بوعبود :لتخفيفِ وَتيرة الاضطراب فى النُّفوس القَّلقة
شارك هذا الخبر
Saturday, October 17, 2020
يطلقُ المعهد الفنِّي الأنطوني، مع إشراقةِ العامِ الدراسي الجديد، المُنبثِقِ من رحمِ الآلام، دورات وورش عمل في الفن والإبداع، تُحاكي الرُّوح، تَنفحُ فيها الرَّغبة بالعودةِ إلى صُلبِ الحَياة، عَلَّ الجِراحُ تَندَمِلُ وتتجدَّدُ الأنفاس، فتعودُ الألوان لتَتسابقَ في تجديدِ حُلَّةِ لبنان التي تَنعكِسُ على العالمِ جمالًا ما بعدهُ جمال... في خضَمِّ هذه الظروف الدَّقيقة والصعبة وجائحة كورونا، يستمرُّ المعهد الفني الانطوني بنشرِ ثقافةَ الفنِّ والجمال من خلال الفنون الجميلة (كتابة الأيقونة المُقدَّسة – فنّ الفُسيفساء – الرسم – الليموج – الخط العربي – التطريز – الدوت ماندلا – النحاس..) التي يُدرِّبُ عليها القادمينَ إلى حرمِهِ بهدفِ تعلُمها والتي تعكِسُ صورةَ لبنانَ الجوهريّة وتخفِّفُ عن كاهل المواطنين الذين يعانون حالات اكتئاب وقلق بالإضافة إلى مخاوف وتشتُّتٍ بسبب الأوضاع الماديَّة والاقتصاديَّة الصَّعبة التي يرزحُ تحتَ وطأتِها الوطن من أقصى شمالِه إلى أقصى جنوبِه... لقد عمل هذا المعهد منذُ نشأتِهِ على الحفاظ على هذا الإرث الفنِّي الراقي المُتجلِّي من خلال إيمان الرهبانيَّة الانطونيَّة المارونيَّة والمُعتَبر من صلب رسالتها لتنمية قدرات الإنسان الفنيَّة وفتحِ آفاقٍ جديدة وطاقات مُختلفة في داخلِه، تكونُ قادرة على إدخال البهجة والفرح إلى قلبِه وإن لساعاتٍ محدودة خلال الأسبوع وبالتَّالي تخفيف مُعاناتِه من أيِّ نوعٍ كانت؛ فلا نَنسى بأنَّ الأطبَّاءَ النَّفسيِّين يلجَؤون إلى الموسيقى والفنون كافَّة، ومن بينها تلك التي يُقدِّمُها معهدنا الفنِّي، لتخفيفِ وَتيرة الاضطراب فى النُّفوس القَّلقة... نعم إنَّ هذا المعهد يُشكِّلُ اليوم فُسحةَ أملٍ ورجاء مُزيَّنة بألوان المواهب والقدرات التي تُميِّزُ كُلَّ فردٍ في لبنان على حدا، وأبوابُهُ مُشرَّعة أمامَ كُلِّ شخصٍ يهوى الفنون ويتمنَّى أن يُحوِّلَ ساعاتَ أيَّامِهِ إلى أوقاتٍ غنيَّة ومُفيدة تنعكِسُ عليهِ جمالًا، صفاءً، بهجةً... فأهلًا وسهلًا بكُلِّ مَن رَغِبَ بأن يَؤمَّ معهدنا الكائن في الدكوانه منذ بدايةِ إشراقته الفنيَّة...