حذار رفع الدعم... بقلم فؤاد سمعان فريجي

  • شارك هذا الخبر
Monday, October 19, 2020

كَتب فؤاد سمعان فريجي:

دخل ضابط نازي الى متحف لوحات في باريس بعد انتهاء الحرب الألمانية على فرنسا ، فنظر الى لوحة شهيرة ( غرانيكا ) وذُهل في مشهد اللوحة حيث باريس رماد ، فسأل الضابط رجل يقف قرب اللوحة من رسم هذه البشاعة ، فرد عليه الرجل الرسام انتم من صنع هذه البشاعة !!!

في تشربن الأول ٢٠١٩ وفِي بداية الأنتفاضة كتبت مقالاً يقول ( المصارف تبتلع اموال اللبنانيين ) فلم يبقى معني بذلك إلا واتهمني بتأجيج الموضوع عبر الإعلام للنيل من الأقتصاد الوطني !!

ها قد انحدرنا انحداراً كارثياً وبسرعة تفوق صاروخ ( سكود ) وبانت عورات الفريق المالي الذي كان يُبشرنا ، بأن الليرة بألف خير ، يعاونهم بذلك ثلة من سماسرة رجال المال والأعمال ومقاولي الحروب ومغتصبي السلطة اتباع زعماء الطوائف والأحزاب الذين نهشوا جسد الوطن العليل بالنهب والهدر والسرقات .

صراع بين المودعين والمصارف ، اشكالات يومية ، شكاوى باالآف للقضاء يتقدم بها زبائن هذه المؤسسات لملاحقة مصير جنى العمر .

لقد ذهبت الشعارات المُخدرة للدماغ ( مستقبلك عنا ) ونحنا ( منحقق احلامك ) في غفلة عين ، بات المودع يشحد حقوقه متسولاً على حافة الأنتظار ، وأمام ابواب المصارف الموصدة بالخوف والحيرة والعار .

حذار رفع الدعم عن المواد الأساسية والغذائية ، المواطن اصبح بعد الأنتكاسات المعيشية المتلاحقة والقاتلة من شح العمل وفحش الدولار والبطالة وارتفاع معدل الفقر ، يملك عقلية السائب الذي لن تحده قيود وضوابط !

لن ادخل في لغة الأرقام التي اوصلت البلد الى هذا الدّرك المأساوي ، كي لا يتوه القارئ في ما لا يُدقق به ومعرفته بلغة الأرقام ، لأنه ليس هو المسؤول عن الهندسة المالية للبلد والتي من خلالها تم تنظيم ابتلاع اموال المودعين وسحق احلامهم !

لا ترفعوا الدعم : لأن الناس سوف تأكل بعضها كالسمك في البحر ، هذه الخطوة سوف تُدمر ما تبقى ، وهي ( ك براقش ) التي جنت على نفسها ! !

٦٨ ٪؜ من اصناف المستهلك اللبناني ، ادوية ومحروقات ومستلزمات طبية ومواد غذائية بدأت تنفد من الأسواق . هكذا تسوق مافيا التجار !!

تنفد ؟ اشك بذلك ، تنفد في رؤوس مقاولي الحروب الأقتصادية ، هناك كم هائل من كل ما ذكرت ومتوفر ، لكن اقلام الأيجار التي تُستعمل عند الحاجة هم طربوش التجار الذين احتكروا الأصناف المطلوبة بأنتظار صفقة العمر لجني المال السريع وبكميات ضخمة على حساب تعاستنا ووجع المقهورين .

والكارثة الأنسانية التي بدأت تلوح والتي لم تحصل حتى في عز الحرب الأهلية ، فقدان الأدوية من الصيدليات مما سيؤدي الى موت كثر من المواطنين ، تُشارك في هذه المؤامرة كارتيلات تجار الأدوية الذين اخفوا الأصناف الأساسية تمهيداً لرفع اسعارها ، وتأكيداً عليه ما قام به اليوم الوزير حمد حسن اليوم ( ١٦ تشرين الأول ٢٠٢٠ ) في إغارة على الصيدليات ومستودعات الأدوية في منطقة البقاع ، حيث تبين ان صيدلية واحدة لديها من صنف واحد ٨ الآف قطعة دواء للأعصاب وعندما يدخل المواطن يقولون له هذا الدواء مقطوع ، ىزير الصحة فضح واقفل اكثر من ٨ صيدليات في منطقة البقاع .

بدوره نقيب الصيادلة غسان الأمين ومنذ اسبوع رفع الصوت محذراً وكاشفاً المستور بقوله ؛ نعم الدواء يُهرب الى سوريا والعراق أشار إلى ان "البلاد التي لديها أنظمة أهم من أنظمتنا تعاني من التهريب ايضا، ونحن نرفع الغطاء عن أي صيدلي أو وكيل يخالف لأن هذه مسؤولية وطنية"
لا ترفعوا الدعم ! هناك خلف ستار الحياة موجوعين بانت اسنانهم ويتزمرون من الألم .

وما ذنب الشعب اللبناني بأخطائكم وصفقاتكم وسرقاتكم ، ٦٠ مليار دولار سطت عليها الحكومة من اموال المودعين ، ولا اعرف بأي قانون ( جوزف ستالين لم يفعلها ) يعطي مصرف لبنان اموال الناس والتي تُعتبر وديعة مؤقتة لديه ولا يستطيع التصرف بها لأن ذلك تعتبر إساءة امانة يُحاسب عليها القانون بالحبس ، إذاً الصفقة واضحة ! وتسألون لماذا افلسنا ؟