بصلاتنا و ننظر اليكم و الى تاريخكم المفعم بالشهادة المسيحية العابقة بالبطولة و التغلب على الشّر و المحن التي عانيتموها في الماضي من إبادة ضدّ الإنسانية و إنسانكم الأرمني المؤمن سنة 1915، و حسب التاريخ الذي قرأناه لم و لن تحيدوا عن إيمانكم المسيحي و لم تتنازلوا عن ما تنازل عنه كثيرون من كرامة و عزّة و إباء. أنتم حبّة الحنطة التي ماتت و أعطت ثماراً كثيرة.
و اليوم التاريخ يعيد نفسه الأبناء يعيدون فعلة الآباء و الأجداد ، إنهم الشعب الذي لا يفعل إلّا الشر و نشر الجهل و الحقد و الضّغينة ، إنهم الشعب العثماني .
أما أنتم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح ، و عمادكم هذا ميزته أنّه عماد الشهادة .
رجاؤنا كبير اليوم أنّ معركتكم هي : الحق ضدّ الباطل و أملنا كبير انكم ستنتصرون للحق فصاحب الحق سلطان و ربنا يسوع المسيح سيكون الى جانبكم فلا تخافوا .
فصلاتنا في هذا المساء المبارك ، ترفع لأجل اخوتنا الأرمن الذين يواجهون الشّر بإيمان و رجاء ، ثابتين ، راسخين ، صامدين ، مصممين على النّصر، و لأجل الجرحى ليقوّيهم الله على حمل صليبهم ، و لأجل راحة أنفس الشهداء .
و في نهاية القداس ألقى المحلل و الباحث السياسي و الاجتماعي سيروج ابيكيان كلمة ، شكر فيها الجميع على المبادرة المنطلقة من المبادئ النضالية الوجودية في هذا الشرق.
و أضاف ، "نحن لا نستغرب ما نراه اليوم من إرهاب و قتل لأنهم أبناء و أحفاد القتلة بأحقادهم و إجرامهم ، أحفاد من أبادوا الشعب الأرمني و جوّعوا الشعب اللبناني و فرضوا الحصار عليه ليموت جوعا ً، فالشجرة السيئة تعطي ثماراً سيئةً ، فما من شجرة سيئة تعطي ثماراً جيدةً .
نعم لقد قالها اردوغان بالفم الملآن : " سأحقق ما لم يحققه أجدادي" أي محو الأرمن من الوجود .
فنقول له لا أنت بسلطان ولا نحن نهاب أي سلطان دنيوي على هذه الأرض . و لا نخاف ممن يقتل الجسد لأنّه بعدها لا يستطيع أن يأخذ شيء. (و هذا إن استطاع أن يقتل الجسد).
نحن لسنا بعزّل ، بل متسلّحون ، و متسلّحون بالإيمان أيضا ً.
فإذا أحبنا نحب بإيمان ، و إذا أعطينا نعطي بإيمان و إذا سالمنا نسالم بإيمان ، و إذا دافعنا عن حقوقنا و اراضينا ندافع بإيمان .

إنّ الوضع الإنساني في ارتساخ في منتهى الصعوبة ، خاصةً في ظلّ غياب المجتمع الدولي لإيقاف هذا الارهاب و لكبح تعدي تركيا و اذربيجان على دول الجوار و كفّهما من الاستمرار في سياستهما البربرية.
إنّهم يقصفون الكنائس و يدمّرون الآثار بطرق ممنهجة بغية طمس الحضارة و الهوية الأرمنية من على تلك الأراضي ، فعبثاً يحاولون ، و أمّا من جهتنا ها إننا نكمل كتابة التاريخ ، تاريخ الصمود الذي سيتكلّل بالنصر و المجد.
لقد علّمنا سيدنا أن نحب الحياة و نبغض الموت ، لذا نحن دعاة حياة و سلام ، و نحيا بالإيمان و نرقد بإيمان على رجاء القيامة..
كما علّمنا أنّه الطريق و الحق و الحياة ، و أنّه هو الكرمة و نحن الأغصان و ثمار تلك الكرمة ، فإن كان ابن الله هو الكرمة و نحن الأبناء و الثمار ، فالشجرة الجيدة تعطي ثماراً جيدةً.
و قال لنا : ستحزنون و لكن بعدها سيكون فرحكم عظيماً.
سيكون لكم ضيق و لكن ثقوا أنا غلبت العالم.
فنحن بك واثقون و فيك ثابتون.
ليحيا الحق و تحيا القضية ، عاش لبنان و عاشت أرمينيا."